الأحداث
البسملة
المستشار : رياض النملة
| السؤال: |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا شابة متزوجة وعندي طفلة مشكلتي هي التواصل مع الآخرين.. دائما ما أعاني من عدم الثقة بالنفس والخوف من أن يتعرف الشخص الذي أمامي على شخصيتي الحقيقية لا أعلم لماذا.. فأنا أشُكل شخصيتي على حسب من هو أمامي ولدي مشكلة أيضا في أنني أحيانا أحب أن أتعرف على الناس وأبدأهم بالسلام والكلام وإذا ابتعدوا عني أو أحسست منهم خجل أذهب وأبحث عنهم وأكون بثقة عالية أما إذا صادفت أحدا هو من يريد التعرف علي وهو من بدأ بذلك فـتجدني خجولة ودائما أحمل هم أن أصادف هذا الشخص لأنني لا أدري ماذا أقول له وأخشى أن يقال عني مملة. أنا بيني وبين نفسي أرى أني واثقة من نفسي لكن ليس دائما فحسب من أمامي تتغير شخصيتي وأيضا لدي مشكلة محاسبة نفسي على كل زلة وكل كلمة أقولها خصوصا بعدما أرجع من مناسبة أو اجتماع عائلي فتجدني أفكر فيما قلت ولو أنني لم أقل ذلك والمفروض أني لم أضحك بهذا الشكل وأنني أكثرت في الكلام أكثر من اللازم وضحكت أكثر من اللازم. أريد الكمال بشكل جنوني وأخاف أن يكرهني الناس إذا تعرفوا علي لذلك تجد أنني أحاول أن أجعل علاقتي بالناس سطحيه جدا ورسمية.. أريد أن أحسن من شخصيتي خصوصا أني الآن أم ويجب علي أن أكون قدوة لطفلتي. |
| الاجابة : |
| وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. جميل أن تستشعري المسئولية كأم وتعملي على الارتقاء بشخصيتك لتكوني قدوة حسنة لأولادك. ذكرت بداية رسالتك تخوفك من أن يعرف الناس شخصيتك الحقيقية، ولكن لم توضحي ما هي شخصيتك الحقيقية؟ لم تذكري من صفات شخصيتك الذاتية إلا عدم الثقة بالنفس، وما ذكرت عداها فهو متعلق بعلاقتك بالناس فأنت خجولة، حساسة جداً من نقد الناس، تنشدين الكمال في شخصيتك ولكن لأجل الناس وخوفاً من أن يكرهوك أو يرفضوك، فالواقع أنك لا تنشدين الكمال ولكنك تبحثين وتطلبين بشغف قبول الناس ورضاهم عنك، واسمحي لي أن أكون قاسٍ معك بعض الشيء وأسألك : أين شخصيتك؟ فأنتِ كما صرحتِ بوضوح أنك تُشكِّلين شخصيتك على حسب من هو أمامك. إنك بهذه الطريقة لن تستطيعي أن تكوني قدوة لغيرك حتى تكوني راضية عن نفسك، وهذا الرضا لا يحصل إلا بقبولك لشخصيتك المستقلة قبولاً غير مشروط برضا كل من حولك عنك، إن قبولك لشخصيتك يبدأ أولاً بالتعرف على مواطن القوة فيها والسمات الإيجابية ومحاولة الاستفادة من ذلك في إقامة حياتك وتحديد أهدافك وطموحاتك بما يرضى الله أولا ويحقق لنفسك الرضا ثانياً وليس بما يرضى الناس، و لا يعني تحقيق ما يرضيك أن تسببي الضرر لغيرك لكن يبقى الاحترام وحفظ حقوق الغير ومراعاة شعور من حولك والإحسان إليهم في حدود لا تجعلك أمَّعة و لا أن تُشكِّلي حياتك من أجل إرضائهم، من جهة أخرى يشمل تقبلك لشخصيتك أيضا إدراكك بأن فيها جوانب ضعف وقصور فتعملين على معالجتها من خلال أساليب متعددة وكما جاء في الأثر إنما الحلم بالتحلم والصبر بالتصبر . أختي الكريمة :إن الأسلوب الذي تنتهجينه في معاملتك مع الناس سبب لك الكثير من المتاعب وعدم الاستقرار، ذلك أن طبائع الناس ومشاعرهم تختلف بشكل كبير، ولن تستطيعي أن تجعلي شخصيتك تتوافق مع كل الناس، بل أنظري كيف أن جهدك في كسب قبول من حولك لم يفيدك في تعميق العلاقات معهم بل على العكس أصبحت تحرصين أن تكون العلاقة سطحية ورسمية حتى لا يروا منك ما يكرهون ومن ثم يرفضونك . وعموماً أعتقد أنها مبادرة جيدة منك في بداية حياتك الزوجية ومشوار الأمومة أن تحرصي أن تكوني قدوة لأولادك، ولعلك تنتبهين في تربيتهم ألا تغرسي فيهم الخوف من نقد الناس بشكل مفرط كما يحدث عند بعض الآباء والأمهات والذين يربون أولادهم تحت شعار "لا تفعل ذلك يا بني فماذا سيقول عنا الناس ؟" ولكن نغرس في قلوبهم مراقبة الله سبحانه وتعالى و احترامهم لذواتهم والحرص على تجنب ما يخدش الخلق الكريم. وفقك الله وأعانك،،، |
