">إن الأخوة مفهوم جميل ومعنى رائع وسامٍ .. يدل على ارتفاع في الذوق ، وسمو في الأخلاق ، فالأخ يأنس بأخيه .. يشاطره الحب والبغض .. والأمن والخوف .. ويكون عوناً له في شدته .. ومقاسماً له في فرحه .. فهما كالجسد الواحد ولكن بقلبين ينبضان بالحب والوئام .
ولا عجب أن تكون حياتهما مليئة بالسعادة ومفعمة بالصدق ؛ لأنها لله وفي ذات الله لا يشوبها شيء من حطام الدنيا .
أيها الفاضل : دارت الخواطر ببالي فصالت وجالت وأخرجت هذه الإشارات ؛ فإليك بعضها :
الإشارة الأولى : اعلم أيها المبارك أنه متى ما شاب هذه الأخوة شيء من الدنيا فإنها ستزول لا محالة ويبقى شؤمهما في الدنيا وعاقبتها في الآخرة قال تعالى : ( الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ) [الزخرف :67] .
فاحرص كل الحرص على أن تكون هذه الأخوة لله عز وجل .
الإشارة الثانية : صاحب من ترى فيه سمات الصلاة والطاعة وعلامات الخوف والخشية من الله عز وجل .. قلبه خاشعاً لله خائفاً من عقابه طامعاً وراجياً ثوابه .
قيل للحسن : كيف نصنع بأقوام يخوفوننا حتى تكاد قلوبنا تطير ؟ قال الحسن : والله لئن تصحب أقواماً يخوفونك حتى تدرك الأمن خيرٌ من أن تصحب أقواماً يؤمنونك حتى يلحقك الخوف.
الإشارة الثالثة : أخي الحبيب ! أحسن العشرة مع أخيك ، ألِن جانبك معه ، كن ناصحاً له في الخير ومعيناً عليه ، وناهياً له في الشر ومحذراً منه ، وهل يعقل أن تصاحب لك أخاً في الله فتتبسم له في وجهه ومن خلفه تكشر عن أنيابك له .
فاحذر أخي المبارك من أن يخالف قولك فعلك .. فلا تغتابه .. ولا تكذب عليه .. ولا تفشي سرَّه .. ولا تطعن في عرضه.
وأحسن الشاعر إذ يقول :
ولا خير في خل يخون خليله
ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده
ويظهر سراً كان بالأمس قد خفا
الإشارة الرابعة : إذا صاحبت صاحب الهمة العالية .. والأخلاق السامية .. فاستفد منه ولا تفوت الفرصة ، استفد من علمه وعمله ومعاملته .
روي عن جعفر أنه قال : سمعت مالك بن دينار يقول للمغيرة بن حبيب : كل أخ وجليس لا تستفيد منه في دينك خيراً فانبذ عنك صحبته.
قال الشاعر :
لا تسأل عن المرء وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي
أخي المبارك : هذه بعض الإشارات أحببت أن أهمسها في كل أذن صاغية لعلها تصادف قلبك فتتمكن منه .
وختاماً : تذكر أن المرء على دين خليله ، وأن المرء يحشر مع من أحب . :rendeer:
بقلم : أبو ياسر فيصل السليمي .
ولا عجب أن تكون حياتهما مليئة بالسعادة ومفعمة بالصدق ؛ لأنها لله وفي ذات الله لا يشوبها شيء من حطام الدنيا .
أيها الفاضل : دارت الخواطر ببالي فصالت وجالت وأخرجت هذه الإشارات ؛ فإليك بعضها :
الإشارة الأولى : اعلم أيها المبارك أنه متى ما شاب هذه الأخوة شيء من الدنيا فإنها ستزول لا محالة ويبقى شؤمهما في الدنيا وعاقبتها في الآخرة قال تعالى : ( الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ) [الزخرف :67] .
فاحرص كل الحرص على أن تكون هذه الأخوة لله عز وجل .
الإشارة الثانية : صاحب من ترى فيه سمات الصلاة والطاعة وعلامات الخوف والخشية من الله عز وجل .. قلبه خاشعاً لله خائفاً من عقابه طامعاً وراجياً ثوابه .
قيل للحسن : كيف نصنع بأقوام يخوفوننا حتى تكاد قلوبنا تطير ؟ قال الحسن : والله لئن تصحب أقواماً يخوفونك حتى تدرك الأمن خيرٌ من أن تصحب أقواماً يؤمنونك حتى يلحقك الخوف.
الإشارة الثالثة : أخي الحبيب ! أحسن العشرة مع أخيك ، ألِن جانبك معه ، كن ناصحاً له في الخير ومعيناً عليه ، وناهياً له في الشر ومحذراً منه ، وهل يعقل أن تصاحب لك أخاً في الله فتتبسم له في وجهه ومن خلفه تكشر عن أنيابك له .
فاحذر أخي المبارك من أن يخالف قولك فعلك .. فلا تغتابه .. ولا تكذب عليه .. ولا تفشي سرَّه .. ولا تطعن في عرضه.
وأحسن الشاعر إذ يقول :
ولا خير في خل يخون خليله
ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده
ويظهر سراً كان بالأمس قد خفا
الإشارة الرابعة : إذا صاحبت صاحب الهمة العالية .. والأخلاق السامية .. فاستفد منه ولا تفوت الفرصة ، استفد من علمه وعمله ومعاملته .
روي عن جعفر أنه قال : سمعت مالك بن دينار يقول للمغيرة بن حبيب : كل أخ وجليس لا تستفيد منه في دينك خيراً فانبذ عنك صحبته.
قال الشاعر :
لا تسأل عن المرء وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي
أخي المبارك : هذه بعض الإشارات أحببت أن أهمسها في كل أذن صاغية لعلها تصادف قلبك فتتمكن منه .
وختاماً : تذكر أن المرء على دين خليله ، وأن المرء يحشر مع من أحب . :rendeer:
بقلم : أبو ياسر فيصل السليمي .