قال النووي في الأذكار : حديث أبي سعيد هذا ضعيف الإسناد موقوفا ومرفوعا . قال الحافظ : أما المرفوع فيمكن أن يضعف بالاختلاف والشذوذ , وأما الموقوف فلا شك ولا ريب في صحته , ورجاله من رجال الصحيحين فلا معنى لحكمه عليه بالضعف .
والحديث يدل على استحباب الدعاء المذكور , ولم يصح من أحاديث الدعاء في الوضوء غيره . وأما ما ذكره أصحابنا والشافعية في كتبهم من الدعاء عند كل عضو كقولهم : يقال عند غسل الوجه : اللهم بيض وجهي . . . إلخ فقال الرافعي وغيره : ورد بهذه الدعوات الأثر عن الصالحين . وقال النووي في الروضة : هذا الدعاء لا أصل له .
وقال ابن الصلاح : لا يصح فيه حديث , وقال الحافظ : روي فيه من طرق ثلاث عن علي ضعيفة جدا , أوردها المستغفري في الدعوات , وابن عساكر في أماليه , وهو من رواية أحمد بن مصعب المروزي عن حبيب بن أبي حبيب الشيباني عن أبي إسحاق السبيعي عن علي وفي إسناده من لا يعرف , ورواه صاحب مسند الفردوس من طريق أبي زرعة الراوي عن أحمد بن عبد الله بن داود , وساقه بإسناده إلى علي , ورواه ابن حبان في الضعفاء من حديث أنس نحو هذا , وفيه عباد بن صهيب وهو e]ص: 220 ] متروك , ورواه المستغفري أيضا من حديث البراء بن عازب وأنس بطوله , وإسناده واه , ولكنه وثق عبادا يحيى بن معين , ونفى عنه الكذب أحمد بن حنبل , وصدقه أبو داود , وتركه الباقون .
قال ابن القيم في الهدي : ولم يحفظ عنه أنه كان يقول : على وضوئه شيئا غير التسمية , وكل حديث في أذكار الوضوء الذي يقال عليه فكذب مختلق لم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا منه , ولا علمه لأمته ولا يثبت عنه غير التسمية في أوله . وقوله : { أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين } في آخره .