البسملة
خبرة عملية
عندما كنت أحضر لشهادة الدكتوراة في مجال الطب النفسي وأثناء التدرّب في كورس طب نفسي الأطفال في مركز الطب النفسي بمستشفى السلمانية بالمنامة – مملكة البحرين الشقيقة كانت هناك ظاهرة تخريب الممتلكات العامة بواسطة أطفال أحداث أو يافعين، وذلك بإحراق محطات الكهرباء وإتلاف إطارات السيارات وغير ذلك من السلوكيات السلبية، عندها خطرت للمشرف العام على خدمات الطب النفسي للأطفال والمراهقين فكرة إجراء بحث ودراسة علمية بهذا الخصوص.
وبدلاً من الذهاب إلى عقاب هؤلاء الأطفال واليافعين ذهبنا لدراسة الموضوع وسألنا أنفسنا ألا يمكن لهؤلاء الأطفال أن يتوقفوا عن أعمالهم التخريبية، ألا يمكنهم اكتساب مهارات جديدة وسلوكيات جديدة تكون في صالحهم وصالح المجتمع الذي يعيشون فيه، فأجرينا دراسة لمجموعة من الطلاب الذين لوحظ عليهم بعض الملاحظات بهذا الخصوص وقمنا بتحديد المشاكل السلوكية وتحديد المهارات الاجتماعية اللازمة والمراد اكتسابها وأخذنا في الحسبان تقييم الأسرة (الوالدين) والمعلم في المدرسة والممرضات في وحدة طب نفسي الأطفال لهؤلاء الأحداث، وقدمنا لهم دورة تعليم المهارات الاجتماعية بخطواتها العلمية المدروسة وأعدنا الدراسة والتقييم بعد الدورة (شهر ونصف) وبعد مضي سنة من هذه الدورة فوجدنا أن الأطفال اكتسبوا المهارات التي درست لهم واحتفظوا بها حتى بعد مضي زمن عليها وبهذا ساعدنا في تقليل حجم المشكلة الاجتماعية والسياسية بإسلوب علمي حديث.
ومن هنا تأتي أهمية برامج تعديل السلوك الخاطيء لدى الأطفال وطلاب المدارس بمختلف فئاتهم.
الشروط التي يجب توفــرها قبل تعديل أي
سلوك خاطــــيء:
1. الاستقرار النفسي والعاطفي للمربي (الوالد والوالدة وغيرهما).
( فليس من المعقول تعديل سلوك أبناؤنا ونحن غاضبون أو ثائرون مثلاً).
2. تعلم الأساليب التربوية المختلفة وكيفية تطبيقها.
3. تعاون جميع من لهم دور في تربية الأطفال في تطبيق هذه الأساليب لضمان فعاليتها.
4. القناعة بإمكانية التغيير والتعديل فالعملية التربوية تحتاج لوقت طويل فهي عملية بناء مستمر.
5. معرفة أهمية هذه الأساليب ونتائجها الإيجابية على الفرد والأسرة والمجتمع.
6. أهمية الاستعانة با لله عز وجل والاستنارة بهدي الحبيب صلى الله عليه وسلم ونهل فيض المعرفة من سنته وسيرته عليه الصلاة والسلام فهو معلم البشرية الخير والهادي إلى صراط الله المستقيم.
7. الاتصال الروحي با لله عز وجل والارتباط الديني بتعاليم الإسلام يجعل للعملية التربوية علاقة عمودية ( بين الفرد وربه ) غير العلاقة الأفقية المحدودة ( بين الأفراد فيما بينهم ) والتي تتعامل مع الإنسان بمادية بحته فالهدف ليس تعديل سلوك خاطيء فحسب إنما تأسيس جيل صالح من الشباب المسلم.
8. كسب ثقة الطفل وخلق جو جديد مبني على الاحترام والتقدير المتبادل.
9. تهيئة الطفل وشرح الأساليب التربوية له وتبسيطها له حسب سنه ليكون له دور فعال في عملية تعديل السلوك ويستعيد ثقته بنفسه.
10. اختيار الوقت المناسب والسلوك المراد تغييره حسب الأولوية والأهمية.
لماذا لا يتعلم كل الأطفال السلوكيات الاجتماعية المرغوبة؟
• ربما لأنهم لا يعرفونها أساساً فهم بحاجة إلى تعليم.
• ربما يعرفونها لكن لا يعرفون كيف يطبقونها فهم بحاجة إلى ممارسة وتطبيق.
• أو ربما هناك أسباب عاطفية تحول دون تطبيق السلوك المرغوب.
• بل هناك بعض الأطفال الذين يمارسون سلوكيات غير مرغوبة، لماذا؟ (ليس لأنهم أشقياء، أشرار، أطفال آخر زمن) بل لأنه تم تعزيز هذه السلوكيات الخاطئة من بيئتهم ولم يتم تعزيز السلوكيات الصحيحة، مثل ذلك الطفل الصغير الذي ينطق أول ما ينطق بشتيمة معينة... فتجد البعض يضحك له ويظهر علامات الاستغراب والبهجة والتي تدل على الموافقة مع أن ما فعله يعتبر غير صحيح ... ومع مرور الوقت وبتصرفنا هذا تعزز هذه الشتيمة فيه ويستمر الطفل في تردادها.
خطوات التعليم المنظم
• التعلم بالإقتداء والمشاهدة والتقليد.
• لعب الأدوار (إظهار السلوكيات المكتسبة عن طريق التمثيل).
• ردة فعل الآخرين لأداء الطفل في الدور الذي لعبه.
• نقل هذه الخبرة المكتسبة إلى الواقع ليتدرب عليها الطفل.
كيفية تعديل السلوك الخاطـــيء
1. يجب أن نبعد مشاكلنا النفسية وخلافاتنا الشخصية ولا ندعها تؤثر على أسلوبنا في التعامل مع أطفالنا فبعض الأمهات للأسف إذا كانت غاضبة من زوجها تفرغ جم غضبها في أطفالها (تشفي غليلها فيهم).
2. يجب أن يكون الهدف هو الإصلاح والتقويم وليس العقاب في حد ذاته.
3. يجب أن نفرق بين شخصية الطفل وهويته وبين ما ارتكبه من سلوكيات، فمثلاً عندما يرتكب طفل ما خطأ تجد الوالد ينهال عليه بالزجر والنهي وربما السب والشتم وربما الضرب (يا كذا ... يا كذا ... ياللي فيك ... ويخطيك) وهذا يؤدي إلى تحطيم شخصية الطفل وتقليل معنوياته وثقته بنفسه والصحيح أن نتعامل بأسلوب (أب الدقيقة الواحدة) نصفها الأول مدح وثناء للطفل والنصف الثاني توضيح للخطأ الذي صدر عنه مثال (أنت يا ابني كويس، طيب، ممتاز لكن التصرف هذا خطأ... التصرف هذا كذا وكذا...)، وبهذه الطريقة نكون قد صححنا السلوك الخاطيء مع الاحتفاظ بمعنويات مرتفعة للطفل ومستوى جيد من الثقة بالنفس لديه.
4. يجب علينا مسبقاً أن نعرف احتياجات أطفالنا العاطفية والفكرية ونغمرهم بالعطف والحنان والحب والرحمة كل حسب احتياجاته، والخطأ الحاصل في معظم الأحيان هو أننا مشغولون عنهم ولا نلتفت إليهم إلا بعد صدور أخطاء منهم ربما تكون هذه السلوكيات الخاطئة بمثابة لفت انتباه لنا لنهتم بهم ونشاركهم.
5. إذا حصل سلوك مرغوب فعلينا أن نعززه تعزيزاً إيجابياً بمكافأة أو هدية أو كلمة شكر أو ضمة حب أو ابتسامة رضا. أما إذا حصل سلوك غير مرغوب فيه فعلينا أن نتجاهله لكي لا نعززه باهتمامنا له إلى أن ينطفيء هذا السلوك ويتلاشى شيئاً فشيئاً.
6. يمكننا أن نستخدم التعزيز السلبي وذلك بسحب معزز كانوا يحصلون عليه بصورة تلقائية كحرمانهم من مشاهدة برنامجهم التلفزيوني المفضل مثلاً.
7. بعـــد ذلك كله يمكننا أن نستخدم أســـلوب عقابياً مناسبـاً لحجم المشكلة مثل:
• الإرشاد إلى الخطأ بالتوجيــه.
• الإرشاد إلى الخطأ بالملاطفة.
• الإرشاد إلى الخطأ بالإرشــاد.
• الإرشاد إلى الخطأ بالتوبيــخ.
• الإرشاد إلى الخطأ بالهجــــر.
• الإرشاد إلى الخطأ بالحرمـان.
• والبعد كل البعد عن الضرب.
د:احمد بن حفيظ
خبرة عملية
عندما كنت أحضر لشهادة الدكتوراة في مجال الطب النفسي وأثناء التدرّب في كورس طب نفسي الأطفال في مركز الطب النفسي بمستشفى السلمانية بالمنامة – مملكة البحرين الشقيقة كانت هناك ظاهرة تخريب الممتلكات العامة بواسطة أطفال أحداث أو يافعين، وذلك بإحراق محطات الكهرباء وإتلاف إطارات السيارات وغير ذلك من السلوكيات السلبية، عندها خطرت للمشرف العام على خدمات الطب النفسي للأطفال والمراهقين فكرة إجراء بحث ودراسة علمية بهذا الخصوص.
وبدلاً من الذهاب إلى عقاب هؤلاء الأطفال واليافعين ذهبنا لدراسة الموضوع وسألنا أنفسنا ألا يمكن لهؤلاء الأطفال أن يتوقفوا عن أعمالهم التخريبية، ألا يمكنهم اكتساب مهارات جديدة وسلوكيات جديدة تكون في صالحهم وصالح المجتمع الذي يعيشون فيه، فأجرينا دراسة لمجموعة من الطلاب الذين لوحظ عليهم بعض الملاحظات بهذا الخصوص وقمنا بتحديد المشاكل السلوكية وتحديد المهارات الاجتماعية اللازمة والمراد اكتسابها وأخذنا في الحسبان تقييم الأسرة (الوالدين) والمعلم في المدرسة والممرضات في وحدة طب نفسي الأطفال لهؤلاء الأحداث، وقدمنا لهم دورة تعليم المهارات الاجتماعية بخطواتها العلمية المدروسة وأعدنا الدراسة والتقييم بعد الدورة (شهر ونصف) وبعد مضي سنة من هذه الدورة فوجدنا أن الأطفال اكتسبوا المهارات التي درست لهم واحتفظوا بها حتى بعد مضي زمن عليها وبهذا ساعدنا في تقليل حجم المشكلة الاجتماعية والسياسية بإسلوب علمي حديث.
ومن هنا تأتي أهمية برامج تعديل السلوك الخاطيء لدى الأطفال وطلاب المدارس بمختلف فئاتهم.
الشروط التي يجب توفــرها قبل تعديل أي
سلوك خاطــــيء:
1. الاستقرار النفسي والعاطفي للمربي (الوالد والوالدة وغيرهما).
( فليس من المعقول تعديل سلوك أبناؤنا ونحن غاضبون أو ثائرون مثلاً).
2. تعلم الأساليب التربوية المختلفة وكيفية تطبيقها.
3. تعاون جميع من لهم دور في تربية الأطفال في تطبيق هذه الأساليب لضمان فعاليتها.
4. القناعة بإمكانية التغيير والتعديل فالعملية التربوية تحتاج لوقت طويل فهي عملية بناء مستمر.
5. معرفة أهمية هذه الأساليب ونتائجها الإيجابية على الفرد والأسرة والمجتمع.
6. أهمية الاستعانة با لله عز وجل والاستنارة بهدي الحبيب صلى الله عليه وسلم ونهل فيض المعرفة من سنته وسيرته عليه الصلاة والسلام فهو معلم البشرية الخير والهادي إلى صراط الله المستقيم.
7. الاتصال الروحي با لله عز وجل والارتباط الديني بتعاليم الإسلام يجعل للعملية التربوية علاقة عمودية ( بين الفرد وربه ) غير العلاقة الأفقية المحدودة ( بين الأفراد فيما بينهم ) والتي تتعامل مع الإنسان بمادية بحته فالهدف ليس تعديل سلوك خاطيء فحسب إنما تأسيس جيل صالح من الشباب المسلم.
8. كسب ثقة الطفل وخلق جو جديد مبني على الاحترام والتقدير المتبادل.
9. تهيئة الطفل وشرح الأساليب التربوية له وتبسيطها له حسب سنه ليكون له دور فعال في عملية تعديل السلوك ويستعيد ثقته بنفسه.
10. اختيار الوقت المناسب والسلوك المراد تغييره حسب الأولوية والأهمية.
لماذا لا يتعلم كل الأطفال السلوكيات الاجتماعية المرغوبة؟
• ربما لأنهم لا يعرفونها أساساً فهم بحاجة إلى تعليم.
• ربما يعرفونها لكن لا يعرفون كيف يطبقونها فهم بحاجة إلى ممارسة وتطبيق.
• أو ربما هناك أسباب عاطفية تحول دون تطبيق السلوك المرغوب.
• بل هناك بعض الأطفال الذين يمارسون سلوكيات غير مرغوبة، لماذا؟ (ليس لأنهم أشقياء، أشرار، أطفال آخر زمن) بل لأنه تم تعزيز هذه السلوكيات الخاطئة من بيئتهم ولم يتم تعزيز السلوكيات الصحيحة، مثل ذلك الطفل الصغير الذي ينطق أول ما ينطق بشتيمة معينة... فتجد البعض يضحك له ويظهر علامات الاستغراب والبهجة والتي تدل على الموافقة مع أن ما فعله يعتبر غير صحيح ... ومع مرور الوقت وبتصرفنا هذا تعزز هذه الشتيمة فيه ويستمر الطفل في تردادها.
خطوات التعليم المنظم
• التعلم بالإقتداء والمشاهدة والتقليد.
• لعب الأدوار (إظهار السلوكيات المكتسبة عن طريق التمثيل).
• ردة فعل الآخرين لأداء الطفل في الدور الذي لعبه.
• نقل هذه الخبرة المكتسبة إلى الواقع ليتدرب عليها الطفل.
كيفية تعديل السلوك الخاطـــيء
1. يجب أن نبعد مشاكلنا النفسية وخلافاتنا الشخصية ولا ندعها تؤثر على أسلوبنا في التعامل مع أطفالنا فبعض الأمهات للأسف إذا كانت غاضبة من زوجها تفرغ جم غضبها في أطفالها (تشفي غليلها فيهم).
2. يجب أن يكون الهدف هو الإصلاح والتقويم وليس العقاب في حد ذاته.
3. يجب أن نفرق بين شخصية الطفل وهويته وبين ما ارتكبه من سلوكيات، فمثلاً عندما يرتكب طفل ما خطأ تجد الوالد ينهال عليه بالزجر والنهي وربما السب والشتم وربما الضرب (يا كذا ... يا كذا ... ياللي فيك ... ويخطيك) وهذا يؤدي إلى تحطيم شخصية الطفل وتقليل معنوياته وثقته بنفسه والصحيح أن نتعامل بأسلوب (أب الدقيقة الواحدة) نصفها الأول مدح وثناء للطفل والنصف الثاني توضيح للخطأ الذي صدر عنه مثال (أنت يا ابني كويس، طيب، ممتاز لكن التصرف هذا خطأ... التصرف هذا كذا وكذا...)، وبهذه الطريقة نكون قد صححنا السلوك الخاطيء مع الاحتفاظ بمعنويات مرتفعة للطفل ومستوى جيد من الثقة بالنفس لديه.
4. يجب علينا مسبقاً أن نعرف احتياجات أطفالنا العاطفية والفكرية ونغمرهم بالعطف والحنان والحب والرحمة كل حسب احتياجاته، والخطأ الحاصل في معظم الأحيان هو أننا مشغولون عنهم ولا نلتفت إليهم إلا بعد صدور أخطاء منهم ربما تكون هذه السلوكيات الخاطئة بمثابة لفت انتباه لنا لنهتم بهم ونشاركهم.
5. إذا حصل سلوك مرغوب فعلينا أن نعززه تعزيزاً إيجابياً بمكافأة أو هدية أو كلمة شكر أو ضمة حب أو ابتسامة رضا. أما إذا حصل سلوك غير مرغوب فيه فعلينا أن نتجاهله لكي لا نعززه باهتمامنا له إلى أن ينطفيء هذا السلوك ويتلاشى شيئاً فشيئاً.
6. يمكننا أن نستخدم التعزيز السلبي وذلك بسحب معزز كانوا يحصلون عليه بصورة تلقائية كحرمانهم من مشاهدة برنامجهم التلفزيوني المفضل مثلاً.
7. بعـــد ذلك كله يمكننا أن نستخدم أســـلوب عقابياً مناسبـاً لحجم المشكلة مثل:
• الإرشاد إلى الخطأ بالتوجيــه.
• الإرشاد إلى الخطأ بالملاطفة.
• الإرشاد إلى الخطأ بالإرشــاد.
• الإرشاد إلى الخطأ بالتوبيــخ.
• الإرشاد إلى الخطأ بالهجــــر.
• الإرشاد إلى الخطأ بالحرمـان.
• والبعد كل البعد عن الضرب.
د:احمد بن حفيظ