الأحداث
النظرة الإسلامية للكتب المقدسة المسيحية
يعتقد المسلم البسيط العامي ان الكتاب المقدس عند المسيحية , مثله مثل القرآن الكريم في الإسلام . وان الكتاب المقدس (الكتاب الجامع للعهد القديم الخاص باليهود والعهد الجديد الخاص بالمسيحيين ) عند المسيحيين له نفس الصفات الموجودة في القرآن الكريم وله نفس القداسة والمكانة الرفيعة . وقد يعتقد المسلم بأن الكتاب المقدس المسيحي يكون له نفس أسلوب اللغة والعرض الجميل الرائع كما هو موجود في القرآن الكريم . فالمسلم في ذهنه صورة واحده عن الكتب المقدسة الإلهامية الإلهية وهي صورة القرآن الكريم في فكره وعقله , ويقارن على أساس ما وجده في القرآن الكريم من فصاحة وبلاغة وبيان على كل الكتب السماوية الأخرى , مع إعتقاد المسلم بأن باقي هذه الكتب السماوية قد حُرِفت وما بقي من هذه الكتب شئ صحيح على ما أنزله الله عز وجل إلا القرآن الكريم , الذي تعهد الله بحفظه .
وقد يعتقد المسلم ايضاً ان المسيحي عندما يقرأ من الكتاب المقدس يأخذ بكل حرف حسنة كما هو موجود في العقيدة الإسلامية عندما يقرأ المسلم القرآن , يأخذ على كل حرف يقرءه حسنة والحسنة بعشرة أمثالها وهكذا . فالمسلم العامي البسيط يقيس أديان الآخرين كما هو موجود في دينه العظيم ويعتقد بأن جميع الأديان الأخرى عندها تقارب كبير جدا جدا بينه وبين الإسلام ولكن مع وجود إختلافات بسيطة جدا جدا .
لذلك , فالمسلم قبل ان يبدأ في قراءة العهد الجديد الخاص بالمسيحيين , سيكون في ذهنه وفكره أشياء كثيرة جدا جدا , هو يتوقع ان يجدها في العهد الجديد عندما يشرع في قراءته , وسيكون في ذهنه وفكره أيضاً بعض الثوابت عن الكتب المقدسة السماوية قياساً منه على القرآن من المفترض انه سيوجده في كل الكتب الأخري .
من هذه الأفكار والمعتقدات عن العهد الجديد الموجودة في ذهن المسلم ما يلي :
1. العهد الجديد هي كلمة الله كما ان القرآن الكريم هي كلمة الله ... بمعنى :
عقيدة المسلم في القرآن الكريم كالآتي : القرآن كلام الله , تكلم به حقيقة , فكل حرف منه ؛ فإن الله قد تكلم به , ولا اعتقد ان اي مسلم عامي قد يتخيل ان العهد الجديد سيكون فيه قصص وحكايات وروايات وخلافه .
2. العهد الجديد كتاب سماوي نزل من عند الله , فبالتالي فهو كتاب عظيم جدا جدا , نزل في الأصل كي يرشد الإنسان كيف يهرب من النار ويدخل الجنة , كتاب مليئ بالمواعظ والأحكام والتشريعات والنصائح وكل شئ يُقرب العبد من الجنة ويبعده عن النار ويزيده قرباً ومحبة في الله عز وجل ويزيد من إيمانه بالله وحبه لطاعة الله .
3. العهد الجديد هي كلمة الله كما القرآن الكريم , فبالتالى فكل كلمة في هذا الكتاب لابد ان يكون مفيداً ونافعاً , وكل صفحة , بل كل سطر , بل كل كلمة في العهد الجديد لها معنى ومغزى وفائدة , يتعلم منها الإنسان في كل حرف يقرأها من هذا الكتاب .
4. المسلم متخيل ان العهد الجديد سيكون مثل القرآن الكريم ... بمعنى :
النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي وصّل إلينا القرآن الكريم كاملاً وليس معه اي نبي آخر أو اي انسان آخر مشترك معه في نقل كلام الله عز وجل , فيعتقد المسلم بأن العهد الجديد هذا نقله إلينا السيد المسيح كاملاً وهو المصدر الوحيد لكلام الله بصفته نبى الله ولكن العهد الجديد قد اشترك في نقله أو كتابته حوالي تسعة كتبة .
5. المسلم متخيل ان العهد الجديد سيكون مثل القرآن الكريم ... بمعنى :
القرآن الكريم يعطي المسلم منهج لحياته كاملاً , يعيش عليه المسلم في كل كبيرة وصغيره في حياته , فيعتقد المسلم ان العهد الجديد هو كذلك يعطي منهج حياة للمسيحي يسير عليه المسيحي ويستنبط منه كل أفعال يوميه .
6. المسلم متخيل ان العهد الجديد سيكون مثل القرآن الكريم ... بمعنى :
القرآن الكريم يعطي أوصاف غيبية للجنة والنار , النعيم والعذاب , يوم القيامة والحشر , والحساب والعرض على الله , وكل هذه الأشياء بتفاصيل كبيرة جدا جدا لدرجة ان المسلم يستطيع ان يتخيل الموقف , فلو كان القرآن يتكلم عن النعيم , يحفذ هذا الوصف المسلم على ان يقوم بأقصى جهده في عبادة الله حتى ينول هذا النعيم , ولو كان القرآن الكريم يتكلم عن العذاب , يحفذ هذا الوصف المسلم على ان يتقى الله وينفذ كل أوامره ويطيع الله عز وجل في كل كبيرة وصغيرة حتى ينجيه الله عز وجل من هذا العذاب . فيتخيل المسلم انه قد يجد مثل هذه الأشياء في كتاب المسيحيين .
8. المسلم يتخيل ان العهد الجديد سيكون مثل القرآن الكريم ... بمعنى :
ان القرآن الكريم يحلل كل شئ طيب ويحرم كل شئ خبيث , ويكون في مخيلة المسلم ان هذه الأشياء نفسها ستكون في العهد الجديد وانه سيلل له كل شئ طيب وسيحرم كل شئ خبيث .
9. المسلم يتخيل ان العهد الجديد سيكون مثل القرآن الكريم ... بمعنى :
ان القرآن الكريم كلام الله ليس فيه اي شئ خاص بأى إنسان ... مثلاً : لن تجد في القرآن الكريم ان محمد صلى الله عليه وسلم يبعث السلام لأبو بكر وعم وثمان رضي الله عنهم جميعاً ويطالبهم بالرجوع من مكة إلى المدينة سريعاً لأنه جالس في المدينة وحده . قد يكون هذا المثال غريباً على المسلمين وقد يضحكوا من هذا الكلام , ولكن كل مسيحي يقرأ هذا الكلام سيفهم ما أقصده .
وأشياء أخرى كثيرة تكون في مخيلة المسلم عن كتب المسيحيين المقدسة
ولكن عندما نبدأ في قراءة العهد الجديد ...
انا متأكد ان هذا الفكر سوف تتغير تماماً
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
