فتاةٌ في العشرين . .
وشيخٌ يضرب كبْد الثمانين . . في مشقةٍ وكَبَد
زفت اليه في حفلٍ متواضع . . فقد ملّ حفلات الأفراح
وصل معها الى قصره المنيف . .
وجلسا على مقعدين متقابَلين
كان جبينها . . قطعةً من الزجاج اللامع
وشعرها الأشقر المُجعد يتمرد ويتكسر على كتفيها
تكسر اشعة شمس الصباح .. على ضفاف البحيرة
عروسٌ . . تتوقد فيها روح الشباب والأمل
فتتثنى في جلستها كحية الرمل الممطور . .
اما عريسها . . فقد تصدعت جبينه مثل بقعة ارضٍ طينية
لسعتها الشمس بعد انحسار المياه
كان رأسه كراحة يده . . قاعآ صفصفآ لاترى فيها اثرآ لشَعر
جلس متكورآ في مقعده كحرف النون
ولم يكن بعيدآ في وقوفه عن حرف الجيم
سالته ببراءة . . ماهي احلامك في الحياة
لم يعد لدي احلام .. اجابها ببرود
سألته مرة اخرى . . كيف تريدني ان اكون
جمع يديه على مقبض عصاه التي تحمل من جسده
اكثر مما تحمل ركبتيه الصناعيتين
اريدك . . ان تعرفي مواعيد الأدوية واصناف الطعام الصحية
ثم اكمل تلاوة المواصفات المطلوبة .. حتى وصل الى نسيان
الزيارات والمناسبات .. والأسواق
مع هذه الأسوار الي عددها سقطت من عينها دمعة حارة
فقد كان اختيارها .. ولم تجبر عليه
اغمضت عينيها بقوة وضغطت على شفاهها
وهي تقول في نفسها ..
تزوجت قصرآ .. ودفنت روحي وشبابي
كانت نتيجة موجعة .. ومؤلمة
عندما باعت خطابها الشباب ..
واختارت ان تكون ممرضة .. وتحفة .. وأرملة