أبو عمر العتيبي
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد:
فقد سألني بعض الإخوة الفضلاء عن توجيهات أكتبها لمن يريد حضور الدورات العلمية فكتبت هذا المقال :
1/ قال الأخ الفاضل : [ 1- الطريقة الصحيحة التي ينبغي أن يسلكها طالب العلم للإستفادة المثمرة من هذه الدورات العلمية ].
الجواب:
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد:
للاستفادة من الدورات العلمية على طالب العلم التنبه لهذه الأمور :
1/ إخلاص النية لله ، والصدق في طلب العلم .
2/ تفريغ النفس ، وتقليل شواغلها عن هذه الدورات العلمية .
3/ انتقاء الدورات بالحرص على الدورات العلمية السلفية وعلى من هو أهل للتدريس والتعليم .
وهنا ينظر للأولى فالأولى حسب المتوفر والمتيسر .
4/ الحرص على حضور الدروس من أولها وعدم التغيب أو التأخر .
5/ اقتناء الكتب التي تدرس في الدورات للمراجعة والبحث والتعليق والتقييد .
6/ الاستعداد للدرس قبل إلقائه من الشيخ بتحضير الدرس والنظر في الأمور المشكلة ليسأل عنها الشيخ بعد الدرس .
7/ إذا كانت عنده كتب متوسعة في مجال الدرس كالعقيدة فيرجع إلى الشروح للاطلاع على كلام العلماء قبل شرح الشيخ لتتم الاستفادة .
8/ لو وجد من أصحابه من يستطيع مذاكرته والتحضير معه فهذا أمر حسن إذا كانت هذه الصحبة لا تضيع الوقت بالكلام الذي ضرره أكثر من نفعه!
9/ النظر إلى وجه الشيخ "إستقبال المتحدث" ، والانتباه له ، والإصغاء لكلامه ، مع تهيئة الأسباب لحضور الذهن كقلة السهر ، النوم مبكراً ، والبعد عن الشحناء والمشاكسة ونحو ذلك .
10/ أن يقيد الفوائد والشوارد ، وإذا كان له سجل خاص للمعلومات والفوائد فهو أمر حسن .
11/ أن يسجل ما يرد عليه من إشكال أثناء كلام الشيخ في سجله أو في ورقة خارجية حتى يسأل الشيخ عنها بعد تمام الدرس .
12/ أن لا يقاطع الشيخ المتحدث ، ولا يتعنت في سؤاله ، ولا يسأل سؤال متعنت ، ولا يتعالم ، ولا يظهر أنه عارف بهذا الدرس وما يحتوي عليه ، وأن لا يصحح خطأ الشيخ بأسلوب فظ أو أسلوب غير لائق .
13/ أن يحترم الشيخ ويتأدب معه ، ويتأدب مع زملائه وأصحابه ، وأن لا يجادلهم بغير حق ، ولا يكثر من جدالهم حتى بالحق ، وأن يكون نقاشه مع أصحابه بغية الفائدة والوصول إلى الصواب لا الظهور والانتصار للنفس .
14/ أن يراجع الدرس ، ويراجع كلام الشيخ وترجيحاته في المسائل المختلف فيها ، وينظر في كلام العلماء ليتعود على البحث والنظر والتأمل والتفقه في الدين .
15/ أن يداوم على ذكر الله وطاعته ، وأن يبتعد عن المعاصي والفتن ، وأن يحفظ وقته بما ينفعه ، وأن يهذب نفسه ويزكيها ، وأن يسأل الله أن يعلمه ما ينفعه ، وأن ينفعه بما علمه ، وأن يزيده علماً .
16/ أن يجتنب أصحاب الهوى والفتنة ، وأن يبتعد عن أهل التحزب والانحراف ، وألا يشغل نفسه بما لا يعنيه.
هذه بعض النصائح لمن يبتغون حضور الدورات العلمية والاستفادة منها .
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
2/ قال الأخ الفاضل: الكيفية التي يسلكها طالب العلم في دراسة كتاب معيّن مثل " القول المفيد شرح كتاب التوحيد " أو " زاد المعاد " أو " شرح الطحاوية " ، لأن الكثيرين يتساءل عن الطريقة التي ينبغي أن يسلكها حتى يتسنى له " فهم " الكتاب واستيعابه ، فالحاصل أننا ربما أتينا على الكتاب كله قراءة لكن في النهاية الحصيلة منه ضئيلة وسرعان ما تُنسى !!
الجواب:
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد:
فلو أن كل طالب علم حفظ كل ما قرأ ولم ينس لأصبح الناس كلهم علماء!!
فإن الله –عز وجل- قد فاوت بين عقول الناس ومداركهم . وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
لكن هناك وسائل تعين طالب العلم على الفهم وعلى بقاء أكبر قدر من المعلومات من ذلك:
1/ الابتداء بصغار العلم قبل كباره .
فكثير من الطلاب لا يفهمون كثيرا من العلم ولا يستفيدون من كثير مما يقرؤون بسبب هجومهم على الكتب الكبار التي تحتاج إلى معلومات سابقة ممهدة .
وسبب ذلك –غالباً- استعجال الطلب فيريد الطالب أن يصبح عالماً في شهر!!
فالذي ينبغي لطالب العلم أن يبدأ بالكتب السهلة الميسورة ثم ينتقل إلى ما هو أصعب وأوسع .
وقد جليت هذا الأمر -نوعاً ما- في رسالتي : " برنامج علمي عملي لطالب العلم " .
2/ انتقاء الكتب الأيسر أسلوباً والأقرب إلى الأفهام يساعد على فهم الكتاب واستيعابه .
3/ كثرة القراءة والاطلاع والسماع تساعد على الفهم والاستيعاب .
4/ التكرار للكتاب نفسه بقراءة متأنية دقيقة يقف عند كل فائدة وهذا أمر مهم .
وغاية هذه النقطة الحفظ مع الفهم . فحقيقة الحفظ هو التكرار الذي يثبت المعلومة أو المقالة في الذهن .
فيحرص على حفظ مختصرات في العلوم تفيده في استحضار المعلومات ، وتحل له كثيرا من الإشكالات .
كحفظ القرآن أو ما تيسر منه ، وحفظ الأصول الثلاثة أو نظم سلم الوصول للشيخ حافظ فإنه شامل للأصول الثلاثة وزيادة ، ولكن الأصول الثلاثة أيسر وأشهر ، وحفظ الأربعين النووية ، وحفظ عمدة الأحكام لعبد الغني المقدسي ، وحفظ البيقونية في المصطلح أو نخبة الفكر ، ونحو ذلك من المتون اليسيرة المساعدة على تثبيت العلم .
5/ أن يقرأ ويفهم ، فإذا قرأ ولم يفهم يكرر ما قرأ حتى يفهم .
لأن عدم الفهم يرجع -أحياناً- للإرهاق أو شرود الذهن أو ملل الذهن ونحو ذلك ليس بالضرورة أن يكون الكلام المسطور عسيرا وصعباً .
6/ أن يتذاكر معلوماته وللمذاكرة صور :
أ/ التدارس مع أصحابه ومراجعة مسائل الكتاب معهم .
ب/ تدريس ما قرأ وفهم ودرس لمن هو أقل منه علماً أو من هو مثله .
وينبغي للشيخ أن يدرب طلابه على هذه الطريقة فهي حسنة لتثبيت المعلومات ، ولكن لابد من كبح جماح الطالب حتى لا يطير ولما يريش!!
ج/ كتابة البحوث والمقالات المتعلقة بدرسه ، وعرضها على من هو مثله ، أو أعلم منه ، أو عرضها على الشيخ وهو أفضل .
فكتابة البحوث تحتاج إلى بحث ومطالعة وتأمل ، وهذا له فوائد جمة وتُكَوِّن طالب علم قوي .
وغير ذلك من الصور .
7/ أن يعمل بعلمه ؛ فإن كان اعتقاداً عقد عليه قلبه وآمن به ، وإن كان عبادة وسنة طبقها وأداها كما هي ، وإن كان خطأ نبه عليه غيره ، وإن كان بدعة حَذَّرَ منها وهكذا ..
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد .
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد:
فقد سألني بعض الإخوة الفضلاء عن توجيهات أكتبها لمن يريد حضور الدورات العلمية فكتبت هذا المقال :
1/ قال الأخ الفاضل : [ 1- الطريقة الصحيحة التي ينبغي أن يسلكها طالب العلم للإستفادة المثمرة من هذه الدورات العلمية ].
الجواب:
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد:
للاستفادة من الدورات العلمية على طالب العلم التنبه لهذه الأمور :
1/ إخلاص النية لله ، والصدق في طلب العلم .
2/ تفريغ النفس ، وتقليل شواغلها عن هذه الدورات العلمية .
3/ انتقاء الدورات بالحرص على الدورات العلمية السلفية وعلى من هو أهل للتدريس والتعليم .
وهنا ينظر للأولى فالأولى حسب المتوفر والمتيسر .
4/ الحرص على حضور الدروس من أولها وعدم التغيب أو التأخر .
5/ اقتناء الكتب التي تدرس في الدورات للمراجعة والبحث والتعليق والتقييد .
6/ الاستعداد للدرس قبل إلقائه من الشيخ بتحضير الدرس والنظر في الأمور المشكلة ليسأل عنها الشيخ بعد الدرس .
7/ إذا كانت عنده كتب متوسعة في مجال الدرس كالعقيدة فيرجع إلى الشروح للاطلاع على كلام العلماء قبل شرح الشيخ لتتم الاستفادة .
8/ لو وجد من أصحابه من يستطيع مذاكرته والتحضير معه فهذا أمر حسن إذا كانت هذه الصحبة لا تضيع الوقت بالكلام الذي ضرره أكثر من نفعه!
9/ النظر إلى وجه الشيخ "إستقبال المتحدث" ، والانتباه له ، والإصغاء لكلامه ، مع تهيئة الأسباب لحضور الذهن كقلة السهر ، النوم مبكراً ، والبعد عن الشحناء والمشاكسة ونحو ذلك .
10/ أن يقيد الفوائد والشوارد ، وإذا كان له سجل خاص للمعلومات والفوائد فهو أمر حسن .
11/ أن يسجل ما يرد عليه من إشكال أثناء كلام الشيخ في سجله أو في ورقة خارجية حتى يسأل الشيخ عنها بعد تمام الدرس .
12/ أن لا يقاطع الشيخ المتحدث ، ولا يتعنت في سؤاله ، ولا يسأل سؤال متعنت ، ولا يتعالم ، ولا يظهر أنه عارف بهذا الدرس وما يحتوي عليه ، وأن لا يصحح خطأ الشيخ بأسلوب فظ أو أسلوب غير لائق .
13/ أن يحترم الشيخ ويتأدب معه ، ويتأدب مع زملائه وأصحابه ، وأن لا يجادلهم بغير حق ، ولا يكثر من جدالهم حتى بالحق ، وأن يكون نقاشه مع أصحابه بغية الفائدة والوصول إلى الصواب لا الظهور والانتصار للنفس .
14/ أن يراجع الدرس ، ويراجع كلام الشيخ وترجيحاته في المسائل المختلف فيها ، وينظر في كلام العلماء ليتعود على البحث والنظر والتأمل والتفقه في الدين .
15/ أن يداوم على ذكر الله وطاعته ، وأن يبتعد عن المعاصي والفتن ، وأن يحفظ وقته بما ينفعه ، وأن يهذب نفسه ويزكيها ، وأن يسأل الله أن يعلمه ما ينفعه ، وأن ينفعه بما علمه ، وأن يزيده علماً .
16/ أن يجتنب أصحاب الهوى والفتنة ، وأن يبتعد عن أهل التحزب والانحراف ، وألا يشغل نفسه بما لا يعنيه.
هذه بعض النصائح لمن يبتغون حضور الدورات العلمية والاستفادة منها .
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
2/ قال الأخ الفاضل: الكيفية التي يسلكها طالب العلم في دراسة كتاب معيّن مثل " القول المفيد شرح كتاب التوحيد " أو " زاد المعاد " أو " شرح الطحاوية " ، لأن الكثيرين يتساءل عن الطريقة التي ينبغي أن يسلكها حتى يتسنى له " فهم " الكتاب واستيعابه ، فالحاصل أننا ربما أتينا على الكتاب كله قراءة لكن في النهاية الحصيلة منه ضئيلة وسرعان ما تُنسى !!
الجواب:
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد:
فلو أن كل طالب علم حفظ كل ما قرأ ولم ينس لأصبح الناس كلهم علماء!!
فإن الله –عز وجل- قد فاوت بين عقول الناس ومداركهم . وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
لكن هناك وسائل تعين طالب العلم على الفهم وعلى بقاء أكبر قدر من المعلومات من ذلك:
1/ الابتداء بصغار العلم قبل كباره .
فكثير من الطلاب لا يفهمون كثيرا من العلم ولا يستفيدون من كثير مما يقرؤون بسبب هجومهم على الكتب الكبار التي تحتاج إلى معلومات سابقة ممهدة .
وسبب ذلك –غالباً- استعجال الطلب فيريد الطالب أن يصبح عالماً في شهر!!
فالذي ينبغي لطالب العلم أن يبدأ بالكتب السهلة الميسورة ثم ينتقل إلى ما هو أصعب وأوسع .
وقد جليت هذا الأمر -نوعاً ما- في رسالتي : " برنامج علمي عملي لطالب العلم " .
2/ انتقاء الكتب الأيسر أسلوباً والأقرب إلى الأفهام يساعد على فهم الكتاب واستيعابه .
3/ كثرة القراءة والاطلاع والسماع تساعد على الفهم والاستيعاب .
4/ التكرار للكتاب نفسه بقراءة متأنية دقيقة يقف عند كل فائدة وهذا أمر مهم .
وغاية هذه النقطة الحفظ مع الفهم . فحقيقة الحفظ هو التكرار الذي يثبت المعلومة أو المقالة في الذهن .
فيحرص على حفظ مختصرات في العلوم تفيده في استحضار المعلومات ، وتحل له كثيرا من الإشكالات .
كحفظ القرآن أو ما تيسر منه ، وحفظ الأصول الثلاثة أو نظم سلم الوصول للشيخ حافظ فإنه شامل للأصول الثلاثة وزيادة ، ولكن الأصول الثلاثة أيسر وأشهر ، وحفظ الأربعين النووية ، وحفظ عمدة الأحكام لعبد الغني المقدسي ، وحفظ البيقونية في المصطلح أو نخبة الفكر ، ونحو ذلك من المتون اليسيرة المساعدة على تثبيت العلم .
5/ أن يقرأ ويفهم ، فإذا قرأ ولم يفهم يكرر ما قرأ حتى يفهم .
لأن عدم الفهم يرجع -أحياناً- للإرهاق أو شرود الذهن أو ملل الذهن ونحو ذلك ليس بالضرورة أن يكون الكلام المسطور عسيرا وصعباً .
6/ أن يتذاكر معلوماته وللمذاكرة صور :
أ/ التدارس مع أصحابه ومراجعة مسائل الكتاب معهم .
ب/ تدريس ما قرأ وفهم ودرس لمن هو أقل منه علماً أو من هو مثله .
وينبغي للشيخ أن يدرب طلابه على هذه الطريقة فهي حسنة لتثبيت المعلومات ، ولكن لابد من كبح جماح الطالب حتى لا يطير ولما يريش!!
ج/ كتابة البحوث والمقالات المتعلقة بدرسه ، وعرضها على من هو مثله ، أو أعلم منه ، أو عرضها على الشيخ وهو أفضل .
فكتابة البحوث تحتاج إلى بحث ومطالعة وتأمل ، وهذا له فوائد جمة وتُكَوِّن طالب علم قوي .
وغير ذلك من الصور .
7/ أن يعمل بعلمه ؛ فإن كان اعتقاداً عقد عليه قلبه وآمن به ، وإن كان عبادة وسنة طبقها وأداها كما هي ، وإن كان خطأ نبه عليه غيره ، وإن كان بدعة حَذَّرَ منها وهكذا ..
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد .
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .