ثاني .. أركان السعادة
قد تكون كذلك وقد لا تكون, ولكن الأهم والأكيد أنك تريد أن تكون بالفعل أباً تملك الكثير من الأفكار التربوية، ومن أجل ذلك احرص على قراءة هذه الحلقات وتنفيذها ليكون لك ما تريد.
تناولت في الحلقة السابقة أولى أركان السعادة في تربية الأبناء وهى العبادة بمحاورها الخمسة، واليوم سنختتم الركن الأول وندلف إلى الركن الثاني ألا وهو الركن الخيري.
· كيف نحسن العلاقة مع الله ؟!
كيف يمكن أن نحسن العلاقة مع الله سبحانه وتعالى ونحسن الظن به ؟ والإجابة تكون بأن نبتعد أولاً عن المعاصي وخاصة الكبائر .. فهل علمت ابنك – عزيزي المربي – ما هي الكبائر ؟
· الكبائر سبعة عشر
جمع أحد الصالحين أغلب الكبائر بأسلوب شيق وسهل وكل ما علينا هو أن نحفظها لأبنائنا عن ظهر قلب.
أبو طالب المكي جمع الكبائر في سبعة عشر نقطة وقال: " الكبائر سبعة عشر.. أربعة في العقل وأربعة في اللسان وثلاثة في البطن واثنتان في اليد واثنتان في الفرج وواحدة في الرجل وواحدة في الجسم كله “.
فقال : أربعة في العقل وهي الشرك ، والأمن من مكر الله ، والقنوط من رحمة الله ، والإصرار على المعصية .
وأربعة في اللسان.. السحر والقذف واليمين الغموس وشهادة الزور.
وثلاثة في البطن.. أكل مال اليتيم وأكل مال الربا وشرب الخمر.
واثنتان في اليد.. السرقة والقتل.
واثنتان في الفرج.. الزنا واللواط.
وواحدة في الرجل.. التولي يوم الزحف.
وواحدة في الجسم كله.. عقوق الوالدين.
وهذا التشبيه السهل الجميل جمع معظم الكبائر ضمن أحاديث الرسول مما يمكنا من تحفيظها لأبنائنا وهم صغار.
2- من أركان السعادة.. الركن الخيري
ركن مهم للغاية ورفيق للركن العبادي وعندما يربي المربي أبناءه على عمل الخير فإنها تكون له حصناً في حياته اليومية ويحوي العمل الخيري خمس جوانب أساسية هي: الجانب التعليمي .. جانب قضاء الحاجات.. جانب خدمة المجتمع.. جانب الاهتمام بالمسلمين وأخيراً الجانب الدعوى.
1- الجانب التعليمي: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " ، وفي حديث آخر " طوبى للغرباء " فقيل من هم الغرباء يا رسول الله ؟ قال: الذين يحيون سنتي ويعلمونها للناس في الوقت الذي يكون عملهم هذا غريباً بين الناس .
إذن فتعلم القرآن وتعليمه للغير أمر مهم في ديننا الإسلامي وقد بينّ الرسول الكريم أن هناك مكاناً رفيعاً في الجنة لمن يُعلم القرآن.. فيقال له اقرأ وارتق ( أي تعلو الدرجات في الجنة ).
2- قضاء الحاجات: في هذا الجانب نقضي عن الآخرين حاجتهم وتنفس عنهم كربهم ونساعد الآخرين فالابن قد يتعود على هذه الأمور في البيت عندما يساعد والده ووالدته وهذا أمر واضح ولكن الأهم هو تعليم أبنائنا كيف ينتقلون بتلك الصفات للمجتمع الخارجي.
فشجع ابنك على مساعدة غيره واجعله يأتي ليحكي لك حتى يشعر بفخر لما فعله من مساعدة ضعيف أو محتاج سواء كان يعرفه أولاً وهذه الخدمة لا تقتصر على المسلمين فقط، بل وحتى لغير المسلمين أيضاً وهذا من باب الدعوة للإسلام وتأليف قلوب غير المسلمين لتقريبهم لهذا الدين العظيم.
3- جانب خدمة المجتمع: المقصود بهذا الجانب أن ينتقل هذا العمل الطيب الصالح خارج الأسرة فيحافظ الابن على المرافق العامة ونظافتها ويساهم في غير ذلك من الأعمال الطيبة من زراعة وتجميل المرافق ومناطق البلد.
4- الاهتمام بالمسلمين: مجتمعنا بفطرته وأصالته يساهم بالتبرعات والتطوع لبناء المساجد وبناء المستشفيات والمدارس.. لكن هل انتقل هذا الحس إلى أبنائنا في هذا الوقت؟ أعتقد أننا لم نحرص على زرع هذا الشيء الطيب في نفوس أبنائنا..
فيجب أن نغرس فيهم حب الاهتمام بالمسلمين والفقراء والمحتاجين في بلادنا أو خارجها فنعودهم على أن يعطوا مما يملكون لمن لا يملك وأضعف شيء يستطيع تقديمه هو الدعاء لهم في الأوقات المستجابة.
5- الجانب الدعوي : يقول الرسول الكريم : " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ومن لم يستطع فبلسانه ومن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " ، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فمن المهم أن نربي أبناءنا على الإنكار بدرجاته فإذا ما رأوا فعلاً لا يرضاه الله ولا رسوله أن يشعروا بالرغبة في المبادرة بإحداث تغيير بصورة حسنة وحكيمة وبطريقة يتقبلها الناس وكذلك إذا رأوا أمراً حسناً طيباً أن يكون من واجبهم تشجيعه والاستمرار في أدائه.
وكل المطلوب منك عزيزي المربي أن نؤكد على أداء هذه الأعمال الطيبة التي هي من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والتي هي تجلب رضا الله سبحانه وتعالى فلنحرص عليها ولنزرعها في نفوس أبنائنا.