مصراوي للإلكترونيات وخدمات الصيانة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مصراوي للإلكترونيات وخدمات الصيانة

lcd,tv,رسيفر,تليفزيون,شاشه,كمبيوتر,سوفت,برامج,بلازما.توشيبا,شحن فلاشه,


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

أيام حسني مبارك الأخيرة في الحكم

2 مشترك

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

م/حسن المصري

م/حسن المصري
المدير العام


أيام حسني مبارك الأخيرة في الحكم  1297679209_1297679209

فجاة اختفت من شوارع القاهرة لأكثر من ثلاثة أسابيع سيارات كالمرسيدس الشبح
, وال بي أم في ‏750‏ , والهامر الرباعية الدفع‏.و اختفاء هذه السيارات ‏
لا يعبر عن خوف اصحابها من غضب المتظاهرين الذين يطلبون عدالة اجتماعية
فقط‏ وإنما عن حالة تفكير النظام الحاكم‏,‏ وهي نفس الحالة التي كان عليها
في إدارة أزمته مع الثورة منذ‏25‏ يناير إلي‏11‏ فبراير‏.كان التقرير الذي
وصل إلي الرئيس حسني مبارك قبل الثلاثاء‏25‏ يناير من اللواء حبيب العادلي
وزير الداخلية السابق يقلل من قيمة المظاهرة وقدرتها وأنهم مجرد شوية عيال
يمكن احتواؤهم‏..‏ الموقف تحت السيطرة‏..‏ ولن توجد ثمة مشكلة‏.‏
لم يكن هذا هو رأي بقية أجهزة الدولة‏,‏ ففي مساء الاثنين رفع احد الوزراء
سماعة تليفونه الخاص الواصل إلي رئاسة الجمهورية‏,‏ واقترح أن يعلن الرئيس
تعديلا وزاريا يشمل‏15‏ وزيرا علي الأقل‏,‏ وقال بالنص‏15‏ واحد مننا
يلبسوا الجلاليب ويقعدوا في البيت‏,‏ ونحل المشكلة‏..‏ كان الرد‏:‏ بعد ربع
ساعة سنرد عليك‏..‏ جاء الرد‏:‏ سيبوا الموضوع لحبيب العادلي‏..‏
كان حبيب العادلي قد توحشت سلطاته بدرجة مذهلة‏,‏ خاصة بعد أن خدعهم بقصة
وهمية أنه ضبط‏19‏ متطرفا انتحاريا مجهزين أنفسهم لعمليات جديدة تجري
محاكمتهم‏,‏ بعد القبض علي متهم في جريمة كنيسة القديسين بالإسكندرية
والكشف عن التنظيم الذي يقف وراءه‏..‏ في الوقت نفسه استطاع أن يجنب شخصية
قوية جدا للغاية‏,‏ ويهمش دورها فانحصر كله في ملفات خارجية‏..‏مستغلا
أخطاء وخطايا وقع فيها هذا المسئول ورتبها في ملف خاص عرضه علي الرئيس
والسيدة سوزان والسيد جمال‏,‏ وهو ما لقي هوي وقبولا من الزوجة والابن
الطامح في منصب الرئيس ويريد أن يزيح من أمامه أي منافسة محتملة‏..‏
وقد جري قصقصة ريش هذا المسئول علي مدي سنوات بعدم التجديد لرجال ذوي ولاء
وخبرات خرجوا علي المعاش من مؤسسته بالتدريج‏.‏
وأفردت يد حبيب العادلي في التعامل مع مظاهرات‏25‏ يناير سياسيا
وإعلاميا‏,‏ فقد أرسل خطابا إلي اتحاد الإذاعة والتليفزيون فيه تعليمات
صارمة وأوامر مباشرة بالكيفية التي يجري بها تغطية الأحداث‏..‏ ولم يكن
يجرؤ احد علي معارضته‏..‏
وحدث ما حدث يوم‏25‏ يناير‏..‏ ونجحت المظاهرات‏,‏ وبرر حبيب العادلي
للرئيس مبارك المفاجأة بأن جماعة الإخوان حشدت شبابها بتعليمات من الخارج
رصدت الداخلية بعضها علي أجهزة الموبايل مثل اجعلوا الولادة متأخرة‏..‏لا
تدعوا الأم واقفة في مكان واحد فالحركة لها مفيدة جدا‏!‏
وهذا هو سر قطع الاتصالات المحمولة لمدة يومين والرسائل لمدة تسعة أيام‏.‏
وهذا النجاح أغضب حبيب العادلي‏,‏ فتعامل مع جمعة الغضب كما لو أن
المظاهرات تحد شخصي له‏.‏
لم يستوعب العادلي ما حدث‏..‏ فوقع العنف المفرط والقتل ضد شباب
أعزل‏..‏وفي عصر يوم الجمعة وفي ظل العنف الذي تمارسه قواته ضد المتظاهرين
أرسل حبيب العادلي بيانا إلي أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون
لإذاعته فورا علي الهواء‏,‏ لكن المسئولين لم يقدروا علي إذاعته فقد وجدوه
مستفزا جدا للناس‏,‏ فمرروا البيان إلي القصر الجمهوري‏..‏ كان البيان
يتحدث عن دور الإخوان المسلمين‏,‏ ويحملهم مسئولية العنف‏,‏ وأن الشرطة سوف
تتعامل بمنتهي القسوة مع المتظاهرين‏,‏ وأن الشرطة مضطرة للدفاع عن نفسها
ضد الاعتداءات المقصودة التي تتعرض لها لإسقاط هيبة الدولة وإشاعة
الفوضي‏.‏
بعد دقائق من وصول البيان إلي رئاسة الجمهورية‏,‏ رن تليفون حبيب العادلي
الخاص‏,‏ كان علي الطرف الآخر الرئيس مبارك الذي راح يعنفه ويوبخه ويسبه
بألفاظ حادة ونابية‏..‏
وأغلق المكالمة وهو يقول له‏:‏ خلاص حنزل الجيش يساعدك وحيتفاهم مع الناس
أكثر منك‏..‏
وضع حبيب العادلي السماعة وهو يتمتم‏:‏ خللي الجيش ينفعك‏!‏
كان بجواره عدد من ضباطه ومعاونيه الكبار‏,‏ ثم أعطي أوامر بإخلاء الأماكن
أمام قوات الجيش‏..‏ الجيش نزل امشوا أنتم‏!‏
مع الإخلاء تحركت مجموعات اقتحام السجون السبعة‏..‏ مستعملة أسلوبا
واحدا‏:‏ نيران كثيفة‏,‏ بلدوزرات لهدم الأسوار‏,‏ طلقات الـ
آر‏.‏بي‏.‏جي‏,‏ وفتحت الزنازين بمرزبات قوية‏..‏
بالطبع مع وجود خيانة داخلية‏..‏ كان الرئيس يظن أن الجيش سيفض الأزمة
ويعود الهدوء ومعه ريما إلي عاداتها القديمة‏..‏
وانتقلت إدارة الأزمة مع الثورة الشعبية من الداخلية إلي رئاسة
الجمهورية‏..‏ بالتحديد مع أربعة أشخاص‏:‏ الرئيس مبارك والسيد عمر سليمان
والسيد زكريا عزمي والسيد جمال مبارك وتتابعها عن كثب وتشارك أحيانا السيدة
سوزان مبارك‏..‏ وكان السيد جمال مبارك الأعلي صوتا وكفة‏!‏
وخرج بيان الرئيس الأول وهو يتصور أنه يطمئن الناس علي الأحوال‏,‏ وكان
تقدير الموقف خاطئا للغايةـ فقرر تعديل الوزارة وتعيين نائب للرئيس‏,‏ لكن
بعد أن تجاوزت حركة الثورة الشعبية‏,‏ هذا النوع من القرارات الترميمية
بمسافة واسعة‏,‏ فلم تتوقف المظاهرات علي عكس التوقعات‏..‏ وكانت المظاهرة
المليونية يوم الثلاثاء مفاجأة المفاجآت‏,‏ فالرئيس ومعاونوه تصوروا أن
الوزارة انتهت ونائب الرئيس جاء‏..‏ فلماذا بقي الناس في الشوارع أذن؟‏!‏
لم يفهموا ما كان يجري فعليا‏..‏ وكانت التصريحات الرسمية لا ترضي الناس لا
في ميدان التحرير ولا في سائر المدن المصرية‏..‏
لأن عقلية النظام الحاكم لم تتغير‏,‏ وتجمدت الصورة الذهنية عند تصورات لا
صلة لها بالواقع‏..‏ وقريبة من الصورة التي سادت قبل‏25‏ يناير‏..‏ إنها
مظاهرات يمكن السيطرة عليها لو هدأ أوار الفضائيات والشحن المتواصل لها‏,‏
فالمتظاهرون ثلاثة اقسام‏,‏ ثلث شباب‏25‏ يناير‏,‏ ثلث من القادمين للفرجة
وهم يتظاهرون بالمصادفة‏,‏ وثلث من الإخوان المسلمين‏..‏ وإن الإخوان هم
الذين يحكمون عقل ميدان التحرير ويغذون حماسه ويشعلون شرارات النار التي
تتطاير منه إلي المدن المصرية الأخري‏,‏ خاصة تلك التي يوجد فيها الاخوان
وجودا ملحوظا مثل الإسكندرية والسويس والمحلة‏,‏ وأن تلك المظاهرات لا تعبر
عن رغبة كل المصريين‏,‏ فالأحزاب أضعف من إحداث مشكلات في الشارع‏,‏
والشارع نفسه تحت السيطرة إلا من فئات صغيرة لها مطالب بسيطة‏,‏ أما بقية
المصريين فهم مشغولون بلقمة العيش ومش فاضيين للكلام الفارغ‏..‏ وكان جمال
مبارك كما قلت هو الصوت الأقوي في الإدارة‏,‏ وظل كذلك حتي بيان الرئيس
مساء الخميس‏10‏ فبراير‏.‏
وأدار جمال الأزمة بعين علي الحل وعين علي السلطة‏,‏ ولم يفهم إلا متأخرا
جدا أنه لم يعد موجودا في المشهد السياسي‏..‏ ولهذا كانت بيانات الرئيس
للناس دائما ما تحمل لهم ما لا يريدون سماعه‏,‏ وتزيد من سخطهم وغضبهم‏..‏
وكان اليبان الثاني هو الأقرب إلي وجدان الناس‏,‏ بعد دغدغة الخطاب
مشاعرهم‏,‏ لأنه تحدث عن الموت علي أرض الوطن‏,‏ ولاح في الأفق قبول
المصريين لفكرة بقاء الرئيس في السلطة‏.‏ لكن علي نفس الجانب من السلطة فكر
أصحاب المصالح الذين استحلبوا مصر ونهبوها في استغلال الموقف الطارئ
الجديد‏,‏ وهم خليط من رجال أعمال ونواب في البرلمان المطعون في شرفه
وشرعيته واعضاء في الحزب الوطني‏,‏ فكروا أن باستطاعتهم أن يقلبوا
الموازين‏,‏ متوهمين أن الشعب سيتخلي عن شبابه‏,‏ فنظموا مظاهرة ميدان
مصطفي محمود لتأييد الرئيس‏,‏ من عمال شركات رجال أعمال‏,‏ وعمال من اتحاد
العمال‏,‏ ولاعبي الكرة وفنانين‏,‏ وبلطجية جلبوا من عدة أحياء شعبية
بالقاهرة‏,‏ مع الجمال والخيول والبغال من نزلة السمان وامتلأ الميدان عن
آخره بعشرات الألاف من المؤيديين‏,‏ وجرت كلمات حماسية غلب عليها التحريض
من بعض الشخصيات‏,‏ إحداها ظهرت في الفضائيات فعلا وهددت وطالبت بإخلاء
الميادين بالقوة‏..‏
ووقعت فضيحة معركة الجمل الشهيرة‏..‏التي لو جري فيها تحقيق نزيه‏..‏لتكشفت
حقائق كثيرة مفزعة‏..‏
ورفعت فضيحة معركة الجمل سقف مطالب الثورة‏,‏ بعد ان نزعت التعاطف الذي
أحدثه بيان الرئيس‏..‏
ووقع النظام بأكمله في ورطة مذهلة مثل حفرة عمقها ألف ميل‏..‏
وحدث ارتباك هائل في القصر الرئاسي‏..‏ارتباك وصل إلي درجة العجز سواء في
الفهم أو التعامل‏..‏
ووصل القرار إلي التنحي‏..‏وكان سيعلن مساء الخميس‏10‏ فبراير‏..‏
لكن السيد جمال أقنع والده بمحاولة أخيرة‏,‏ وهي الخروج علي الناس بحزمة
اجراءات إصلاحية جيدة‏,‏ مع نقل الصلاحيات إلي نائب الرئيس السيد عمر
سليمان‏..‏ وبقي سؤال‏:‏ ماذا يقول الرئيس في البيان؟‏!‏
اقترح بعض المقربين من الرئيس ان يكون البيان ناعما وعاطفيا‏,‏ لكن كان
لجمال مبارك رأي آخر‏,‏ أدخله علي البيان‏,‏ فخرج بالشكل الذي أشعل حريقا
مرعبا من الغضب في الصدور والعقول‏..‏ وفشلت المحاولة‏..‏ وجاءت لحظة
النهاية‏..‏ قرار تكليف القوات المسلحة بعمل الرئيس‏..‏
‏...‏وهكذا سقط الرئيس ورحل‏..‏

https://eioe.forum.st

ahmedyounes

ahmedyounes
عضو نفتخر به


يقول الحق سبحانه: {وَمَا الله بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة: 74]

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى