أنـــــــــواع الأمثـــــــال في القــــــــــــرآن الكريم
الأمثال في القرآن ثلاثة أنواع: 1- الأمثال المصرحة 2- والأمثال الكامنة 3- والأمثال المرسلة.
النوع الأول، الأمثال المصرحة : وهي ما صرح فيها بلفظ المثل، أو ما يدل على التشبيه. وهي كثيرة في القرآن نورد منها ما يأتي :
أ- قوله تعالى في حق المنافقين {مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون، صم بكم عمي فهم لا يرجعون، أو كصيِّب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق} -إلى قوله- {إن الله على كل شيء قدير} (17- 25- البقر).
ففي هذه الآيات ضرب الله للمنافقين مثلين: مثلاً نارياً في قوله: {كمثل الذي استوقد نارا... } لما في النار من مادة النور، ومثلاً مائيا في قوله: {أو كصيب من السماء....} لما في الماء من مادة الحياة، وقد نزل الوحي من السماء متضمناً لاستنارة القلوب وحياتها. وذكر الله حظ المنافقين في الحالين. فهم بمنزلة من استوقد ناراً للإضاءة والنفع حيث انتفعوا مادياً بالدخول في الإسلام، ولكن لم يكن له أثر نوري في قلوبهم، فذهب الله بما في النار من الإضاءة {ذهب الله بنورهم} وأبقى ما فيها من الإحراق ، وهذا مثلهم الناري.
وذكر مثلهم المائي فشبههم بحال من أصابه مطر فيه ظلمة ورعد وبرق فخارت قواه ووضع إصبعيه في أذنيه وغمض عينيه خوفاً من صاعقة تصبيه، لأن القرآن بزواجره وأوامره ونواهيه وخطابه نزل عليهم نزول الصواعق.
ب- وذكر الله المثلين: المائي والناري، في سورة الرعد للحق والباطل. فقال تعالى {أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبداً رابياً ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل، فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، كذلك يضرب الله الأمثال} (17- الرعد).
شبه الوحي الذي أنزله من السماء لحياه القلوب بالماء الذي أنزله لحياة الأرض بالنبات، وشبه القلوب بالأودية، والسيل إذا جرى في الأودية احتمل زبداً وغثاء، فكذلك الهدى والعلم إذا سرى في القلوب أثار ما فيها من الشهوات ليذهب بها، وهذا هو المثل المائي في قوله {أنزل من السماء ماء...} وهكذا يضرب الله الحق والباطل.
وذكر المثل الناري في قوله {ومما يوقدون عليه في النار...} فالمعادن من ذهب أو فضة أو نحاس أو حديد عند سكبها تخرج النار ما فيها من الخبث وتفصله عن الجوهر الذي ينتفع به فيذهب جفاء. فكذلك الشهوات يطرحها قلب المؤمن ويجفوها كما يطرح السيل والنار ذلك الزبد وهذا الخبث.
النوع الثاني من الأمثال، الأمثال الكامنة: وهي التي لم يصرح فيها بلفظ التمثيل، ولكنها تدل على معان رائعة في إيجاز، يكون لها وقعها إذا نقلت إلى ما يشبهها، ويمثلون لهذا النوع بأمثلة منها:
1- ما في معنى قولهم (خير الأمور الوسط).
أ- قوله تعالى في البقرة {لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك} (68- البقرة).
ب- قوله تعالى في النفقة {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذا قواماً} (67- الفرقان).
ج- قوله تعالى في الصلاة {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلاً} (110- الإسراء).
د- قوله تعالى في الإنفاق {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط} (29- الإسراء).
2- ما في معنى قولهم (ليس الخبر كالمعاينة).
قوله تعالى في إبراهيم عليه السلام {قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي} (260- البقرة}.
3- ما في معنى قولهم (كما تدين تدان).
قوله تعالى {من يعمل سوءاً يجز به} (123- النساء).
4- ما في معنى (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين).
قوله تعالى على لسان يعقوب {قال هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل} (64- يوسف).
تــــــــــــــــــــــــــــــــــابع
أختكم في الله : فــــــ الخير تاعلة
عدل سابقا من قبل فاعلة الخير في الخميس 9 أكتوبر - 23:57 عدل 1 مرات