ظلمتُ سنَّةَ منْ أحيا الظلام إلـــى ... إنِ اشتكتْ قدماه الضرَ من ورمِ
وشدَّ من سغبٍ أحشاءه وطـــوى ... تحت الحجارة كشْحاً مترف الأدمِ
وراودتْه الجبالُ الشمُ من ذهــبٍ ... عن نفسه فأراها أيما شــــممِ
وأكدتْ زهده فيها ضرورتُـــه ... إنَّ الضرورة لا تعدو على العِصَمِ
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورةُ منْ ... لولاه لم تُخْرجِ الدنيا من العـدمِ
محمد سيد الكونين والثقليــــن ... والفريقين من عُرْب ومنْ عجــمِ
نبينا الآمرُ الناهي فلا أحــــدٌ ... أبرَّ في قولِ لا منه ولا نعــــمِ
هو الحبيب الذي ترجى شفاعـته ... لكل هولٍ من الأهوال مقتحـــمِ
دعا إلى الله فالمستمسكون بــه ... مستمسكون بحبلٍ غير منفصـــمِ
فاق النبيين في خَلقٍ وفي خُلـُقٍ ... ولم يدانوه في علمٍ ولا كـــرمِ
وكلهم من رسول الله ملتمـــسٌ ... غرفاً من البحر أو رشفاً من الديمِ
وواقفون لديه عند حدهــــم ... من نقطة العلم أو من شكلة الحكمِ
فهو الذي تم معناه وصورتــه ... ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النســـمِ
منزهٌ عن شريكٍ في محاســـنه ... فجوهر الحسن فيه غير منقســـمِ
دعْ ما ادعتْهُ النصارى في نبيهم ... واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف ... وانسب إلى قدره ما شئت من عظمِ
فإن فضل رسول الله ليس لــــه ... حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفــــــمِ
لو ناسبت قدرَه آياتُه عظمــــاً ... أحيا اسمُه حين يدعى دارسَ الرممِ
لم يمتحنا بما تعيا العقولُ بـــه ... حرصاً علينا فلم نرْتبْ ولم نهـــمِ
أعيا الورى فهمُ معناه فليس يُرى ... في القرب والبعد فيه غير مُنْفحـمِ
كالشمس تظهر للعينين من بعُـدٍ ... صغيرةً وتُكلُّ الطرفَ من أمَـــمِ
وكيف يُدْرِكُ في الدنيا حقيقتـَه ... قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحُلُــــــمِ
فمبلغ العلمِ فيه أنه بشــــــرٌ ... وأنه خيرُ خلقِ الله كلهــــــمِ
وكلُ آيٍ أتى الرسل الكرام بها ... فإنما اتصلتْ من نوره بهــــمِ
فإنه شمسُ فضلٍ هم كواكبُهــا . .. يُظْهِرنَ أنوارَها للناس في الظُلـمِ
أكرمْ بخَلْق نبيّ زانه خُلـُـــقٌ ... بالحسن مشتملٍ بالبشر متَّســـــمِ
كالزهر في ترفٍ والبدر في شرفٍ ... والبحر في كرمٍ والدهر في هِمَمِ
كانه وهو فردٌ من جلالتــــه ... في عسكرٍ حين تلقاه وفي حشـمِ
كأنما اللؤلؤ المكنون فى صدفٍ ... من معْدِنَي منطقٍ منه ومُبْتَســم
لا طيبَ يعدلُ تُرباً ضم أعظُمَـــهُ ... طوبى لمنتشقٍ منه وملتثـــــم
فى مولده صلى الله عليه وسلم
أبان مولدُه عن طيب عنصــره ... يا طيبَ مبتدأٍ منه ومختتــــمِ
يومٌ تفرَّس فيه الفرس أنهــــمُ ... قد أُنْذِروا بحلول البؤْس والنقـمِ
وبات إيوان كسرى وهو منصدعٌ ... كشملِ أصحاب كسرى غير ملتئـمِ
والنار خامدةُ الأنفاسِ من أسـفٍ ... عليه والنهرُ ساهي العينِ من سدمِ
وساءَ ساوة أنْ غاضت بحيرتُهــا ... ورُدَّ واردُها بالغيظ حين ظمــي
كأنّ بالنار ما بالماء من بــــلل ... حزْناً وبالماء ما بالنار من ضَــرمِ
والجنُ تهتفُ والأنوار ساطعــةٌ ... والحق يظهرُ من معنىً ومن كَلِـمِ
عَمُوا وصمُّوا فإعلانُ البشائر لــمْ ... تُسمعْ وبارقةُ الإنذار لم تُشــــَمِ
من بعد ما أخبر الأقوامَ كاهِنُهُمْ ... بأن دينَهم المعوجَّ لم يقـــــمِ
وبعد ما عاينوا في الأفق من شُهُب ... منقضّةٍ وفق ما في الأرض من صنمِ
حتى غدا عن طريق الوحي منهزمٌ ... من الشياطين يقفو إثر مُنـــهزمِ
كأنهم هرباً أبطالُ أبرهــــــةٍ ... أو عسكرٌ بالحَصَى من راحتيه رُمِىِ
نبذاً به بعد تسبيحٍ ببطنهمـــــا ... نبذَ المسبِّح من أحشاءِ ملتقــــمِ
فى معجزاته صلى الله عليه وسلم
جاءتْ لدعوته الأشجارُ ســـاجدةً ... تمشى إليه على ساقٍ بلا قــــدمِ
كأنَّما سَطَرتْ سطراً لما كتـــبتْ ... فروعُها من بديعِ الخطِّ في اللّقَـمِ
مثلَ الغمامة أنَّى سار سائــــرةً ... تقيه حرَّ وطيسٍ للهجير حَــــمِى
أقسمْتُ بالقمر المنشق إنّ لـــه ... من قلبه نسبةً مبرورة القســــمِ
وما حوى الغار من خير ومن كرمٍ ... وكلُ طرفٍ من الكفار عنه عــِى
فالصِّدْقُ في الغار والصِّدِّيقُ لم يَرِما ... وهم يقولون ما بالغـار مــن أرمِ
ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على ... خير البرية لم تنسُج ولم تحُــــمِ
وقايةُ الله أغنتْ عن مضاعفـــةٍ ... من الدروع وعن عالٍ من الأطـُمِ
ما سامنى الدهرُ ضيماً واستجرتُ به ... إلا ونلتُ جواراً منه لم يُضَــــمِ
ولا التمستُ غنى الدارين من يده ... إلا استلمت الندى من خير مستلمِ
لا تُنكرِ الوحيَ من رؤياهُ إنّ لــه ... قلباً إذا نامتِ العينان لم يَنَـــم
وذاك حين بلوغٍ من نبوتــــه ... فليس يُنكرُ فيه حالُ مُحتلــــمِ
تبارك الله ما وحيٌ بمكتسـَــبٍ ... ولا نبيٌّ على غيبٍ بمتهـــــمِ
كم أبرأت وصِباً باللمس راحتُـه ... وأطلقتْ أرباً من ربقة اللمـــمِ
وأحيتِ السنةَ الشهباء دعوتـُــه ... حتى حكتْ غرّةً في الأعصر الدُهُمِ
بعارضٍ جاد أو خِلْتُ البطاحَ بهـا ... سَيْبٌ من اليمِّ أو سيلٌ من العَـرِمِ
يا خير من يمم العافون ساحته ... سعياً وفوق متون الأينق الرسم
ومن هو الآية الكبرى لمعتبر ... ومن هو النعمة العظمى لمغتنم
سريت من حرم ليلاً إلى حرم ... كما سرى البدر في داج من الظلم
وبت ترقى إلى أن نلت منزلة ... من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم
وقدمتك جميع الأنبياء بها ... والرسل تقديم مخدوم على خدم
وأنت تخترق السبع الطباق بهم ... في مركب كنت فيه صاحب العلم
حتى إذا لم تدع شأواً لمستبق ... من الدنوّ ولا مرقى لمستنم
خفضت كل مقام بالإضافة إذ ... نوديت بالرفع مثل المفرد العلم
كيما تفوز بوصل أي مستتر ... عن العيون وسر أي مكتتم
فحزت كل فخار غير مشترك ... وجزت كل مقام غير مزدحم
وجل مقدار ما وليت من رتب ... وعز إدراك ما أوليت من نعم
بشرى لنا معشر الإسلام إن لنا ... من العناية ركناً غير منهدم
لما دعا الله داعينا لطاعته ... بأكرم الرسل كنا أكرم الأمم
راعت قلوب العدا أنباء بعثته ... كنبأة أجفلت غفلا من الغنم
ما زال يلقاهم في كل معترك ... حتى حكوا بالقنا لحماً على وضم
ودّوا الفرار فكادوا يغبطن به ... أشلاء شالت مع العقبان والرخم
تمضي الليالي ولا يدرون عدتها ... ما لم تكن من ليالي الأشهر الحرم
كأنما الدين ضيف حل ساحتهم ... بكل قرم إلى لحم العدا قرم
يجر بحر خميس فوق سابحة ... يرمي بموج من الأبطال ملتطم
من كل منتدب لله محتسب ... يسطو بمستأصل للكفر مصطلم
حتى غدت ملة الإسلام وهي بهم ... من بعد غربتها موصولة الرحم
مكفولة أبداً منهم بخير أبٍ ... وخير بعلٍ فلم تيتم ولم تئم
هم الجبال فسل عنهم مصادمهم ... مأذا رأى منهم في كل مصطدم
وسل حنيناً وسل بدراً وسل أحداً ... فصول حتفٍ لهم أدهى من الوخم
المصدري البيض حمراً من بعد ما وردت ... من العدا كل مسودٍ من اللمم
والكاتبين بسمر الخط ما تركت ... أقلامهم حرف جسم غير منعجم
منقوول للفائدة
وشدَّ من سغبٍ أحشاءه وطـــوى ... تحت الحجارة كشْحاً مترف الأدمِ
وراودتْه الجبالُ الشمُ من ذهــبٍ ... عن نفسه فأراها أيما شــــممِ
وأكدتْ زهده فيها ضرورتُـــه ... إنَّ الضرورة لا تعدو على العِصَمِ
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورةُ منْ ... لولاه لم تُخْرجِ الدنيا من العـدمِ
محمد سيد الكونين والثقليــــن ... والفريقين من عُرْب ومنْ عجــمِ
نبينا الآمرُ الناهي فلا أحــــدٌ ... أبرَّ في قولِ لا منه ولا نعــــمِ
هو الحبيب الذي ترجى شفاعـته ... لكل هولٍ من الأهوال مقتحـــمِ
دعا إلى الله فالمستمسكون بــه ... مستمسكون بحبلٍ غير منفصـــمِ
فاق النبيين في خَلقٍ وفي خُلـُقٍ ... ولم يدانوه في علمٍ ولا كـــرمِ
وكلهم من رسول الله ملتمـــسٌ ... غرفاً من البحر أو رشفاً من الديمِ
وواقفون لديه عند حدهــــم ... من نقطة العلم أو من شكلة الحكمِ
فهو الذي تم معناه وصورتــه ... ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النســـمِ
منزهٌ عن شريكٍ في محاســـنه ... فجوهر الحسن فيه غير منقســـمِ
دعْ ما ادعتْهُ النصارى في نبيهم ... واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف ... وانسب إلى قدره ما شئت من عظمِ
فإن فضل رسول الله ليس لــــه ... حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفــــــمِ
لو ناسبت قدرَه آياتُه عظمــــاً ... أحيا اسمُه حين يدعى دارسَ الرممِ
لم يمتحنا بما تعيا العقولُ بـــه ... حرصاً علينا فلم نرْتبْ ولم نهـــمِ
أعيا الورى فهمُ معناه فليس يُرى ... في القرب والبعد فيه غير مُنْفحـمِ
كالشمس تظهر للعينين من بعُـدٍ ... صغيرةً وتُكلُّ الطرفَ من أمَـــمِ
وكيف يُدْرِكُ في الدنيا حقيقتـَه ... قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحُلُــــــمِ
فمبلغ العلمِ فيه أنه بشــــــرٌ ... وأنه خيرُ خلقِ الله كلهــــــمِ
وكلُ آيٍ أتى الرسل الكرام بها ... فإنما اتصلتْ من نوره بهــــمِ
فإنه شمسُ فضلٍ هم كواكبُهــا . .. يُظْهِرنَ أنوارَها للناس في الظُلـمِ
أكرمْ بخَلْق نبيّ زانه خُلـُـــقٌ ... بالحسن مشتملٍ بالبشر متَّســـــمِ
كالزهر في ترفٍ والبدر في شرفٍ ... والبحر في كرمٍ والدهر في هِمَمِ
كانه وهو فردٌ من جلالتــــه ... في عسكرٍ حين تلقاه وفي حشـمِ
كأنما اللؤلؤ المكنون فى صدفٍ ... من معْدِنَي منطقٍ منه ومُبْتَســم
لا طيبَ يعدلُ تُرباً ضم أعظُمَـــهُ ... طوبى لمنتشقٍ منه وملتثـــــم
فى مولده صلى الله عليه وسلم
أبان مولدُه عن طيب عنصــره ... يا طيبَ مبتدأٍ منه ومختتــــمِ
يومٌ تفرَّس فيه الفرس أنهــــمُ ... قد أُنْذِروا بحلول البؤْس والنقـمِ
وبات إيوان كسرى وهو منصدعٌ ... كشملِ أصحاب كسرى غير ملتئـمِ
والنار خامدةُ الأنفاسِ من أسـفٍ ... عليه والنهرُ ساهي العينِ من سدمِ
وساءَ ساوة أنْ غاضت بحيرتُهــا ... ورُدَّ واردُها بالغيظ حين ظمــي
كأنّ بالنار ما بالماء من بــــلل ... حزْناً وبالماء ما بالنار من ضَــرمِ
والجنُ تهتفُ والأنوار ساطعــةٌ ... والحق يظهرُ من معنىً ومن كَلِـمِ
عَمُوا وصمُّوا فإعلانُ البشائر لــمْ ... تُسمعْ وبارقةُ الإنذار لم تُشــــَمِ
من بعد ما أخبر الأقوامَ كاهِنُهُمْ ... بأن دينَهم المعوجَّ لم يقـــــمِ
وبعد ما عاينوا في الأفق من شُهُب ... منقضّةٍ وفق ما في الأرض من صنمِ
حتى غدا عن طريق الوحي منهزمٌ ... من الشياطين يقفو إثر مُنـــهزمِ
كأنهم هرباً أبطالُ أبرهــــــةٍ ... أو عسكرٌ بالحَصَى من راحتيه رُمِىِ
نبذاً به بعد تسبيحٍ ببطنهمـــــا ... نبذَ المسبِّح من أحشاءِ ملتقــــمِ
فى معجزاته صلى الله عليه وسلم
جاءتْ لدعوته الأشجارُ ســـاجدةً ... تمشى إليه على ساقٍ بلا قــــدمِ
كأنَّما سَطَرتْ سطراً لما كتـــبتْ ... فروعُها من بديعِ الخطِّ في اللّقَـمِ
مثلَ الغمامة أنَّى سار سائــــرةً ... تقيه حرَّ وطيسٍ للهجير حَــــمِى
أقسمْتُ بالقمر المنشق إنّ لـــه ... من قلبه نسبةً مبرورة القســــمِ
وما حوى الغار من خير ومن كرمٍ ... وكلُ طرفٍ من الكفار عنه عــِى
فالصِّدْقُ في الغار والصِّدِّيقُ لم يَرِما ... وهم يقولون ما بالغـار مــن أرمِ
ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على ... خير البرية لم تنسُج ولم تحُــــمِ
وقايةُ الله أغنتْ عن مضاعفـــةٍ ... من الدروع وعن عالٍ من الأطـُمِ
ما سامنى الدهرُ ضيماً واستجرتُ به ... إلا ونلتُ جواراً منه لم يُضَــــمِ
ولا التمستُ غنى الدارين من يده ... إلا استلمت الندى من خير مستلمِ
لا تُنكرِ الوحيَ من رؤياهُ إنّ لــه ... قلباً إذا نامتِ العينان لم يَنَـــم
وذاك حين بلوغٍ من نبوتــــه ... فليس يُنكرُ فيه حالُ مُحتلــــمِ
تبارك الله ما وحيٌ بمكتسـَــبٍ ... ولا نبيٌّ على غيبٍ بمتهـــــمِ
كم أبرأت وصِباً باللمس راحتُـه ... وأطلقتْ أرباً من ربقة اللمـــمِ
وأحيتِ السنةَ الشهباء دعوتـُــه ... حتى حكتْ غرّةً في الأعصر الدُهُمِ
بعارضٍ جاد أو خِلْتُ البطاحَ بهـا ... سَيْبٌ من اليمِّ أو سيلٌ من العَـرِمِ
يا خير من يمم العافون ساحته ... سعياً وفوق متون الأينق الرسم
ومن هو الآية الكبرى لمعتبر ... ومن هو النعمة العظمى لمغتنم
سريت من حرم ليلاً إلى حرم ... كما سرى البدر في داج من الظلم
وبت ترقى إلى أن نلت منزلة ... من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم
وقدمتك جميع الأنبياء بها ... والرسل تقديم مخدوم على خدم
وأنت تخترق السبع الطباق بهم ... في مركب كنت فيه صاحب العلم
حتى إذا لم تدع شأواً لمستبق ... من الدنوّ ولا مرقى لمستنم
خفضت كل مقام بالإضافة إذ ... نوديت بالرفع مثل المفرد العلم
كيما تفوز بوصل أي مستتر ... عن العيون وسر أي مكتتم
فحزت كل فخار غير مشترك ... وجزت كل مقام غير مزدحم
وجل مقدار ما وليت من رتب ... وعز إدراك ما أوليت من نعم
بشرى لنا معشر الإسلام إن لنا ... من العناية ركناً غير منهدم
لما دعا الله داعينا لطاعته ... بأكرم الرسل كنا أكرم الأمم
راعت قلوب العدا أنباء بعثته ... كنبأة أجفلت غفلا من الغنم
ما زال يلقاهم في كل معترك ... حتى حكوا بالقنا لحماً على وضم
ودّوا الفرار فكادوا يغبطن به ... أشلاء شالت مع العقبان والرخم
تمضي الليالي ولا يدرون عدتها ... ما لم تكن من ليالي الأشهر الحرم
كأنما الدين ضيف حل ساحتهم ... بكل قرم إلى لحم العدا قرم
يجر بحر خميس فوق سابحة ... يرمي بموج من الأبطال ملتطم
من كل منتدب لله محتسب ... يسطو بمستأصل للكفر مصطلم
حتى غدت ملة الإسلام وهي بهم ... من بعد غربتها موصولة الرحم
مكفولة أبداً منهم بخير أبٍ ... وخير بعلٍ فلم تيتم ولم تئم
هم الجبال فسل عنهم مصادمهم ... مأذا رأى منهم في كل مصطدم
وسل حنيناً وسل بدراً وسل أحداً ... فصول حتفٍ لهم أدهى من الوخم
المصدري البيض حمراً من بعد ما وردت ... من العدا كل مسودٍ من اللمم
والكاتبين بسمر الخط ما تركت ... أقلامهم حرف جسم غير منعجم
منقوول للفائدة