الأحداث
نعم ... كلُّنا مبارك
لن أفعل كما يفعل الكثيرون الذين يصوِّبُون أقلامَهم اليوم إلى الانتقام
والاستشفاء من النظام المخلوع و لكني سأوجه قلمي إلى سرور المحامي وعزًّ
الفنان وجمال الصحفي وصفوت الإعلامي وإلى نفسي و غيرهم من المصريين، فنحن
كلنا مبارك .
نعم...كلنا مبارك ، فأنظر كيف أن ثلاثة ملايين منا يحملون كارنيه الحزب
الوطني باعوه سلاحا يُقتل به إخوانهم و أخواتهم ، أيظنون أنْ لن يحاسبهم
الله كما سيحاسب مبارك و جمال وعز ؛ لأنهم خانوا الأمانة واتخذوا الظالمين
أولياء!
نعم...كلنا مبارك ، انظر إلى معلمي مصر يذهبوا إلى مدارسهم في
الساعة التاسعة و نغادر في التاسعة و النصف ، و منَّا مَنْ لا يقضي في
مدرسته إلا الوقت الذي يستغرقه التوقيع في كشوف الحضور، وقد خربنا مدارسنا ،
و أخذنا طلابنا إلى أبيار السلالم، وكنا وسطاء حب بين الأولاد والبنات ،
فهكذا نتحول إلى حيتان الدروس الخصوصية .
نعم... كلنا مبارك، أنظر إلى الأطباء كيف تحولوا إلى سماسرة لشركات
الأدوية ومعامل التحاليل ؛ ليمتصوا دماء المرضى بدلاً من إعطائهم قطرات دم
تساعدهم علي الحياة ، انظر كيف يترك الطبيب مرضى المستشفى العام الذين لا
يملكون حتى ثمن التذكرة يتألمون ، ويذهب إلى عيادته في العاشرة صباحا .
نعم... كلنا مبارك ، أنظر إلى المحامي كيف حوَّل الحق باطلاً والباطل
حقاً ، كيف زور دليلا لكي يُبَرِّأ مجرماً ، و عَلَّم الجاني كيف يكون
مجنيا عليه ، و بدلا من أن يصلح بين زوجين متخاصمين يزرع بينهما الريبة
والشك حتى يقع طلاقهما فيقاسمهما المهر و المؤخر .
نعم...كلنا مبارك ، انظر إلى الصحفيين و الإعلاميين كيف كانوا شعراء
السلطان ، فجعلوا من مبارك إلهًا بل أكثر من إلهٍ ، فقد كانوا يده التي
تشوه وجه من أراد إصلاحاً ، أو انتقد هذا الإله .
نعم...كلنا مبارك ، انظر إلى الرياضيين والفنانين والراقصات الذين جلس
الناس أمامهم يشاهدون تفاهتهم التي يتقاضون عليها الملايين كيف أفصحوا عن
وجههم الأقبح ببكائهم علي النظام المسقوط الذي لم ينظر إلا إليهم .
نعم...كلنا مبارك ، انظر إلى أساتذة الجامعات كيف يُورِّثون المهنة
لأبنائهم ، وكيف يتفننون في إجبار الطلاب على شراء كتبهم الجوفاء بأسعار
خيالية ، ثم يقررون عشر صفحات من الكتاب و يلغون الباقي ، ولا يشغلهم بحث
علمي يفيد الأمة إلا ما يضمن لهم حق الترقي لجمع أموال أكثر.
نعم...كلنا مبارك ، انظر إلى ربات البيوت يجلسن أمام التلفاز لمشاهدة
الأفلام والمسلسلات ساعات طويلة ، ويكسلن عن أخذ مخلفات بيوتهن إلى صناديق
القمامة ، فيرمين بها من شبابيكهن كأننا حيوانات نعيش في حظيرة .
نعم...كلنا مبارك ، انظر إلى مديرِيّ المصالح ورؤساء التحرير ورؤساء
الأحزاب كيف لا يفارقون كراسيهم إلا بالموت، أو بالإطاحة بهم ، كما حدث مع
مبارك
.
نعم ... كلنا مبارك ، ولكي لا يبقى بيننا مبارك ولا جمال ولا عز ولا سرور
فعلينا جميعًا بالتوبة التامة التي من أهم شروطها ترك القبيح وعدم العودة
إليه، وإلا فلا تنتظروا تغييراً ولا تقدماً ولا كرامة ولا حرية ولا حبًّا
ولا رحمة و لا... ولا...
لن أفعل كما يفعل الكثيرون الذين يصوِّبُون أقلامَهم اليوم إلى الانتقام
والاستشفاء من النظام المخلوع و لكني سأوجه قلمي إلى سرور المحامي وعزًّ
الفنان وجمال الصحفي وصفوت الإعلامي وإلى نفسي و غيرهم من المصريين، فنحن
كلنا مبارك .
نعم...كلنا مبارك ، فأنظر كيف أن ثلاثة ملايين منا يحملون كارنيه الحزب
الوطني باعوه سلاحا يُقتل به إخوانهم و أخواتهم ، أيظنون أنْ لن يحاسبهم
الله كما سيحاسب مبارك و جمال وعز ؛ لأنهم خانوا الأمانة واتخذوا الظالمين
أولياء!
نعم...كلنا مبارك ، انظر إلى معلمي مصر يذهبوا إلى مدارسهم في
الساعة التاسعة و نغادر في التاسعة و النصف ، و منَّا مَنْ لا يقضي في
مدرسته إلا الوقت الذي يستغرقه التوقيع في كشوف الحضور، وقد خربنا مدارسنا ،
و أخذنا طلابنا إلى أبيار السلالم، وكنا وسطاء حب بين الأولاد والبنات ،
فهكذا نتحول إلى حيتان الدروس الخصوصية .
نعم... كلنا مبارك، أنظر إلى الأطباء كيف تحولوا إلى سماسرة لشركات
الأدوية ومعامل التحاليل ؛ ليمتصوا دماء المرضى بدلاً من إعطائهم قطرات دم
تساعدهم علي الحياة ، انظر كيف يترك الطبيب مرضى المستشفى العام الذين لا
يملكون حتى ثمن التذكرة يتألمون ، ويذهب إلى عيادته في العاشرة صباحا .
نعم... كلنا مبارك ، أنظر إلى المحامي كيف حوَّل الحق باطلاً والباطل
حقاً ، كيف زور دليلا لكي يُبَرِّأ مجرماً ، و عَلَّم الجاني كيف يكون
مجنيا عليه ، و بدلا من أن يصلح بين زوجين متخاصمين يزرع بينهما الريبة
والشك حتى يقع طلاقهما فيقاسمهما المهر و المؤخر .
نعم...كلنا مبارك ، انظر إلى الصحفيين و الإعلاميين كيف كانوا شعراء
السلطان ، فجعلوا من مبارك إلهًا بل أكثر من إلهٍ ، فقد كانوا يده التي
تشوه وجه من أراد إصلاحاً ، أو انتقد هذا الإله .
نعم...كلنا مبارك ، انظر إلى الرياضيين والفنانين والراقصات الذين جلس
الناس أمامهم يشاهدون تفاهتهم التي يتقاضون عليها الملايين كيف أفصحوا عن
وجههم الأقبح ببكائهم علي النظام المسقوط الذي لم ينظر إلا إليهم .
نعم...كلنا مبارك ، انظر إلى أساتذة الجامعات كيف يُورِّثون المهنة
لأبنائهم ، وكيف يتفننون في إجبار الطلاب على شراء كتبهم الجوفاء بأسعار
خيالية ، ثم يقررون عشر صفحات من الكتاب و يلغون الباقي ، ولا يشغلهم بحث
علمي يفيد الأمة إلا ما يضمن لهم حق الترقي لجمع أموال أكثر.
نعم...كلنا مبارك ، انظر إلى ربات البيوت يجلسن أمام التلفاز لمشاهدة
الأفلام والمسلسلات ساعات طويلة ، ويكسلن عن أخذ مخلفات بيوتهن إلى صناديق
القمامة ، فيرمين بها من شبابيكهن كأننا حيوانات نعيش في حظيرة .
نعم...كلنا مبارك ، انظر إلى مديرِيّ المصالح ورؤساء التحرير ورؤساء
الأحزاب كيف لا يفارقون كراسيهم إلا بالموت، أو بالإطاحة بهم ، كما حدث مع
مبارك
.
نعم ... كلنا مبارك ، ولكي لا يبقى بيننا مبارك ولا جمال ولا عز ولا سرور
فعلينا جميعًا بالتوبة التامة التي من أهم شروطها ترك القبيح وعدم العودة
إليه، وإلا فلا تنتظروا تغييراً ولا تقدماً ولا كرامة ولا حرية ولا حبًّا
ولا رحمة و لا... ولا...
