مصراوي للإلكترونيات وخدمات الصيانة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مصراوي للإلكترونيات وخدمات الصيانة

lcd,tv,رسيفر,تليفزيون,شاشه,كمبيوتر,سوفت,برامج,بلازما.توشيبا,شحن فلاشه,


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

وصايا وفوائد لحفظ القرآن الكريم ومراجعته

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

م/حسن المصري

م/حسن المصري
المدير العام


وصايا وفوائد لحفظ القرآن الكريم ومراجعته
1. الإخلاص مفتاح العلم والفهم :
اجعل قصدك وهدفك من الحفظ التقرب إلى الله سبحانه ، واستحظر أن ما تتلوه هو كلام الله عز وجل واحذر أن يكون دافعك نيل مكانة بين الناس أو الحصول على بعض المكاسب الدنيوية والمكافآت والجوائز فالله سبحانه لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا له ، قال الله تعالى : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ) .
2. البعد عن المعاصي والآثام :
القلب المظلم بالمعاصي والمشغول بالتكالب على شهوات الدنيا لا موضع فيه لنور القرآن الكريم ، فالمعاصي حاجز عن حفظ القرآن ومراجعته وتدبر آياته ، ووساوس الشيطان تصرف عن ذكر الله ، كما قال تعالى : ( استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله ) .
وقد روى عبد الله بن المبارك عن الضحاك بن مزاحم أنه قال : ( ما من أحد تعلم القرآن فنسيه إلا بذنب يحدثه ؛ لأن الله تعالى يقول في ذلك : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) . وإن نسيان القرآن من أعظم المصائب ) .
فالمعاصي هي التي تمرض القلب وتوهنه ، وتحجب عنه نور الإيمان ، وقد قال ابن المبارك رحمه الله :
رأيت الذنوب تميت القلوب
وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب
وخير لنفسك عصيانها
وهذا الإمام الشافعي المشهور بسرعة الحفظ يشكو إلى شيخه وكيع أن الحفظ تباطأ عليه يوما ، فيرشده إلى علاج حاسم وهو ترك المعاصي وتفريغ القلب من كل ما يحجزه عن ربه ، يقول الإمام الشافعي يرحمه الله :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي
فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخـبرنـي بـأن الـعلم نــــــور
ونــور الله لا يــأتـي لـعـاصي
يقول الإمام ابن المنادى : ( إن للحفظ أسبابا .... منها احتشام المناقص جملة – أي : اجتناب المعايب – وذلك أن المرء إذا زجر نفسه وأقبل على الله بالموافقة ، وعت إذنه ، وصفا من الرين ذهنه ) .
والرين : ما يغطي القلب من غشاوة المعاصي ، كما قال تعالى : ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) .
فمن جاهد نفسه للبعد عن المعاصي فتح الله عز وجل قلبه لذكره ، وهداه لتدبر آيات كتابه ، ويسر عليه حفظه ومدارسته ، وفي ذلك يقول المولى سبحانه : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ) .
وقد أورد الإمام ابن كثير عن ابن أبي حاتم قوله في معنى هذه الآية : ( الذين يعملون بما يعلمون يهديهم الله لما لا يعلمون ) .

https://eioe.forum.st

م/حسن المصري

م/حسن المصري
المدير العام


3. اغتنام فترة الشباب وسنوات الصغر :
لأن الصغير أفرغ قلبا ، وأقل شغلا ، وقد حكي عن الأحنف بن قيس أنه سمع رجلا يقول : التعلم في الصغر كالنقش على الحجر .
فقال الأحنف : (( الكبير أكثر عقلا ، لكنه أشغل قلبا )) .
وينبغي لمن فاته مرحلة الشباب ألا يتهاون في الحفظ ، فإنه إذا فرغ قلبه عن المشاغل والهموم سيجد سهولة في حفظ القرآن الكريم لا يجدها في غيره ، قال تعالى : ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) وهذا من خصائص القرآن الكريم .
ولا تنس أخي المسلم أن الإنسان عندما يصل مرحلة الشيخوخة يضعف بصره ، وقد لا يقوى على قراءة القرآن من المصحف ، وعندما سيجد ما يحفظه في صدره كنزا يتلوه ويتهجد به ، وإن لم يكن قد حفظ من القرآن شيئا يذكر فما أعظم ندامته .
4. اغتنام أوقات الفراغ والنشاط :
فلا ينبغي لك أخي القارئ أن تحفظ في وقت الملل والتعب ، أو عندما يكون ذهنك مشغولا في أمر ما ؛ لأن هذا يمنع من تركيز الحفظ ، بل اختر وقت النشاط وراحة البال ، وحبذا لو جعلت ذلك بعد صلاة الفجر فهو أنفع الأوقات لمن نام مبكرا .
واغتنام أوقات النشاط مهم جدا ، فلتعرف من نفسك متى تستطيع أن تستنهضها ، ومتى ينبغي أن تريحها .

إذا هــبــت ريــاحك فاغتنمها
فـعـقبى كــــل خائـفـة سكـون
ولا تـغفل عن الإحـسان فيــها
فما تدري السكون متى يكون
ومن بدائع شعر الإمام الشافعي في الحث على اغتنام الأوقات في المبادرة للطاعات قوله رحمه الله :
إذا هــجــع الـنـوام أسـبلت عبرتي
وأنشدت بيتا وهو من ألطف الشعر
ألـيـس مـن الـخـسـران أن لـيـالـيـا
تمـر بلا علـم وتـحسب من عمري

https://eioe.forum.st

م/حسن المصري

م/حسن المصري
المدير العام


5. اختيار المكان المناسب :
وذلك بالبعد عن أماكن الضجيج والضوضاء ؛ لأن هذا يشغلك ويشتت ذهنك ، فلا تحاول أن تحفظ وأنت في بيتك بين أولادك ، أو في مكتبك ومحل وظيفتك بين زملائك وأصوات الناس من حولك ، أو في الطريق وأنت تقود سيارتك ، أو في متجرك أثناء البيع والشراء ، وتذكر قول الله تعالى : ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) . وخير مكان تختاره لحفظ القرآن الكريم بيوت الله لتنال الأجر مضاعفا ، أو في مكان هادئ لا ينشغل فيه سمعك وبصرك بما حولك .
6. الدافع الذاتي والعزيمة الصادقة :
الرغبة القوية الصادقة لها أكبر الأثر في تقوية الحفظ وتسهيله وتركيزه ، أما الذي يريد أن يحفظ تحت تأثير إلحاح والديه أو مدرسة دون اندفاع ذاتي فإنه لن يستمر طويلا ، ولابد أن يصاب بالفتور .
ويزداد الدافع الذاتي بالتشجيع المستمر ، وبيان أجر ومنزلة حفظة القرآن الكريم ومجالس القرآن ، وإذكاء روح التنافس في الحلقة أو البيت أو المدرسة ، وبصدق العزيمة تندحر وساوس الشياطين وتخنس النفس الأمارة . قال الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله : ( من صدق العزيمة يئس منه الشيطان ، ومتى كان العبد مترددا طمع فيه الشيطان وسوفه ومناه ) .
ولابد من التأكيد هنا على أهمية الصبر ومجاهدة النفس ، وتحمل الصعاب ، وعدم الاستسلام للكسل والفتور ، والدعوة إلى علو الهمة ، ولهذا كان الإمام ابن الجوزي رحمه الله يتحدث عن نفسه فيقول : ( لقد كنت في حلاوة طلبي للعلم ألقى من الشدائد ما هو عندي أحلى من العسل لأجل ما أطلب وأرجو ).
7. مشاركة الحواس :
تختلف إمكانات الناس وقدراتهم في الحفظ ، وتتفاوت قوة الحفظ بين شخص وآخر ، ولكن الاستفادة من عدة حواس يسهل الأمر ويرسخ الحفظ في الذاكرة .
فاحرص أخي القارئ على اشتراك حاسة النظر والسمع والنطق في ذلك ؛ لأن كل حاسة طريقا موصلا إلى الدماغ ، فإذا كثرت الطرق قوي الحفظ وترسخ .
ويكون ذلك بأن تبدأ حفظك بتلاوة جهرية لما تريد حفظه ، وأنت تنظر في الصفحة التي تتلوها ، مع تدقيق النظر وتكراره حتى تنطبع صورة الصفحة في ذاكرتك ، ويشارك سمعك في سماع التلاوة فيرتاح إليها ، وبخاصة إن كنت تقرأ مع التغني المحبب إلى النفس ، أما من يحفظ بالنظر إلى المصحف وهو ساكت ، أو عن طريق سماع تسجيل للقرآن دون أن ينظر في المصحف ، أو يكتفي أثناء حفظه بالقراءة بصوت خافت ، فكل هذه الطرق لا تؤدي إلى المطلوب بشكل ميسور .
ولتعلم أن الناس على قسمين :
منهم من يحفظ عن طريق السمع أكثر مما يحفظ بالنظر ، وهذا ذاكرته سمعية .
ومنهم من يحفظ عن طريق النظر أكثر ، فإذا قرأ المقطع من كتاب حفظه أكثر مما إذا سمعه وهذا ذاكرته بصرية ، فإن كنت من أولئك فاستعن بكثرة قراءة الآيات قبل حفظها مع إدامة النظر لفترة أطول في المصحف ، ثم أغلق المصحف واكتب بخط يدك الآيات التي حفظتها ، وبعد ذلك قارن بين ما كتبته وبين المصحف ، لتتعرف على أخطائك ومواطن الضعف في حفظك كي تعيد تثبيتها ومراجعتها .
وإذا لاحظت أنك تخطئ كثيرا في كلمة من كلمات القرآن أو تنساها كلما وصلت إليها في المراجعة ، فاربطها بذاكرتك بكلمة تشبهها من الكلمات المألوفة لديك ، وعندما تتذكر هذه بتلك .
وقد أرشدنا إلى هذه الوصية الإمام ابن المنادى ( رحمه الله ) حيث يقول : ( كذلك فليفعل المعلم بالتعلم ، يأمره إذا كان معتادا لنسيان كلمة من القرآن بأن يذكرها باسم معهود عنده ، أو شئ مألوف لديه يشبه اسمها ، فإنه يذكر ذلك إن شاء الله ) .
ثم استدل بقول علي لأبي موسى رضي الله عنهما : ( إن رسول الله أمرني أن أسأل الله الهدى والسداد ، اذكر الهدى بهداية الطريق ، اذكر السداد بتسديدات السهم ) .

https://eioe.forum.st

م/حسن المصري

م/حسن المصري
المدير العام


8. تحديد طبقة واحدة للمصحف :
ويفضل اختيار طبعة مصحف الحفاظ التي تبدأ كل صفحة فيها ببداية الآية ، وتنتهي بنهاية الآية ، وهذا الأمر له أثر كبير في ترسيخ صورة الصفحة في الذاكرة ، وإعادة تركيز هذه الصورة عند المراجعة .
أما إذا تغيرت طبعات المصاحف فإن هذا سيؤدي إلى انطباع صور مختلفة في الذهن ، وتشتيت الحفظ وعدم التركيز .
كما أوصيك أخي بالحرص على الاستعانة بمصحف الجيب أو المصحف المجزأ الموافق لطبعة المصحف الذي تحفظ فيه ، فهو خير أنيس ، كلما لاحظت فراغا أو نشاطا ، أينما كنت ، لتبادر إلى اغتنام الوقت في حفظ جديد ، أو مراجعة لحفظ سابق .
9. ضبط النطق :
وبعد اختيارك للزمان والمكان المناسبين وتحديد طبعة المصحف الذي ستحفظ فيه ، يجب عليك قبل بدء الحفظ تصحيح النطق وضبط الكلمات القرآنية بالقراءة على أحد المتقنين ، أو سماع المقطع الذي تريد حفظه بصوت أحد القراء من المسجل ، لكي تضمن عدم الوقوع في الخطأ ؛ لأن الكلمة التي تحفظها بشكل خاطئ يصعب عليك تصحيحها بعد أن رسخت في الذاكرة .
يقول الإمام ابن المنادى رحمه الله : ( ألا وإن للحفظ أسبابا ... منها أن يقرأ الإنسان على من هو أحفظ منه ؛ لأن الذي يقرئ أنفذ في التبصرة بخطأ المقترئ من المقترئ بخطأ نفسه ) .
فاحرص أخي المسلم على تلقي القرآن في مجالس القرآن والمشافهة عن الحفظة والمشايخ المتقنين ، لتسلم من الخطأ ، وتبدأ حفظك على أساس متين.
ولا يفوتني هنا أن أوصي إخواني مدرسي القرآن في المساجد والمدارس بالحرص على تصحيح تلاوة الطالب للمقطع الذي يريد حفظه ، وإرشاده إلى ضبط الكلمات التي يكثر الخطأ فيها ، مع مطالبته بتكرارها أمام زملائه ؛ وقاية لهم من احتمال الخطأ

https://eioe.forum.st

م/حسن المصري

م/حسن المصري
المدير العام


10. الحفظ المترابط :
ولا تنس أخي أن يكون حفظك مترابطا ، فكلما حفظت آية وتمكنت منها أعد قراءتها مع الآية التي قبلها ، ثم انتقل إلى آيات أخرى تربط بعضها ببعض حتى تكمل الصفحة ، وعندها ينبغي إعادة قراءتها وربط جميع آياتها قبل الانتقال إلى صفحة أخرى ، وكذلك عندما تكمل حفظ سورة ما ، لا تبدأ بغيرها حتى تعيد تكرارها ، لتضمن ترابط آياتها في ذاكرتك .
وإن عدم اتباع هذه الطريقة سيجعل حفظك غير مترابط ، وستجد نفسك بحاجة إلى من يذكرك ببداية كل آية عند تسميع الحفظ ، كما يجعلك تعاني صعوبة كبيرة أثناء المراجعة .
11. فهم المعاني :
ومما يساعد على ترابط الآيات وتسهيل الحفظ أن ترجع إلى بعض التفاسير المختصرة بين الحين والآخر لتفهم معاني تلك الآيات ولو على وجه الإجمال ، أو على الأقل استعن بكتاب : ( كلمات القرآن تفسير وبيان ) للشيخ حسنين محمد مخلوف ، فإن معرفة معاني الكلمات يساعد على توضيح المعنى الإجمالي للآيات .

https://eioe.forum.st

م/حسن المصري

م/حسن المصري
المدير العام


12. الحفظ المتقن :
بعض الشباب يقرأ المقطع مرتين أو ثلاثا فيظن أنه حفظ ، وينتقل إلى مقطع آخر حرصا على السرعة ، بسبب ضيق وقته أو تنافسه مع زميله ، أو إلحاح المدرس عليه ، وهذا لا يصح أبدا ولا يثمر , فالقليل الدائم خير من الكثير المنقطع ، والحفظ السريع يؤدي إلى النسيان السريع .
وهذه الظاهرة منتشرة جدا في صفوف الطلاب ، وسببها أحيانا الرضى عن النفس والغرور ، حيث يكتفي الطالب بقراءة المقطع مرات قليلة ، فإذا لاحظ أنه علق في ذاكرته انتقل إلى غيره ، ظنا منه أن هذا المستوى يكفي ، ويشجع على هذه الظاهرة تساهل بعض المدرسين أثناء التسميع .
والمطلوب ألا يتوقف الطالب عن الحفظ والتكرار بمجرد شعوره أنه حفظ هذه الآيات ، بل عليه أن يتقن الحفظ بزيادة تكرار تلك الآيات مرة بعد أخرى ؛ لأن كل تكرار جديد يرسخ الحفظ أكثر ، ويخفف الجهد أثناء المراجعة .
13. المداومة على التلاوة :
سارع إلى تلاوة القرآن كلما سنحت لك الفرصة ؛ لأن كثرة التلاوة تسهل الحفظ وترسخه ، وتعد من الطرق الرئيسية في المراجعة .
ولعلك تلاحظ أن بعض الصور والآيات التي تكثر تلاوتها والاستماع إليها لا يحتاج حفظها إلى عناء أبدا ، وإذا وصل الطالب في حفظه إليها يمر عليها بيسر ، ومن ذلك مثلا سورة ( الواقعة ) وسورة ( الملك ) وأواخر سورة ( الفرقان ) ، فضلا عن سور جزء ( عم ) وأواخر سورة ( البقرة ) .
وهنا يتميز طالب عن طالب ، فمن كانت عادته المداومة على التلاوة يوميا وتحديد مقدار يتلوه بلا انقطاع ، فإن الحفظ بالنسبة إليه سهل ميسور ، وسيلاحظ في كثير من الأحيان أن ما يريد حفظه يكاد أن يكون محفوظا من قبل ، وأما من كان قليل التلاوة ، ولا يتخذ لنفسه مقدارا محددا يتلوه كل يوم ، فإنه سيجد صعوبة أكبر في الحفظ .
ولا تنس أخي أن قراءة القران الكريم من أفضل العبادات والقربات إلى الله تعالى ، وأن كل حرف تتلوه لك به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها .
كما أن الإكثار من التلاوة للسور التي سبق حفظها يزيد من تمكينها وترسخيها في الذاكرة ، وبخاصة أثناء الصلاة ، فاحرص على مراجعة ما تحفظ ، بتلاوته في صلاتك ، ولا تنس أن قيام الليل والتهجد بركعات تتلو فيها ما تحفظه من كتاب الله يعد بابا عظيما من أبواب الطاعات ، وهو الذي يغبطك عليه من لم يتيسر له حفظ ما تحفظ من القرآن الكريم .
وقد أرشدنا الهادي البشير صلى الله عليه وسلم إلى هذا الطريق ، الذي هو دأب الصالحين ، لكي نرسخ حفظنا للقرآن ، وننجو من عاقبة النسيان ، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( وإذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره ، وإذا لم يقم به نسيه )

https://eioe.forum.st

م/حسن المصري

م/حسن المصري
المدير العام


14. الحفظ الإفرادي قليل الجدوى :
لأن عادة الإنسان أن يسوف فكلما خطر له أن يبادر للحفظ جاءته المشاغل ، ودعته نفسه إلى التأجيل ، وسرعان ما تفتر عزيمته ، أما الحفظ بمشاركة أخ أو أخوة آخرين ، يضعون لأنفسهم خطة ، ويشد كل منهم عضد أخيه ، ويحصل التنافس بينهم والعتاب على التقصير ، فهذا هو الطريق الموصل للهدف إن شاء الله .
وكم رأيت من شباب حفظوا عدة أجزاء في حلقات التحفيظ في المساجد ، ثم شغلوا عن الحضور إلى هذه الحلقات ، وظنوا أنهم يكملون المسير بأنفسهم ، وأنهم يستغنون عن الحفظ في الحلقة ، وإذا بهم تضعف همتهم ، ثم يتوقفون عن الحفظ ، والأدهى من ذلك أن أمثال هؤلاء يشغلون أحيانا بأمورهم وأعمالهم ، فيتركون مراجعة الحفظ السابق ، وتمضي الأيام وإذا بهم قد نسوا كل ما حفظوه وضيعوا كل ما جنوه .
ثم إن الحفظ الإفرادي يعرض الإنسان للوقوع في الخطأ أثناء نطق بعض الكلمات ، وقد يستمر هذا الخطأ مدة طويلة ، دون أن ينتبه ، ولكن عندما يسمع حفظه لأخ من إخوانه أو أستاذ في حلقة ، فإن الخطأ سيظهر .
فاختر لنفسك أخوة في الله تحفظ معهم ما تيسر لك من كتاب الله ، وتراجع معهم حفظك السابق ، وهذا أفضل ما يجتمع عليه الإخوة المتحابون في الله .
15. التدقيق في الآيات المتشابهة :
ملاحظة الآيات المتشابهة في بعض ألفاظها ، ومقارنة مواضع التشابه فيها مهم جدا ، فحبذا لو تسجل في دفتر خاص ما يمر معك أثناء الحفظ من تشابه بين الآيات ، لتستحضر مواضع التشابه أثناء المراجعة .
والملاحظ عند بعض الطلاب الذين لا يهتمون بمواضع التشابه بين الآيات ، أنهم يقعون أثناء التسميع في الخطأ بسبب ذلك ، حيث تشتبه عليهم آية ما مع ما يشابهها في سورة أخرى ، وإذا بهم ينتقلون دون أن يشعروا إلى السورة التالية ، وقد ينتقلون إلى ثالثة ورابعة أثناء التسميع إذا كانت هناك عدة مواضع لهذا التشابه . ولهذا كان الطريق الأمثل للحفظ المتقن أن تركز على مواضع التشابه ، وتلاحظها ، وتبذل الجهد في الاهتمام بها .
وقد ألف العلماء كتبا عديدة في ذلك ، ومن أبرزها : ( متشابه القرآن العظيم)
للإمام أبي الحسن ابن المنادى ، المتوفى سنة (166هـ ) ، وكتاب ( أسرار التكرار في القرآن ) لتاج القراء محمود بن حمزة الكرماني ، من علماء القرن الخامس الهجري ، كما ألف بعضهم منظومات شعرية في هذا الموضوع لتسهيل حفظها على الطلاب ، ومنها ( نظم متشابه القرآن ) للشيخ محمد التشيتي ، من علماء القرن الحادي عشر الهجري .
يقول الإمام ابن المنادى رحمه الله في بيان أهمية معرفة المواضع المتشابهة من آيات القرآن الكريم : ( إن معرفة مواضع التشابه يساعد في تقوية حفظ الحافظ وتدريب المتحفظ ، وقد وضع فريق من القراء هذا النوع ، ولقبوه (المتشابه) ، ردا من سوء الحفظ ) .
فاحرص – أخي الحبيب – على هذه الوصايا والفوائد ، وبادر إلى حفظ كتاب الله عز وجل وتدبر آياته والتمسك بهديه ، فهو النور المبين والصراط المستقيم .
( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين "15" يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم "16" )

https://eioe.forum.st

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى