مصراوي للإلكترونيات وخدمات الصيانة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مصراوي للإلكترونيات وخدمات الصيانة

lcd,tv,رسيفر,تليفزيون,شاشه,كمبيوتر,سوفت,برامج,بلازما.توشيبا,شحن فلاشه,


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

رحمة للعالمين: مؤلف هام حول سيرة نبي الإسلام

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

م/حسن المصري

م/حسن المصري
المدير العام



رحمة للعالمين: مؤلف هام حول سيرة نبي الإسلام [1]


لقد ألفت إلى الآن ألوف من الكتب في موضوع السيرة النبوية التي تزخر بها المكتبات العالمية والإسلامية عبر العالم، ولا يزال العمل على تأليف الكتب حول موضوعات السيرة متواصلًا، وهي كما قال عنها مارجليوث: "إن السلسلة الذهبية لتأليف الكتب في موضوعات السيرة النبوية لن تنقطع أبدًا، ولا يزال كاتبها يتشرف ويعتز بإسهامه فيها"[2].

 

وبالفعل لم تنقطع هذه السلسلة قط؛ إذ ما زال المسلمون منذ فجر الإسلام إلى يومنا هذا يعتنون بسيرة نبيِّهم ومختلف جوانبها تأليفًا وتصنيفًا وتحقيقًا ونشرًا، وهم مدفوعون في ذلك بمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ إذ جعله الله قدوة للبشرية، وأعطاه الشفاعة والدرجة الرفيعة، وجعل اتِّباعه من محبته تعالى؛ حيث قال: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31]، فتسابق المسلمون في إبراز محاسن نبيهم ونشر سيرته العطرة المتمثلة في أقواله وأفعاله وأخلاقه الكريمة حتى أصبحت السيرة أكثر فنون الكتابة تناولًا ونشرًا في العالم كله.

 

كما أن كتابة السيرة النبوية لم تقتصر على لغة دون غيرها؛ بل تكرمت معظم لغات العالم بتناول سيرة النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم، ومن بينها لغة "أردو" التي تحظى بامتلاك بعض أهم وأوثق الكتب في هذا الموضوع، والتي ألَّفها علماء جهابذة من إقليم الهند، والتي لا غنى عنها لباحث ودارس للسيرة النبوية.

 

عن الكتاب "رحمة للعالمين":

يعد هذا الكتاب من أشهر المؤلفات في مجال السيرة النبوية باللغة الأردية، وأكثرها قبولًا وتداولًا بين العلماء والباحثين في شبه القارة الهندية، ألفه العلامة القاضي محمد سليمان سلمان المنصور فوري في الربع الأول من القرن العشرين في ثلاثة مجلدات بالحجم المتوسط، ويبلغ عدد صفحاتها إلى ما يقارب ألف صفحة[3].

 

ويتفرد هذا الكتاب عما سبقه من كتب السيرة بعدة أوجه؛ فهو نتاج جهود مضنية ومثابرة جدية طوال ثلاثة وعشرين عامًا قضاها المؤلف عاكفًا على تأليف هذا الكتاب الفريد لإضافته إلى خزانة كتب السيرة النبوية، كما أنه يتصدر قائمة تلك الكتب في موضوع السيرة التي رُوعيت فيها صحة الحقائق والبيان التي أقر بها كبار الكتاب والعلماء والباحثون، واعتمدوا عليها في كتاباتهم.

 

إنه من الكتب الأولى التي تم تأليفها في موضوع السيرة النبوية باللغة الأردية، واستفاد منه معظم كُتَّاب السيرة الذين أتوا من بعده، وأرادوا تأليف كتاب في هذا الموضوع، ونظرًا إلى ما يحمله الكتاب من مرتبة عظيمة في الأوساط العلمية، أعرب المولوي إن شاء الله خان، رئيس تحرير جريدة "وطن" الشهيرة، الصادرة من مدينة لاهور، وذلك لَمَّا سمِع أن العلامة شبلي النعماني مقبلٌ على تأليف كتاب في السيرة النبوية، عن رأيه قائلًا إنه: "سبق أن ألَّف القاضي سليمان المنصور فوري كتابًا في السيرة، ولم تعد الحاجة إلى تأليف مثله الآن؛ لأنه لا يمكن إضافة شيء ذي قيمة إلى ما أتى به القاضي المنصور فوري"[4].

 

الكتاب من حيث المحتوى:

يقع هذا الكتاب في ثلاثة مجلدات؛ ويبدأ المجلد الأول منه بمقدمة بليغة مسهبة توفر خلفية واضحة عن بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يتعرض لبيان سيرة النبي ومسيرته الدعوية وجهوده في نشر الدين وتنفيذ أحكامه بشيء من الشمول والتفصيل، ويحيط هذا المجلد بأهم موضوعات السيرة، وهو كامل في نفسه حتى ولو لم تصدر المجلدات اللاحقة من الكتاب؛ صدر هذا الجزء من الكتاب في عام 1912م.

 

ويبدأ المجلد الثاني بذكر نسب النبي صلى الله عليه وسلم إلى آدم عليه السلام، وبذل المؤلف جهودًا كبيرة في الوصول إلى ذلك مراعيًا في ذلك المنهج العلمي في البحث والتحقيق، وقد ورد في أثناء ذلك بيان لحياة أشخاص مرموقين من قبيلة قريش بالإيجاز، وفيه بيان مفصل عن السرايا والمغازي التي حصلت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم التي يبلغ إجمالي عددها 82.

 

كما أن المؤلف قام بتفنيد الأفكار الخاطئة والمضللة للمستشرقين حول زوجات النبي؛ فقدم سيرة أمهات المؤمنين بالإيجاز، في الباب الخامس ذكر المؤلف أوجه الشبه والمماثلة بين حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وحياة الأنبياء الآخرين، وفي الباب السادس وردت دلائل وموجبات كونه رحمة للعالمين بغاية من الدقة والجمال وفي ضوء ما ورد في الكتب السماوية الأخرى، وفيه رد على ما روَّج المستشرقون من الاتهامات والأفكار المسمومة للنيل من النبي ودين الإسلام؛ صدر هذا الجزء في عام 1918م.

 

أما المجلد الثالث فهو يخص بمميزات وخصائص اختص بها الله النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث ذكرت المعجزات والخصائص في ضوء القرآن الكريم والكتب السابقة والأحاديث، كما ذكرت حالات عدد من الأنبياء الآخرين بالإيجاز، وصدر هذا المجلد بعد مماته، ويتضمن الكتاب في تضاعيفه ردودًا علمية قاطعة على ما ورد من الأفكار الخاطئة والمضللة للمستشرقين وغيرهم تجاه الإسلام ونبيه بحيث ينكشف زيف تلك المزاعم، وتتضح حقائق الإسلام في صورتها الصافية النقية.

 

كما أن اطِّلاع المؤلف على مختلف العلوم والفنون وثقافته الواسعة وشغفه العميق بتاريخ الأمم والأديان وقدرته على مراجعة المصادر والمراجع بلغتها الأصلية؛ كالإنجليزية والهندية والفارسية والأردية والعبرانية تزيد من قيمة الكتاب ومصداقيته.

 

اللغة والأسلوب:

تتميز لغة الكتاب بالوضوح والسلامة، واستخدام المفردات المناسبة للموضوع، كما أن أسلوب الكتاب يتميز بالسلاسة وخلوه من الإطناب الممل والإيجاز المقل، وبالرزانة والاحتراس الشديد كأنه ينبع عن قلب نابض مفعم بالإيمان وحب النبي، فينفذ إلى داخل النفوس والقلوب بقوة بيانه السحرية، ويترك تأثيرًا عميقًا في الأذهان، يشعر به المرء طول حياته.

 

أعرب السيد أبو الحسن علي الندوي عن انطباعه حول هذا الكتاب قائلًا: "مرة وقع نظري على اسم كتاب ((رحمة للعالمين)) في قائمة مكتبة شبلي التجارية في لكهنؤ؛ للقاضي محمد سليمان المنصور فوري، ووجدت في نفسي فور قراءة اسمه انجذابًا وشوقًا إليه، فطلبت الكتاب بالبريد، وجاء الكتاب، ولم يكن عند والدتي ما تدفع به ثمن الكتاب، فاعتذرت عن تسلُّم الكتاب، فلجأتُ إلى البكاء وهو ملجأ الأطفال الأخير، والشفيع الذي لا يرد شفاعته، وتطوَّع أحد الأقارب الشيوخ فدفع الثمن حتى تسلَّمت الكتاب، وقرأته في شغف وشوق وانقطاع إليه وتفانٍ فيه، وقلَّما كان لكتاب آخر من التأثير في قلبي وعقلي مثل ما كان لهذا الكتاب، فكان إخلاص المؤلف وإيمانه، وطرازه الخاص في الدعوة والتربية، وبساطة حوادث السيرة وجمالها وتأثيرها الذي نفذ منه إلى جسمي وروحي تيار كهربائي، وأرى أن هذا الكتاب من الكتب التي لها منَّة جسيمة عليَّ، وأنا دائم الترحُّم على المؤلف، والدعاء له بالقبول عند الله تعالى، ورفع الدرجات[5]، وهو يعتبر هذا الكتاب من أغلى الأشياء عنده، وأقر في قراءته من اللذة التي تستغني عن بيانها الكلمات[6].

 

ثناء العلماء الآخرين على الكتاب:

وقد أثنى عليه عدد كبير من العلماء الكبار من أمثال العلامة سيد سليمان الندوي رحمه الله الذي قال: "لو وقع نظري على الكتاب "رحمة للعالمين" قبل إقدامي على تأليف كتاب "سيرة النبي" لما شعرت بحاجة إلى أن يؤلف كتاب آخر في السيرة"[7]، وكذلك قال الآخرون مما يدل على ما يحتل الكتاب من منزلة رفيعة في قلوب أهل العلم والعلماء بمحتوياته القيمة وسماته المتميزة، بما في ذلك إضافة موضوعات أخرى جديدة في مجال السيرة النبوية، وبالتزام مؤلفه لأعلى مستوى من التوثيق العلمي.

 

ترجمة حياة المؤلف:

هو محمد سليمان بن قاضي أحمد شاه بن قاضي باقي بالله بن قاضي معز الدين أحمد، ولد في عام 1284هــ (1867م) في قرية منصور فور بمديرية باتياله (ولاية بنجاب)[8]، ونشأ في أسرة كانت تتصف بالعلم والورع والتقوى والصدق والإخلاص في سبيل الله، ولها مواقف مشهودة ومآثر محمودة في نشر العلم والدين، عمل جده الأكبر بير محمد بالقضاء في عهد سلاطين المغول بدلهي، وهكذا تلقبت الأسرة بـ"القاضي".

 

اهتم والده بتربية ابنه تربية دينية؛ فعلَّمه القرآن واللغة العربية، كما أن العلامة تتلمذ على الشيخ العلامة عبدالعزيز، واستفاد منه في اللغة العربية، كما أنه تعلم الفارسية من منشي سكهن لال، الذي كان يدرِّس الفارسية في كلية ماهندرا في بتياله (ولاية بنجاب).

 

حصل القاضي المنصور فوري على درجة منشي فاضل من نفس الكلية في عام 1884، وفاق زملاءه، وحاز المرتبة الأولى بين طلاب الكلية؛ مما أكسبه سمعة طيبة على مستوى المنطقة، توظف في دائرة التعليم الرسمية وهو ما زال فتى لم يناهز 17 سنة، وارتقى في وظيفته وعمل بالقضاء حتى استقال منه عام 1924م.

 

كان رحمه الله عالِمًا جليلًا متبحِّرًا في عدد من اللغات العالمية الحية؛ مثل: الأردية والفارسية والعربية والهندية والإنجليزية والعبرانية وما إلى ذلك، كما أنه كان متضلعًا من أكثر العلوم الإسلامية والعصرية؛ كالتفسير والحديث والفقه والتاريخ ومقارنة الأديان والمناظرة، وعارفًا بتاريخ الأمم والأديان، كان كاتبًا بارعًا وخطيبًا مفوهًا وشاعرًا موهوبًا في لغتي الفارسية والأردية، وقد أثبت علوَّ كعبه في كثير من العلوم الشرعية التي جعلها القاضي مسرحًا لأعماله، وأقر به الكثير من أقرانه ومعاصروه.

 

ونتمثل في هذا المقام ما قاله العلامة السيد سليمان الندوي رحمه الله في شأنه إنه: "كان العلامة المنصور فوري جامعًا بين العلم والعمل، والزهد، والفضل والورع، متمتعًا بتوقُّد الخاطر ووفور العقل، معتدلًا في نظرته إلى القديم والجديد، ذا بصيرة تامة وإدراك واسع باللغة العربية وعلوم الدين، مُطَّلِعًا على الأديان اطِّلاع الناقد البصير الخبير، راغبًا في الحوار مع غير المسلمين، ملتزمًا بالرزانة والوقار في المناظرات مع أصحاب الديانات والفرق، وكان يحترم كثيرًا الأئمة والمجتهدين ويُقدِّر جهودهم وأعمالهم العلمية"[9]، فهذه شهادة من أحد معاصريه الذي كان له باع طويل في شتى ميادين العلم والمعرفة والثقافة والبحث والتحقيق.

 

مؤلفات القاضي المنصور فوري:

ألف القاضي المنصور فوري حوالي 80 كتابًا في مختلف المواضيع الإسلامية، وأثرى المكتبة الإسلامية بمؤلفاته القيمة التي لا تزال موضع إعجاب الباحثين والمتخصصين وأهل العلم، ويعتبر كتاب "رحمة للعالمين" من أشهر تلك المؤلفات التي ترجمت إلى عدة لغات حية، توسع بها نطاق الاستفادة منه، وتكاثر عدد المراجعين له من الدارسين والباحثين في جميع أنحاء العالم.

 

الترجمة العربية لكتاب "رحمة للعالمين":

تتوفر ترجمتان عربيتان لهذا الكتاب؛ قام بأولهما الدكتور مقتدى حسن ياسين الأزهري، واشترك معه الأستاذ عبدالسلام عين الحق السلفي في إكمال الجزء الثاني من الكتاب، وعنيت الدار السلفية، بومباي (الهند) بترجمة ونشر هذا الكتاب المترجم إلى العربية، والتزمت بإصداره في حلة قشيبة رائعة لأول مرة في عام 1989، وأخرى هاتين الترجمتين قام بها الأستاذ سمير عبدالحميد إبراهيم، أستاذ بجامعة الأمام محمد بن سعود؛ ولكن ترجمة الأخير استفادت كثيرًا من ترجمة الدكتور الأزهري حسب مضمون كلامه[10].

 

اسم الكتاب المترجم إلى العربية هو نفس اسم الكتاب بالأردية "رحمة للعالمين"، أما أهمية الترجمة العربية فهي تتمثل في إثرائها للمكتبة العربية الإسلامية بكتاب فريد في مجال السيرة النبوية، وله من المميزات والخصائص ما ذكرناه أعلاه، وبهذه الترجمة لم تعد الاستفادة من الكتاب حصرًا على من كان له إلمام باللغة الأردية؛ بل توسع نطاقه بشكل كبير، وتكاثر عدد من استفاد من الكتاب، وراجعه من الكُتَّاب والباحثين العرب كما يظهر ذلك من الاقتباسات والإحالات التي وردت في هذا الكتاب في الكتب العربية الكثيرة ذات العلاقة.

 

أما مؤلفاته الأخرى الشهيرة فهي كالآتي:

• سفرنامه حجاز (تاريخ الحرمين).

• تاريخ الحرمين.

• الجمال والكمال (تفسير سورة يوسف).

• أصحاب بدر.

• تأييد الإسلام (في رد القاديانية).

• غاية المرام (أيضًا في رد القاديانية).

• مهر النبوة (كتاب في السيرة النبوية للأطفال).

• تبيان الإسلام.

 

وتوفي رحمه الله في يوم الجمعة المصادف 30 مايو عام 1930 على متن الباخرة في أثناء عودته من سفر الحج قرب يلملم داخل حدود الحرم، وأم صلاة جنازته سيد محمد إسماعيل الغزنوي، ثم تم تسليم جثمانه للبحر[11].

https://eioe.forum.st

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى