حاله صلى الله عليه وسلم مع رمضان قبل قدومه كان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الزهد في الدنيا ، عظيم الرغبة فيما عند الله والدار الآخرة ، ولذا اشتد فرحه وسروره بإقبال الطاعات وكثرة الجود وتوالي نزول الرحمات امتثالاً لأمر مولاه ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) ..وخير دليل على ذلك قيامه صلى الله عليه وسلم عملياً بالاستعداد للأمر وتهيئته للنفس لاستقبال رمضان مقبلة على الخير نشيطة في الطاعات لتغتنم الفرصة كاملة الموسم كله .هكذا كان هدي سيد الورى صلى الله عليه وسلم مع رمضان ، إذ قام بالعديد من الأمور قبله لعل من أبرزها : إكثاره من الصيام في شعبان توطئة للنفس على رمضان اختلف أهل العلم في الحكمة من إكثاره صلى الله عليه وسلم من صيام شعبان ، فقيل ما ذكر ، وقيل لأنه يشتغل عن صيام ثلاثة أيام من كل شهر فيقضيها فيه ، وقيل لأن نساءه كن يقضين ما عليهن من رمضان في شعبان فيصوم معهن .قال ابن حجر : والأولى في ذلك ماجاء عن أسامة بن زيد قال : قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان ، قال : ( ذلك شهر يغفل الناس عنه ، بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ) . تبشيره أصحابه رضي الله عنهم بقدومه وتهيئتهم للاجتهاد فيه وذلك بذكر بعض خصائصه وتضاعف الأجور فيه ، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وينادي مناد : يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة )كما يبين لأصحابه بعض الأحكام الشرعية المتعلقة بالصيام . ومن ذلك : حرمة صوم يوم الشك وهو يوم الثلاثين من شعبان ومنه تعجيل الفطور وتأخير السحور ، وما إلى ذلك من الأحكام الشرعية التي تزخر بها دواوين السنة والفقه . وكذلك كان يبين لهم آداب الصوم والخلق الواجب على الصائم أن يتحلى به حتى يغنم من خيرات هذا الشهر . فلنتهيأ لرمضان قبل نزوله ، فهو ضيف غنيمة لهذه الأمة ، ينزل عليهم فيذكر غافلهم ويعين ذاكرهم وينشط عالمهم ويشحذ هممهم للطاعات ، فتمتلئ مساجدهم وتجود نفوسهم وينتصر مجاهدهم . فما أحقه بأن تعد العدة لاستقباله . |
مصراوي للإلكترونيات وخدمات الصيانة