البسملة
من حق الإنسان (الممشكَل) أن ينفَّس..
لكن يفترض أن يكون ذلك بطريقة صحيحة، وألا يكون (تنفيسه) ذاك هو العلاج الذي ينتهي عنده.
لابد من جرأة حين عرض المشكلة، ولكن بعد حسن اختيار من يمكن أن يساعد في حل المشكلة، وهو من يتميز بالعقل والدربة والتجربة والعلم وعدم حداثة السن!!
لابد أحياناً أن يَعُدّ صاحب المشكلة الطرف الثاني مريضاً، وألا يردد كيف أعمل له كذا.. وهو يعمل معي كذا!! فلو أن إنساناً عزيزاً ارتفعت عليه درجة الحرارة، إلى حد الهذيان، فإنه مهما سبّ من حوله لن يتخلوا عنه، لأنهم يدركون أنه في وضع غير طبيعي.
ليس أسوأ من الشعور بالعجز، حتى من يعمل (أي) عمل وهو يحمل أثناء ممارسته شعوراً بأنه لن يفيد فهو غالباً لن يفيد، لأنه يهمه أن يؤديه حتى يُعذَر أمام الناس، أما مستوى الأداء فلا تسأل عنه، برودٌ وتراخٍ، والتمثيل فيه ظاهر، والإقلاع عنه سريع، أليس الشخص قد قال بأنه لا يظن أنه يجدي.. إنه متأكد أنه لا يجدي.. وبالتالي من المؤكد أنه لن يجدي حين تشكو الفتاة مشكلة، ويُقترح عليها (سلوك) معيّن ربما تهربتْ الفتاة من فعل ذلك، لقناعتها بعدم جدواه، وهي تمارس سلوكاً معيناً ربما من سنين، ومع ذلك لم يخطر ببالها أن تقلع عنه رغم أنه قد يكون من يسهم في ارتفاع لهب المشكلة!!
اللغة سحر (إن من البيان لسحراً)، وإجادة فن اللغة يجعل الفتاة تترك أثراً غير عادي في نفوس الصديقات أو الأهل. وليس من الجيد أن تتحول
(كلمات) الفتاة إلى رصاصات، قد يُوجّه إليها ما هو أكثر (حدة) منها.. مما يمكن أن يقتلها!
د. عبد العزيز المقبل
**
مجلة حياة العدد (80) ذو الحجة 1427هـ
من حق الإنسان (الممشكَل) أن ينفَّس..
لكن يفترض أن يكون ذلك بطريقة صحيحة، وألا يكون (تنفيسه) ذاك هو العلاج الذي ينتهي عنده.
لابد من جرأة حين عرض المشكلة، ولكن بعد حسن اختيار من يمكن أن يساعد في حل المشكلة، وهو من يتميز بالعقل والدربة والتجربة والعلم وعدم حداثة السن!!
لابد أحياناً أن يَعُدّ صاحب المشكلة الطرف الثاني مريضاً، وألا يردد كيف أعمل له كذا.. وهو يعمل معي كذا!! فلو أن إنساناً عزيزاً ارتفعت عليه درجة الحرارة، إلى حد الهذيان، فإنه مهما سبّ من حوله لن يتخلوا عنه، لأنهم يدركون أنه في وضع غير طبيعي.
ليس أسوأ من الشعور بالعجز، حتى من يعمل (أي) عمل وهو يحمل أثناء ممارسته شعوراً بأنه لن يفيد فهو غالباً لن يفيد، لأنه يهمه أن يؤديه حتى يُعذَر أمام الناس، أما مستوى الأداء فلا تسأل عنه، برودٌ وتراخٍ، والتمثيل فيه ظاهر، والإقلاع عنه سريع، أليس الشخص قد قال بأنه لا يظن أنه يجدي.. إنه متأكد أنه لا يجدي.. وبالتالي من المؤكد أنه لن يجدي حين تشكو الفتاة مشكلة، ويُقترح عليها (سلوك) معيّن ربما تهربتْ الفتاة من فعل ذلك، لقناعتها بعدم جدواه، وهي تمارس سلوكاً معيناً ربما من سنين، ومع ذلك لم يخطر ببالها أن تقلع عنه رغم أنه قد يكون من يسهم في ارتفاع لهب المشكلة!!
اللغة سحر (إن من البيان لسحراً)، وإجادة فن اللغة يجعل الفتاة تترك أثراً غير عادي في نفوس الصديقات أو الأهل. وليس من الجيد أن تتحول
(كلمات) الفتاة إلى رصاصات، قد يُوجّه إليها ما هو أكثر (حدة) منها.. مما يمكن أن يقتلها!
د. عبد العزيز المقبل
**
مجلة حياة العدد (80) ذو الحجة 1427هـ