مصراوي للإلكترونيات وخدمات الصيانة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مصراوي للإلكترونيات وخدمات الصيانة

lcd,tv,رسيفر,تليفزيون,شاشه,كمبيوتر,سوفت,برامج,بلازما.توشيبا,شحن فلاشه,


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

حلقات من القصص المؤثره

انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 2 من اصل 2]

1حلقات من القصص المؤثره - صفحة 2 Empty حلقات من القصص المؤثره الإثنين 5 أبريل - 13:14

م/حسن المصري

م/حسن المصري
المدير العام


تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

سم الله الرحمن
الرحيم

إنها قصة فتاً آمن، فصبر وثبت،
فآمنت معه قريته.


لقد كان غلاما نبيها، ولم يكن قد آمن بعد. وكان يعيش في قرية ملكها كافر
يدّعي الألوهية. وكان للملك ساحر يستعين به. وعندما تقدّم العمر بالساحر،
طلب من الملك أن يبعث له غلاما يعلّمه السحر ليحلّ محله بعد موته. فاختير
هذا الغلام وأُرسل للساحر.

فكان الغلام يذهب للساحر ليتعلم منه، وفي طريقه كان يمرّ على راهب. فجلس
معه مرة وأعجبه كلامه. فصار يجلس مع الراهب في كل مرة يتوجه فيها إلى
الساحر. وكان الساحر يضربه إن لم يحضر. فشكى ذلك للراهب. فقال له الراهب:
إذا خشيت الساحر فقل حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل حبسني الساحر.

وكان في طريقه في أحد الأيام، فإذا بحيوان عظيم يسدّ طريق الناس. فقال
الغلام في نفسه، اليوم أعلم أيهم أفضل، الساحر أم الراهب. ثم أخذ حجرا
وقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة
حتى يمضي الناس. ثم رمى الحيوان فقلته، ومضى الناس في طريقهم. فتوجه الغلام
للراهب وأخبره بما حدث. فقال له الراهب: يا بنى، أنت اليوم أفضل مني، وإنك
ستبتلى، فإذا ابتليت فلا تدلّ عليّ.

وكان الغلام بتوفيق من الله يبرئ الأكمه والأبرص ويعالج الناس من جميع
الأمراض. فسمع به أحد جلساء الملك، وكان قد فَقَدَ بصره. فجمع هدايا كثرة
وتوجه بها للغلام وقال له: أعطيك جميع هذه الهداية إن شفيتني. فأجاب
الغلام: أنا لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله تعالى، فإن آمنت بالله دعوت الله
فشفاك. فآمن جليس الملك، فشفاه الله تعالى.

فذهب جليس الملجس، وقعد بجوار الملك كما كان يقعد قبل أن يفقد بصره. فقال
له الملك: من ردّ عليك بصرك؟ فأجاب الجليس بثقة المؤمن: ربّي. فغضب الملك
وقال: ولك ربّ غيري؟ فأجاب المؤمن دون تردد: ربّي وربّك الله. فثار الملك،
وأمر بتعذيبه. فلم يزالوا يعذّبونه حتى دلّ على الغلام.

أمر الملك بإحضار الغلام، ثم قال له مخاطبا: يا بني، لقد بلغت من السحر
مبلغا عظيما، حتى أصبحت تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل. فقال الغلام: إني
لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله تعالى. فأمر الملك بتعذيبه. فعذّبوه حتى دلّ
على الراهب.

فأُحضر الراهب وقيل له: ارجع عن دينك. فأبى الراهب ذلك. وجيئ بمشار، ووضع
على مفرق رأسه، ثم نُشِرَ فوقع نصفين. ثم أحضر جليس الملك، وقيل له: ارجع
عن دينك. فأبى. فَفُعِلَ به كما فُعِلَ بالراهب. ثم جيئ بالغلام وقيل له:
ارجع عن دينك. فأبى الغلام. فأمر الملك بأخذ الغلام لقمة جبل، وتخييره
هناك، فإما أن يترك دينه أو أن يطرحوه من قمة الجبل.

فأخذ الجنود الغلام، وصعدوا به الجبل، فدعى الفتى ربه: اللهم اكفنيهم بما
شئت. فاهتزّ الجبل وسقط الجنود. ورجع الغلام يمشي إلى الملك. فقال الملك:
أين من كان معك؟ فأجاب: كفانيهم الله تعالى. فأمر الملك جنوده بحمل الغلام
في سفينة، والذهاب به لوسط البحر، ثم تخييره هناك بالرجوع عن دينه أو
إلقاءه.

فذهبوا به، فدعى الغلام الله: اللهم اكفنيهم بما شئت. فانقلبت بهم السفينة
وغرق من كان عليها إلا الغلام. ثم رجع إلى الملك. فسأله الملك باستغراب:
أين من كان معك؟ فأجاب الغلام المتوكل على الله: كفانيهم الله تعالى. ثم
قال للملك: إنك لن تستطيع قتلي حتى تفعل ما آمرك به. فقال الملك: ما هو؟
فقال الفتى المؤمن: أن تجمع الناس في مكان واحد، وتصلبي على جذع، ثم تأخذ
سهما من كنانتي، وتضع السهم في القوس، وتقول "بسم الله ربّ الغلام" ثم
ارمني، فإن فعلت ذلك قتلتني.

استبشر الملك بهذا الأمر. فأمر على الفور بجمع الناس، وصلب الفتى أمامهم.
ثم أخذ سهما من كنانته، ووضع السهم في القوس، وقال: باسم الله ربّ الغلام،
ثم رماه فأصابه فقتله.

فصرخ الناس: آمنا بربّ الغلام. فهرع أصحاب الملك إليه وقالوا: أرأيت ما كنت
تخشاه! لقد وقع، لقد آمن الناس.

فأمر الملك بحفر شقّ في الأرض، وإشعال النار فيها. ثم أمر جنوده، بتخيير
الناس، فإما الرجوع عن الإيمان، أو إلقائهم في النار. ففعل الجنود ذلك، حتى
جاء دور امرأة ومعها صبي لها، فخافت أن تُرمى في النار. فألهم الله الصبي
أن يقول لها: يا أمّاه اصبري فإنك على الحق.


-------

* ورد ذكر القصة في سورة البروج الآيات 4-9، وتفصيلها في صحيح الإمام مسلم

ولنا عودة مع قصة جديدة واقعية ومؤثرة بإذن الله تعالى والسلام عليكم ورحمة
الله وبركاته.



اللهم اشغلني بما خلقتني له ...
ولا تشغلني بما خلقته
لي ...



عدل سابقا من قبل م/حسن المصري في الإثنين 5 أبريل - 13:28 عدل 1 مرات

https://eioe.forum.st

26حلقات من القصص المؤثره - صفحة 2 Empty رد: حلقات من القصص المؤثره الإثنين 5 أبريل - 13:20

م/حسن المصري


المدير العام


ورد
ذكر القصة في سورة الكهف الآيات 9-26.
إبحث في القرآن الكريم

حلقات من القصص المؤثره - صفحة 2 Eekحلقات من القصص المؤثره - صفحة 2 Rolleyesحلقات من القصص المؤثره - صفحة 2 Frown
---

القصة:

في زمان ومكان غير معروفين لنا الآن، كانت توجد قرية مشركة. ضل ملكها
وأهلها عن الطريق المستقيم، وعبدوا مع الله مالا يضرهم ولا ينفعهم. عبدوهم
من غير أي دليل على ألوهيتهم. ومع ذلك كانوا يدافعون عن هذه الآلهة
المزعومة، ولا يرضون أن يمسها أحد بسوء. ويؤذون كل من يكفر بها، ولا
يعبدها.

في هذه المجتمع الفاسد، ظهرت مجموعة من الشباب العقلاء. ثلة قليلة حكّمت
عقلها، ورفضت السجود لغير خالقها، الله الذي بيده كل شيء. فتية، آمنوا
بالله، فثبتهم وزاد في هداهم. وألهمهم طريق الرشاد.

لم يكن هؤلاء الفتية أنبياء ولا رسلا، ولم يتوجب عليهم تحمل ما يتحمله
الرسل في دعوة أقواهم. إنما كانوا أصحاب إيمان راسخ، فأنكروا على قومهم
شركهم بالله، وطلبوا منهم إقامة الحجة على وجود آلهة غير الله. ثم قرروا
النجاة بدينهم وبأنفسهم بالهجرة من القرية لمكان آمن يعبدون الله فيه.
فالقرية فاسدة، وأهلها ضالون.

عزم الفتية على الخروج من القرية، والتوجه لكهف مهجور ليكون ملاذا لهم.
خرجوا ومعهم كلبهم من المدينة الواسة، للكهف الضيق. تركوا وراءهم منازلهم
المريحة، ليسكنوا كهفا موحشا. زهدوا في الأسرّية الوثيرة، والحجر الفسيحة،
واختاروا كهفا ضيقا مظلما.

إن هذا ليس بغريب على من ملأ الإيمان قلبه. فالمؤمن يرى الصحراء روضة إن
أحس أن الله معه. ويرى الكهف قصرا، إن اختار الله له الكهف. وهؤلاء ما
خرجوا من قريتهم لطلب دنيا أو مال، وإنما خرجوا طمعا في رضى الله. وأي مكان
يمكنهم فيه عبادة الله ونيل رضاه سيكون خيرا من قريتهم التي خرجوا منها.

استلقى الفتية في الكهف، وجلس كلبهم على باب الكهف يحرسه. وهنا حدثت معجزة
إلاهية. لقد نام الفتية ثلاثمئة وتسع سنوات. وخلال هذه المدة، كانت الشمس
تشرق عن يمين كهفهم وتغرب عن شماله، فلا تصيبهم أشعتها في أول ولا آخر
النهار. وكانوا يتقلبون أثناء نومهم، حتى لا تهترئ أجاسدهم. فكان الناظر
إليهم يحس بالرعب. يحس بالرعب لأنهم نائمون ولكنهم كالمستيقظين من كثرة
تقلّبهم.

بعد هذه المئين الثلاث، بعثهم الله مرة أخرى. استيقضوا من سباتهم الطويل،
لكنهم لم يدركوا كم مضى عليهم من الوقت في نومهم. وكانت آثار النوم الطويل
بادية عليهم. فتساءلوا: كم لبثنا؟! فأجاب بعضهم: لبثنا يوما أو بعض يوم.
لكنهم تجاوزوا بسرعة مرحلة الدهشة، فمدة النوم غير مهمة. المهم أنهم
استيقظوا وعليهم أن يتدبروا أمورهم.

فأخرجوا النقود التي كانت معهم، ثم طلبوا من أحدهم أن يذهب خلسة للمدينة،
وأن يشتري طعاما طيبا بهذه النقود، ثم يعود إليهم برفق حتى لا يشعر به أحد.
فربما يعاقبهم جنود الملك أو الظلمة من أهل القرية إن علموا بأمرهم. قد
يخيرونهم بين العودة للشرك، أو الرجم حتى الموت.

خرج الرجل المؤمن متوجها للقرية، إلا أنها لم تكن كعهده بها. لقد تغيرت
الأماكن والوجوه. تغيّرت البضائع والنقود. استغرب كيف يحدث كل هذا في يوم
وليلة. وبالطبع، لم يكن عسيرا على أهل القرية أن يميزوا دهشة هذا الرجل.
ولم يكن صبعا عليهم معرفة أنه غريب، من ثيابه التي يلبسها ونقوده التي
يحملها.

لقد آمن المدينة التي خرج منها الفتية، وهلك الملك الظالم، وجاء مكانه رجل
صالح. لقد فرح الناس بهؤلاء الفتية المؤمنين. لقد كانوا أول من يؤمن من هذه
القرية. لقد هاجروا من قريتهم لكيلا يفتنوا في دينهم. وها هم قد عادوا.
فمن حق أهل القرية الفرح. وذهبوا لرؤيتهم.

وبعد أن ثبتت المعجزة، معجزة إحياء الأموات. وبعدما استيقنت قلوب أهل
القرية قدرة الله سبحانه وتعالى على بعث من يموت، برؤية مثال واقي ملموس
أمامهم. أخذ الله أرواح الفتية. فلكل نفس أجل، ولا بد لها أن تموت. فاختلف
أهل القرية. فمن من دعى لإقامة بنيان على كهفهم، ومنهم من طالب ببناء مسجد،
وغلبت الفئة الثانية.

لا نزال نجهل كثيرا من الأمور المتعلقة بهم. فهل كانوا قبل زمن عيسى عليه
السلام، أم كانوا بعده. هل آمنوا بربهم من من تلقاء نفسهم، أم أن أحد
الحواريين دعاهم للإيمان. هل كانوا في بلدة من بلاد الروم، أم في فلسطين.
هل كانوا ثلاثة رابعهم كلبهم، أم خمسة سادسهم كلبهم، أم سبعة وثامنهم
كلبهم. كل هذه أمور مجهولة. إلا أن الله عز وجل ينهانا عن الجدال في هذه
الأمور، ويأمرنا بإرجاع علمهم إلى الله. فالعبرة ليست في العدد، وإنما فيما
آل إليه الأمر. فلا يهم إن كانوا أربعة أو ثمانية، إنما المهم أن الله
أقامهم بعد أكثر من ثلاثمئة سنة ليرى من عاصرهم قدرة على بعث من في القبور،
ولتتناقل الأجيال خبر هذه المعجزة جيلا بعد جيل.

https://eioe.forum.st

27حلقات من القصص المؤثره - صفحة 2 Empty رد: حلقات من القصص المؤثره الإثنين 5 أبريل - 13:20

م/حسن المصري


المدير العام


ريما والقناة الفضائية



وقفت ريما أمام المرآة تضع أحمر الشفاة الصارخ ماركة كريستيان ديور !! كانت
تدندن بأغنية بوب سمعتها البارحة في برنامج TOP 10...!! لبست ساعة شوبارد
في معصمها ..ووضعت مثبت التسريحة بعد أن أنهت تصفيف شعرها على طريقة سيندي
كروفورد ..!!


نادت عليها أمها : ريما!!your driver is waiting !! ردت ريما : ok mommy i
am coming soon !! ...
لبست كعبها العالي من فرساتشي ! ثم خرجت ..آه لقدنسيت !..عادت لتحمل شنطة
يدها ماركة لويس فيتون !..ثم خرجت مرة أخرى..آه كدت أنسى !..عادت مرة
أخرى...وضعت ذلك العطر الأخّاذ... عطر ألور شانيل ! ثم استشرفت !! ركبت مع
السائق الذي أخذ به ذلك العطر كل مأخذ ! وأجال ببصره فيها بإمعان !! كانت
سعيدة بهذه النظرة فهي تذكرها بتلك الدعاية الفضائيّة لذلك العطر الذي كانت
تضعه تلك المرأة التي ما إن تمر على أحد من الرجال إلا وأخذت بعقله !!
كانت فرحة بتلك النظرة !! قال السائق : إلى أين يا سيدتي ؟؟ قالت : إلى
مبنى التلفزيون !..فسوف يكون هناك حوار فضائي ...وسأكون من ضمن
الحضور...سارت السيّارة على الطريق البحري ...أمرت ريما السائق أن يضع
شريطها المفضل للمطرب prince وأغنية silly girl على وجه الخصوص !!!! مرت
السيّارة على طريق الشاطىء..نظرت ريما للبحر..وتذكرت حين كانت تتمشى على
شواطىء المونت كارلو! في الصيف الماضي !! زفرت المسكينة زفرات...وصلت
السيارة الى المبنى قبل الوقت المحدد بدقائق ! دخلت ريما الصالة ..بحثت لها
عن مقعد..! لكنه لم تجد إلا واحداً بجانب فتاة محجبة !! اشمأزت أن تظهرها
الكاميرا وبجانبها هذه المحجبة ! ذات الكيس الأسود ! والخيمة الغريبة !
لكنها خضعت للأمر الواقع ! وجلست ! كان عنوان الندوة الغزو الفكري بين
الحقيقة والخيال !!!...بدأ الحوار..تكلم الطرف الأول..وكان شيخاً !..ذكر
أدلة ثبوت الغزو الفكري من نقولات الغربيين أنفسهم...ومحاولاتهم الكثيرة
لدّك حصون الهوية الدينيّة والثقافيّة والسياسية..وسحق كل الثوابت التي تقف
حجر عثرة في سبيل هيمنة الرجل الأبيض !! كانت ريما تنظر الى الشيخ بقرف..!
وتتمتم..: لا أظن أن هذا الشيخ حصل على تعليماً أكثر من الإبتدائيّة
!!..فهو يمثل قمة التخلف والعنجهيّة ّ..والتزوير ..والكذب !!! انتهى
الشيخ..فقالت المذيعة ذات الشعر الأشقر ! : هل من تعليق من الجمهور ؟؟ كانت
ريما فتاة مبادرة جريئة !لم تستطع أن تصد لسانها أن يقول : نعم أنا عندي
تعليق إذا سمحتم ..قالت المذيعة : تفضلي أمام المايكروفون..وقفت ريما أمام
المايكروفون وقالت بديموقراطيّة مفتعلة : أخي الشيخ المحترم !! أرى أن وجهة
نظرك خاطئة ! فلا يوجد غزو فكري ولا يحزنون .. إنما هو صراع حضارات !
والبقاء للأقوى !كما قال تعالى ( فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع
الناس فيمكث في الأرض ) !!..ثم لماذا الخوف على الإسلام ؟ لماذا الخوف على
عاداتنا وتقاليدنا ؟؟ فالدين والعادات والتقاليد ما زالت قويّة في القلوب
لها اليد الطولى في المجتمع !! ثم لماذا الخوف من الغرب ؟ أليس الغرب من
أخرج لنا بترولنا ؟ أوليس الغرب من صنع القمر الصناعي ..والطائرة
....والسيّارة ؟؟ كانت المحجبة لا تنظر إلى ريما لإحساسها بالحرج من لباس
ريما الذي كان يكشف أكثر مما يستر !! أنهت ريما مداخلتها بتأكيدها : أن لا
غزو فكري ولا يحزنون ..عادت ريما إلى مقعدها مزهوةً بنفسها ! شامخةً بأنفها
! نظرت الى المنقبة بإحتقار فردت المنقبة بإبتسامة عذبة .... جلست ريما
بعد أن عدّلت من الميني جيب الذي تلبسه ليستر بعد جلوسها ما كان يكشفه قبل
ذلك!..انتقل الحوار الى الطرف الآخر..الذي لم يأت بجديد ! كان كل ما قاله
قد ذكرته ريما تماماً...حين انتهى..قالت المذيعة : والآن مع مداخلة
الدكتورة أمل !! نظرت ريما حولها بفرح لترى هذه الدكتورة ! وهي تقول لنفسها
: دكتورة !إذن انتصرنا على هؤلاء المتخلفين الرجعيين !!..قامت
المنقبة...فقالت لها ريما بصوت خافت :..هكذا أنتنّ أيتها المتخلفات ..! إذا
وصلت الدكتورات هربتنّ !! إذا دخل العلم من الباب خرج الجهل من النافذة !!
لما لا تنتظري حتى تسمعي الدكتورة أمل..ثم رمقتها بنظرة استهجان قابلتها
المنقبة بإبتسامة عذبة أخرى !!..مضت المنقبة الى جهة المايكروفون !!.. نظرت
ريما مشدوهة !..أيعقل هذه ؟؟ لا أكاد أصدق عينيّ ! أهي الدكتورة ؟؟ وجمت
ريما في مكانها مشدوهة !! بدأت الدكتورة..فأوضحت بإسلوب عقلاني منطقي واضح
أن التطور الغربي للأشياء هو تراث أنساني مباح ينبغي علينا الأخذ به والعمل
على مواكبته..أمّا الأفكار والتصورات والعقائد فشأنها آخر !..فديننا ولله
الحمد...بيّن ..واضح...سهل ..جميل.. وفكرنا وثقافتنا إنما تنبعان من
ثوابتنا لا ثوابت غيرنا ..ولسنا في ذلك بدعاً من الأمم ...فهذا شأن الأمم
جميعاً .. ! ولا يستطيع أي عاقل كائناً من كان أن ينكر محاولة الغرب تذويب
وطمس الهويّة الإسلاميّة والعربيّة للشعوب قسراً... يستعمل في سبيل ذلك كل
وسيلة ممكنة ..ساعةً بالطابور الخامس من العلمانيين الخونة..وأخرى بأصحاب
المنافع الدنيويّة ..وأخرى بإساليب التهديد والترويض المعروفة..فيجب أن
نعلم ابتداءً أننا محاربون ! وأن حصوننا مهددة ! كانت الدكتورة أمل رائعةً
في ذلك اليوم ..كانت تلقي بزهور المعرفة على الحضور..وأطايب الكلام على
الجمهور..بحجج راسخة..وعزيمة قويّة ...وثبات أخّاذ ..! كانت المذيعة بين
الفينة والأخرى لا تملك نفسها من أن تقول : رائع ..رائع
..برافو..برافو...أنهت الدكتور أمل حديثها بقوله : وتذكروا أن الحروب
القادمة هي حروب هويّة ..فلنبدأ من الهويّة ...فلنبدأ من الهويّة !...صفق
الحضور كثيراً لهذه المداخلة الجميلة وهذا الحضور الذهنيّ الوقّاد لهذه
الدكتورة ..وقف الكل احتراماً لها...رفعت الدكتورة أمل رأسها للسماء وقالت :
الحمدلله..الحمد لله..كانت ريما تنظر ببصرها للأسفل ...كانت ريما الوحيدة
التي لم تقف.....

اخواتي أرجو النظر إلى هذا الموقع او المنظر الذي يحفظ المرأة لحجابها حتي
بعد استشهادها بعملية فدائية رحمها الله وأسكنها فسيح جنانه.....
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

https://eioe.forum.st

28حلقات من القصص المؤثره - صفحة 2 Empty رد: حلقات من القصص المؤثره الإثنين 5 أبريل - 13:21

م/حسن المصري


المدير العام


قصة إسلام غريبة

قد تكون هذه القصة غريبة على من لم يلتقي بصاحبها شخصيّاً ويسمع ماقاله
بأذنييه ويراه بأم عينيه فهي قصة خيالية النسج، واقعية الأحداث، تجسدت أمام
ناظري بكلمات صاحبها وهو يقبع أمامي قاصّا عليّ ماحدث له شخصيا ولمعرفة
المزيد بل ولمعرفة كل الأحداث المشوقة,. دعوني اصطحبكم لنتجه سويا إلى
جوهانسبرغ مدينة مناجم الذهب الغنية بدولة جنوب أفريقيا حيث كنت أعمل
مديرًا لمكتب رابطة العالم الإسلامي هناك..
كان ذلك في عام 1996 وكنا في فصل الشتاء الذي حل علينا قارسا في تلك
البلاد، وذات يوم كانت السماء فيه ملبدة بالغيوم وتنذر بهبوب عاصفة شتوية
عارمة، وبينما كنت أنتظر شخصًا قد حددت له موعدا لمقابلته كانت زوجتي في
المنزل تعد طعام الغداء، حيث سيحل ذلك الشخص ضيفا كريما عليّ بالمنزل..

كان الموعد مع شخصية لها صلة قرابة بالرئيس الجنوب أفريقي السابق الرئيس
نلسون مانديلا، شخصية كانت تهتم بالنصرانية وتروج وتدعو لها.. إنها شخصية
القسيس ( سيلي ).. لقد تم اللقاء مع سيلي بواسطة سكرتير مكتب الرابطة
عبدالخالق متير حيث أخبرني أن قسيساً يريد الحضور إلى مقر الرابطة لأمر
هام.. وفي الموعد المحدد حضر سيلي بصحبته شخص يدعى سليمان كان ملاكما وأصبح
عضوا في رابطة الملاكمة بعد أن من الله عليه بالإسلام بعد جولة قام بها
الملاكم المسلم محمد علي كلاي.. وقابلت الجميع بمكتبي وسعدت للقائهم أيما
سعادة.. كان سيلي قصير القامة، شديد سواد البشرة، دائم الابتسام.. جلس
أمامي وبدأ يتحدث معي بكل لطف.. فقلت له: أخي سيلي، هل من الممكن أن نستمع
لقصة اعتناقك للإسلام؟ ابتسم سيلي وقال: نعم بكل تأكيد، وأنصتوا إليه أيها
الإخوة الكرام وركزوا لما قاله لي، ثم احكموا بأنفسكم..

قال سيلي: كنت قسيسا نشطًا للغاية، أخدم الكنيسة بكل جد واجتهاد ولا أكتفي
بذلك بل كنت من كبار المنصرين في جنوب أفريقيا، ولنشاطي الكبير اختارني
الفاتيكان لكي أقوم بالنتصير بدعم منه فأخذت الأموال تصلني من الفاتيكان
لهذا الغرض، وكنت أستخدم كل الوسائل لكي أصل إلى هدفي.. فكنت أقوم بزيارات
متوالية ومتعددة، للمعاهد والمدارس والمستشفيات والقرى والغابات، وكنت أدفع
من تلك الأموال للناس في صور مساعدات أو هبات أو صدقات وهدايا، لكي أصل
إلى مبتغاي وأدخل الناس في دين النصرانية.. فكانت الكنيسة تغدق علي فأصبحت
غنياً فلي منزل وسيارة وراتب جيد، ومكانة مرموقة بين القساوسة.. وفي يوم من
الأيام ذهبت لأشتري بعض الهدايا من المركز التجاري ببلدتي وهناك كانت
المفاجأة!!

ففي السوق قابلت رجلاً يلبس كوفية (قلنسوة) وكان تاجرًا يبيع الهدايا، وكنت
ألبس ملابس القسيسن الطويلة ذات الياقة البيضاء التي نتميز بها على غيرنا ،
وبدأت في التفاوض مع الرجل على قيمة الهدايا.. وعرفت أن الرجل مسلم ـونحن
نطلق على دين الإسلام في جنوب أفريقيا: دين الهنود، ولانقول دين الإسلام ـ
وبعد أن اشتريت ما أريد من هدايا بل قل من فخاخ نوقع بها السذح من الناس،
وكذلك أصحاب الخواء الديني والروحي كما كنا نستغل حالات الفقر عند كثير من
المسلمين، والجنوب أفريقيين لنخدعهم بالدين المسيحي وننصرهم.. فإذا بالتاجر
المسلم يسألني: أنت قسيس.. أليس كذلك؟

فقلت له: نعم.. فسألني من هو إلهك؟ فقلت له: المسيح هو الإله!!

قال لي: إنني أتحداك أن تأتيني بآية واحدة في ( الإنجيل ) تقول على لسان
المسيح ـ عليه السلام ـ شخصيا أنه قال: (أنا الله، أو أنا ابن
الله)فاعبدوني!!

فإذا بكلمات الرجل المسلم تسقط على رأسي كالصاعقة، ولم أستطع أن أجيبه
وحاولت أن أعود بذاكرتي الجيدة وأغوص بها في كتب الأناجيل وكتب النصرانية
لأجد جوابًا شافيًا للرجل فلم أجد!! فلم تكن هناك آية واحدة تتحدث على لسان
المسيح وتقول بأنَّه هو الله أو أنه ابن الله.. وأسقط في يدي وأحرجني
الرجل، وأصابني الغم وضاق صدري.. كيف غاب عني مثل هذه التساؤلات؟ وتركت
الرجل وهمت على وجهي، فما علمت بنفسي إلا وأنا أسير طويلا بدون اتجاه
معين.. ثم صممت على البحث عن مثل هذه الآيات مهما كلفني الأمر، ولكنني عجزت
وهزمت.! فذهبت للمجلس الكنسي وطلبت أن أجتمع بأعضائه، فوافقوا.. وفي
الاجتماع أخبرتهم بما سمعت فإذا بالجميع يهاجمونني ويقولون لي: خدعك
الهندي.. إنه يريد أن يضلك بدين الهنود.. فقلت لهم: إذاً أجيبوني!!.. وردوا
على تساؤله.. فلم يجب أحد.!

وجاء يوم الأحد الذي ألقي فيه خطبتي ودرسي في الكنيسة، ووقفت أمام الناس
لأتحدث، فلم أستطع وتعجب الناس لوقوفي أمامهم دون أن أتكلم.. فانسحبت لداخل
الكنيسة وطلبت من صديق لي أن يحل محلي، وأخبرته بأنني منهك.. وفي الحقيقة
كنت منهارًا، ومحطمًا نفسيّا..

وذهبت لمنزلي وأنا في حالة ذهول وهم كبير، ثم توجهت لمكان صغير في منزلي
وجلست أنتحب فيه، ثم رفعت بصري إلى السماء، وأخذت أدعو، ولكن أدعو من؟..
لقد توجهت إلى من اعتقدت بأنه هو الله الخالق.. وقلت في دعائي: (ربي..
خالقي.. لقد أُقفلتْ الأبواب في وجهي غير بابك، فلا تحرمني من معرفة الحق،
أين الحق وأين الحقيقة؟ يارب! يارب لا تتركني في حيرتي، وألهمني الصواب
ودلني على الحقيقة). ثم غفوت ونمت. وأثناء نومي، إذا بي أرى في المنام في
قاعة كبيرة جدا، ليس فيها أحد غيري.. وفي صدر القاعة ظهر رجل، لم أتبين
ملامحه من النور الذي كان يشع منه وحوله، فظننت أن ذلك الله الذي خاطبته
بأن يدلني على الحق.. ولكني أيقنت بأنه رجل منير.. فأخذ الرجل يشير إلي
وينادي: يا إبراهيم! فنظرت حولي، فنظرت لأشاهد من هو إبراهيم؟ فلم أجد
أحدًا معي في القاعة.. فقال لي الرجل: أنت إبراهيم.. اسمك إبراهيم.. ألم
تطلب من الله معرفة الحقيقة.. قلت: نعم.. قال: انظر إلى يمينك .. فنظرت إلى
يميني، فإذا مجموعة من الرجال تسير حاملة على أكتافها أمتعتها، وتلبس
ثيابا بيضاء، وعمائم بيضاء.. وتابع الرجل قوله : اتبع هؤلاء. لتعرف
الحقيقة!! واستيقظت من النوم، وشعرت بسعادة كبيرة تنتابني، ولكني كنت لست
مرتاحا عندما أخذت أتساءل.. أين سأجد هذه الجماعة التي رأيت في منامي؟

وصممت على مواصلة المشوار، مشوار البحث عن الحقيقة، كما وصفها لي من جاء
ليدلني عليها في منامي وأيقنت أن هذا كله بتدبير من الله سبحانه وتعالى ..
فأخذت أجازة من عملي، ثم بدأت رحلة بحث طويلة، أجبرتني على الطواف في عدة
مدن أبحث وأسأل عن رجال يلبسون ثيابا بيضاء، ويتعممون عمائم بيضاء أيضاً...
وطال بحثي وتجوالي، وكل من كنت أشاهدهم مسلمين يلبسون البنطال ويضعون على
رؤوسهم الكوفيات فقط .. ووصل بي تجوالي إلى مدينة جوهانسبرغ، حتى أنني أتيت
إلى مكتب استقبال لجنة مسلمي أفريقيا، في هذا المبنى، وسألت موظف
الاستقبال عن هذه الجماعة، فظن أنني شحاذاً، ومد يده ببعض النقود فقلت له :
ليس هذا أسألك... أليس لكم مكان للعبادة قريب من هنا؟ فدلني على مسجد قريب
.. فتوجهت نحوه.. فإذا بمفاجأة كانت في انتظاري فقد كان على باب المسجد
رجل يلبس ثيابا بيضاء ويضع على رأسه عمامة. ففرحت، فهو من نفس النوعية التي
رأيتها في منامي .. فتوجهت إليه رأسًا وأنا سعيد بما أرى! فإذا بالرجل
يبادرني قائلاً ، وقبل أن أتكلم بكلمة واحدة : مرحباً إبراهيم!!! فتعجبت
وصعقت بما سمعت!! فالرجل يعرف اسمي قبل أن أعرفه بنفسي.. فتابع الرجل
قائلاً: لقد رأيتك في منامي بأنك تبحث عنا ، وتريد أن تعرف الحقيقة..
والحقيقة هي في الدين الذي ارتضاه الله لعباده الإسلام!

فقلت له: نعم، أنا أبحث عن الحقيقة ولقد أرشدني الرجل المنير الذي رأيته في
منامي لأن أتبع جماعة تلبس مثل ماتلبس..فهل يمكنك أن تقول لي، من ذلك الذي
رأيت في منامي؟ فقال الرجل: ذاك نبينا محمد نبي الإسلام الدين الحق، رسول
الله صلى الله عليه وسلم!! ولم أصدق ماحدث لي، ولكنني انطلقت نحو الرجل
أعانقه، وأقول له:- أحقّاً كان ذلك رسولكم ونبيكم، أتاني ليدلني على دين
الحق ؟ قال الرجل:- أجل..ثم أخذ الرجل يرحب بي، ويهنئني بأن هداني الله
لمعرفة الحقيقة.. ثم جاء وقت صلاة الظهر..فأجلسني الرجل في آخر المسجد،
وذهب ليصلي مع بقية الناس، وشاهدت المسلمين ـ وكثير منهم كان يلبس مثل
الرجل ـ شاهدتهم وهم يركعون ويسجدون لله، فقلت في نفسي: (والله إنه الدين
الحق، فقد قرأت في الكتب أن الأنبياء والرسل كانوا يضعون جباههم على الأرض
سجّدا لله). وبعد الصلاة ارتاحت نفسي واطمأنت لما رأيت وسمعت، وقلت في
نفسي: (والله لقد دلني الله سبحانه وتعالى على الدين الحق) وناداني الرجل
المسلم لأعلن إسلامي، ونطقت بالشهادتين، وأخذت أبكي بكاءً عظيماً فرحاً بما
منَّ الله عليَّ من هداية..

ثم بقيت معهم أتعلم الإسلام، ثم خرجت معهم في رحلة دعوية استمرت طويلا، فقد
كانوا يجوبون البلاد طولاً وعرضاً، يدعون الناس للإسلام، وفرحت بصحبتي
لهم، وتعلمت منهم الصلاة والصيام وقيام الليل والدعاء والصدق والأمانة،
وتعلمت منهم بأن المسلمين أمة وضع الله عليها مسئولية تبليغ دين الله،
وتعلمت كيف أكون مسلماً داعية إلى الله، وتعلمت منهم الحكمة في الدعوة إلى
الله، وتعلمت منهم الصبر والحلم والتضحية والبساطة..

وبعد عدة شهور عدت لمدينتي، فإذا بأهلي وأصدقائي يبحثون عني، وعندما
شاهدوني أعود إليهم باللباس الإسلامي، أنكروا عليَّ ذلك، وطلب مني المجلس
الكنسي أن أعقد معهم لقاء عاجلاً..وفي ذلك اللقاء أخذوا يؤنبونني لتركي دين
آبائي وعشيرتي، وقالوا لي: لقد خدعك الهنود بدينهم وأضلوك!!

فقلت لهم: لم يخدعني ولم يضلني أحد..فقد جاءني رسول الله محمد صلى الله
عليه وسلم في منامي ليدلني على الحقيقة، وعلى الدين الحق..إنَّه
الإسلام..وليس دين الهنود كما تدعونه..وإنني أدعوكم للحق
وللإسلام..فبهتوا!! ثم جاءوني من باب آخر، مستخدمين أساليب الإغراء بالمال
والسلطة والمنصب، فقالوا لي : إن الفاتيكان طلب لتقيم عندهم ستة أشهر، في
انتداب مدفوع القيمة مقدماً، مع شراء منزل جديد وسيارة جديدة لك، ومبلغ من
المال لتحسين معيشتك، وترقيتك لمنصب أعلى في الكنيسة! فرفضت كل ذلك، وقلت
لهم:- أبعد أن هداني الله تريدون أن تضلوني..والله لن أفعل ذلك، ولو قطعت
إربًا!! ثم قمت بنصحهم ودعوتهم مرة ثانية للإسلام، فأسلم اثنان من القسس،
والحمد لله...فلما رأوا إصراري، سحبوا كل رتبي ومناصبي، ففرحت بذلك، بل كنت
أريد أن أبتدرهم بذلك، ثم قمت وأرجعت لهم مالدي من أموال وعهدة،
وتركتهم..انتهى!!

قصة إسلام إبراهيم سيلي، والذي قصها عليَّ بمكتبي بحضور عبدالخالق ميتر
سكرتير مكتب الرابطة بجنوب أفريقيا، وكذلك بحضور شخصين آخرين.. وأصبح القس
سيلي الداعية إبراهيم سيلي.. المنحدر من قبائل الكوزا بجنوب أفريقيا..
ودعوت القس إبراهيم.. آسف!! الداعية إبراهيم سيلي لتناول طعام الغداء
بمنزلي وقمت بما ألزمني به ديني فأكرمته غاية الإكرام، ثمّ ودعني إبراهيم
سيلي، فقد غادرت بعد تلك المقابلة إلى مكة المكرمة، في رحلة عمل، حيث كنا
على وشك الإعداد لدورة العلوم الشرعية الأولى بمدينة كيب تاون.

ثم عدت لجنوب أفريقيا لأتجه إلى مدينة كيب تاون وبينما كنت في المكتب المعد
لنا في معهد الأرقم، إذا بالداعية إبراهيم سيلي يدخل عليَّ، فعرفته، وسلمت
عليه.. وسألته: ماذا تفعل هنا يا إبراهيم!؟

قال لي: إنني أجوب مناطق جنوب أفريقيا، أدعو إلى الله، وأنقذ أبناء جلدتي
من النار وأخرجهم من الظلمات إلى النور بإدخالهم في الإسلام وبعد أن قص
علينا إبراهيم كيف أصبح همه الدعوة إلى الله ترَكَنا مغادرا نحو آفاق
رحبة.. إلى ميادين الدعوة والتضحية في سبيل الله.. ولقد شاهدته وقد تغير
وجهه، واخلولقت ملابسه، تعجبت منه فهو حتى لم يطلب مساعدة! ولم يمد يده
يريد دعما!.. وأحسست بأن دمعة سقطت على خدي.. لتوقظ فيَّ إحساسًا غريبًا..
هذا الإحساس وذلك الشعور كأنهما يخاطباني قائلين: أنتم أناس تلعبون
بالدعوة.. ألا تشاهدون هؤلاء المجاهدين في سبيل الله!؟

نعم إخواني لقد تقاعسنا، وتثاقلنا إلى الأرض، وغرتنا الحياة الدنيا..
وأمثال الداعية إبراهيم سيلي، والداعية الأسباني أحمد سعيد يضحون ويجاهدون
ويكافحون من أجل تبليغ هذا الدين!!! فيا رب رحماك!!!

من مقال للدكتور / عبدالعزيز أحمد سرحان ، عميد كلية المعلمين بمكة
المكرمة.

https://eioe.forum.st

29حلقات من القصص المؤثره - صفحة 2 Empty رد: حلقات من القصص المؤثره الإثنين 5 أبريل - 13:21

م/حسن المصري


المدير العام


شقيق مايكل جاكسون


شقيق مايكل جاكسون: إشهار إسلامي في السعودية فاجأ
أفراد أسرتي بأميركا


اشتهرت عائلة جاكسون الاميركية بالغناء والموسيقى. فقد كون جاكسون الأب
فرقة غنائية موسيقية ناجحة من ابنائه. وكانت فرقة "جاكسون فايف" في بادئ
الامر من انجح الفرق الغنائية الموسيقية في الولايات المتحدة الاميركية،
وذاع صيتها في السبعينات وحصلت على شهرة عالمية واسعة. وسارت هذه الفرقة
الغنائية الموسيقية من نجاح الى نجاح وتربعت على قمة الغناء الموسيقي
الشعبي في اميركا.
كما ان اسطواناتها واشرطتها حصلت على اعلى الايرادات. وتصدرت اغنياتها
قائمة الاغنيات الاكثر مبيعا على نطاق العالم في ذلك الوقت. ومن ثم كبر
هؤلاء الفنانون الموهوبون، وتفرقت بهم سبل الحياة الغنائية الموسيقية، فكون
كل واحد منهم فرقته الخاصة. ولكن ظلت الاسرة ككل مرتبطة ارتباطا وثيقا
بالغناء والموسيقى.
ففي وسط هذا الجو الغنائي الموسيقي نشأ جيرمين جاكسون شقيق المغني الاميركي
المعروف مايكل جاكسون. فجيرمين ينتمي لاسرة فنية لا يجهل احد شهرتها
واثرها في خارطة الاغنية الشعبية الاميركية. وكانت تنشئته وتربيته في هذه
الاجواء الفنية التي تركت اثرا واضحا في مسار حياته الى يومنا هذا.
لقد بدأ جيرمين جاكسون رحلته الايمانية التي قادته الى اعتناق الاسلام من
رحلة فنية الى عدد من دول منطقة الشرق الاوسط، حيث كان مرافقا لاخته
الكبرى. فهناك عرف حقيقة الاسلام من افواه الاطفال.

قال جيرمين جاكسون: عند زيارتي الى عدد من دول منطقة الشرق الاوسط في عام
1989 بصحبة اختي الكبرى، حيث زرنا خلال هذه المرحلة البحرين ورحب بنا
الكثيرون. وكنت مرة اتبادل الحديث مع الاطفال في المنامة خلال تلك الرحلة.
فمن جملة اسئلتهم البريئة سؤال كان عن ديني، فأجبتهم بأنني مسيحي، وسألتهم
بدوري عن دينهم، فأجابوني بصوت واحد ان دينهم الاسلام. وكانوا فخورين جدا
بالانتماء لهذا الدين، وانطلقوا في الحديث عنه. وسألتهم اكثر عنه وصار كل
واحد منهم يحدثني عن الاسلام بطريقة ادهشتني، فهؤلاء الاطفال الذين احببتهم
كانوا فخورين جدا بدينهم ويتحدثون عنه بسعادة غامرة.

اعتناق الإسلام
ويروي جيرمين قصة اسلامه وتفاصيلها في حوار اجرته معه مجلة "المجلة" في
العدد 966 قائلا: انني بعد عودتي من البحرين والحديث مع اولئك الاطفال عن
الاسلام تيقنت من انني سأصبح مسلماً. وتحدثت مع صديق لي اسمه علي قنبر عن
هذا الشعور الذي بدأ ينتابني منذ فترة وافصحت له عن رغبتي في تعلم المزيد
عن الاسلام. وسافرت معه الى المملكة العربية السعودية لأتعرف على الاسلام
اكثر فأكثر، وهناك اعلنت اسلامي.
ولما كان جيرمين جاكسون محبا لاسرته وعاشقا للغناء والموسيقى منذ نعومة
اظفاره، رأى انه لن يتخلى عن الغناء والموسيقى، بل اصبحت له رسالة من نوع
جديد، فبدلا من ان يعتزل الفن، بدأ يشعر من خلال اسلامه بدفعة جديدة لتقديم
المزيد ضمن مشواره الفني راغبا في الاستفادة من الاضواء وآلاف المشجعين
المحبين له، وذلك بتقديم رسالة من نوع جديد.

إجابات على أسئلة حائرة
ويواصل جيرمين جاكسون الحديث عن بداية مشواره في رحلته الايمانية التي
قادته الى اعتناق الاسلام، حيث يقول: سافرت مع صديقي علي قنبر الى مدينة
الرياض لمعرفة المزيد عن الدين الاسلامي، ومن هناك سافرت الى جدة واصطحبتني
اسرة سعودية كريمة بعد اعتناقي للاسلام الى مكة المكرمة لاداء العمرة.
ويصف جاكسون انه بعد اسلامه شعر بأنه ولد من جديد بحق وحقيقة.
ويقول: كانت لدي العديد من الاسئلة الحائرة التي ابحث لها عن اجابات، خاصة
الاسئلة المتعلقة بالمسيحية وعيسى عليه السلام، فوجدت اجابات جاهزة ومقنعة
لكل هذه الاسئلة لحظة اعتناقي الاسلام. وقد كنت في حيرة من امري كمسيحي نشأ
في اسرة متدينة، اذ كان يحيرني دائما ان الانجيل مكتوب على ايدي اشخاص
عاديين. وكان دائما يخطر ببالي ان هؤلاء بشر فكل واحد منهم سيراعي نفسه
ومجموعته في ما يكتب، بينما القرآن كتاب الله حفظه الله على مر السنين
والاجيال "انا نزلنا الذكر وانا له لحافظون". وفي السعودية وجدت اشرطة
جميلة جدا للمغني البريطاني السابق والداعية الاسلامي يوسف اسلام، وفيها
مناظرة حول الاسلام والمسيحية ومنها تعلمت الشيء الكثير.

حملة إعلامية جائرة
ويتطرق جاكسون الى ان هناك حملة اعلامية سيئة ضد الاسلام والمسلمين في
الولايات المتحدة الاميركية، ومما اعجب له ان الناس العاديين في اميركا
يصدقون هذه الحملة الاعلامية الجائرة لجهلهم بحقيقة الاسلام وسماحة هذا
الدين. ومن العجيب ايضا انه رغم التشابه الكبير بين الاسلام والمسيحية في
كثير من الطروحات الا ان التشويه الموجه ضد الاسلام اكبر بكثير.
وقال جاكسون: ان الحملة الاعلامية الجائرة في اميركا ضد الاسلام والمسلمين
لم تقتصر على اجهزة الاعلام المختلفة، بل ان هوليوود عاصمة صناعة السينما
الاميركية تحاول في ما تنتجه من افلام ان تصور للناس ان المسلمين ارهابيون
وقتلة واشرار. ولقد عرفت من خلال تجربتي قبل اعتناقي الاسلام وبعده ان
الناس عليهم الا يصدقوا ما تنتجه هوليوود من افلام تسيء الى الاسلام
والمسلمين. وان هذا التشويه يؤلم كل مسلم ويجعله يتمنى لو انه يستطيع تغيير
هذه الصورة بصورة الاسلام الحقيقية اسلام الحضارة والنور، اسلام التسامح
والاخاء.

الإسلام.. والحل
وقال جاكسون: لقد قدم لي الاسلام حلا لكل مشكلاتي، فأصبحت انسانا بلا اي
مشاكل. وكنت من داخلي اتغير بشكل رائع، حيث امتنعت عن شرب الخمر تماما
وغيرها من الاشياء المحرمة امتثالا لاوامر ديني الجديد. وخشية من تأثيري
على بقية افراد اسرة جاكسون واقناعهم باعتناق الاسلام، نظمت ضدي حملة
واتهموني باني عدو للسامية، وانه بحكم اسلامي لا يمكن لي التعايش مع
الاخرين، وهذا هراء، فان الدين الاسلامي دين تعايش في سلام وامان مع
الاخرين.

الحكمة من تعدد الزوجات
اما عن صدى اسلامه وسط افراد اسرته، يقول جيرمين جاكسون: ان والدته علمت
بخبر اسلامه من وسائل الاعلام قبل وصوله الى الولايات المتحدة الاميركية من
المملكة العربية السعودية، حيث اشهرت اسلامي وقمت بأداء عمرة في مكة
المكرمة. فوالدتي انسانة متدينة وملتزمة بدينها، فلذلك كان سؤالها لما جئت
الى المنزل، اذا ما كنت متأكدا تماماً من هذا الخيار الذي اريده فعلا، وكان
جوابي ان الاسلام هو الخيار الذي اريده فعلا.
اما عن صدى اسلامه وسط اخوته واخوانه، يقول جيرمين: كان قراري باعتناق
الاسلام قرارا مفاجئا لكل افراد اسرتي، ولذلك اندهشوا لقراري، ولما يسمعونه
عن الاسلام والمسلمين من وسائل الاعلام المختلفة، منها مثلا ما يسمعونه عن
تعدد الزوجات، فالاميركيون لا يفهمون ابدا الحكمة من اباحة تعدد الزوجات
بالرغم من ان الخيانة الزوجية منتشرة في المجتمع الاميركي، بينما يبيح لك
الاسلام ما دمت قادرا على الانفاق على الزواج باكثر من زوجة واحدة بدلا من
مشاكل الطلاق والخيانة الزوجية.
واضاف جيرمين: ان المسلمين في العالم العربي محبون لزوجاتهم واطفالهم،
والمرأة عندهم معززة مكرمة ولكن كثيرا من الاميركيين لا يفهمون هذا، ولقد
اعجبت كثيرا باسلوب التربية في المجتمعات الاسلامية.
وقال جيرمين جاكسون انه عادة لا يقرأ الا القرآن الكريم، على الرغم من انه
يمتلك الكثير من الكتب الاسلامية، لكنه يشعر بان هذه الكتب تصدر جميعها من
القرآن الكريم، فلذلك يحرص دائما على قراءة كتاب الله.

https://eioe.forum.st

30حلقات من القصص المؤثره - صفحة 2 Empty رد: حلقات من القصص المؤثره الإثنين 5 أبريل - 13:21

م/حسن المصري


المدير العام


قصه / إغتصاب فتاة

حدث في احدى مدارس الثانويه للبنات موقف محزن ..
بدايه الموضوع انها فتاه في العشرين من عمرها ..مجده في دراستها .. ومتفوقه
... في بدايه الامر .. كانت هناك فراشه لهذه المدرسه ... وكانت سيئه
الاخلاق .. كانت عيناها تنطق بالشر والفساد ....

حيث كان عمرها 48 عاما .... وكان لها عده معارف من جنس الرجال .. حيث اتفقت
مع احدى الشباب على ان تقدم له ولرفاقه احدى بنات المدرسه ... وذلك مقابل
1000 ريال ..... فرفضت ... بحجه ان المبلغ كان قليل...

الا ان الشباب استطاعوا ان يقنعوها .. وذلك لقولهم بانها لن تكون المره
الاخيره وسوف يكرمونها في المرات القادمه ..فوفقت ...وبعد عدة اسابيع من
الاتفاق وقع اخيار الفراشه على تلك الفتاه التى تحدثت عنها في بدايه القصه
... بعد ان وقع الاختيار عليها .. اخذت الفراشه في تدبير الخطه ... فقد
قامت باخفاء العبايه والتى كانت في غرفه خاصه مع عبايات زميلاتها


ومع انتهاء اليوم الدراسي تفاجئت الفتاه باختفاء العبايه ... فاخذت تفتش
عنها ...حتى وصلت الى الخاله .. والتى هي فراشه المدرسه
....هنــــــــــــــــــا بدأت اول خيوط خطتها ...فقالت للفتاه لا تقلقي
سوف اعطيك عبايتي الخاصه .. ولكن عليك ان تنتظري حتى انهي عملي واقفل
المدرسه واوصلك بنفسي الى البيت .... فوافقت الفتاه ... ثقة في الخاله ....
وبعد ان ذهب جميع من في المدرسه لم يبقى سوى الفتاه والخاله؟؟ ..مع هذا
وفي المقابل كان الشباب مستعدين للقيام بهذه المغامرة ..

ومع اقتراب الوقت المحدد قررو ان يمروا على احد اصدقائهم ... واصطحابهم
معهم ... وعند وصولهم الى المدرسه .. هيأت لهم الفراشه الدخول ...علما بان
الفتاه لم تكن تعلم بنوايا الخاله ....وهنـــــــــــــــا حدثت الكارثه
.... فعندما قامو ا بالدخول على الفتاه فوجئت الفتاه بدخول اثنان من الشباب
....بينما كان الشاب الثالث يقفل باب المدرسه بعد دخولهم ... فصرخت الفتاه
مستغيثة بالخاله .... ولكن لاحياة لمن تنادي ... فبدأ الشابان بنزع ملابس
الفتاه البريئه وهي تصرخ وتبكي ....فدخل الشاب الثالث الذي كان في الخارج
الى الغرفه ؟؟؟؟؟؟؟

فنظر الى الفتاه وهي تبكي والشابان يحاولون نزع ثيابها .... فصرخت الفتاه
مستغيثه بهاذا الشاب ذاكرة اسمه ؟

ففوجىء الشاب ان هذه الفتاه هي اخـــتـــــه ..فظن ان اخته لديها علم بما
كان مخطط له.. فقام بحمل اداة حاده فظربها على راسها حتى فارقه الحياة..
وبعد ذلك خرج مسرعا بعد هروب الشابان والخاله ولم يعلم احد الى اين
اتجه...وعندما حقق في الموضوع :


الخاله: اعترفت انها هي التي قد دبرت تلك الخطه دون علم الفتاه.

واحيلت الى القضاء.

الشابان : اعترفا باتفاقهما مع الخاله واحيلا الى القضاء ايضا.

الشاب الثالث : اخو الفتاه ؟

بعد ثلاثة ايام قتل نفسه

هذه القصه من احد الملفات الجنائيه

(من يزن يزنى به و لو بجداره .....ان كنت يا هذا لبيبا فافهم)

لا حول ولا قوة الا بالله

https://eioe.forum.st

31حلقات من القصص المؤثره - صفحة 2 Empty رد: حلقات من القصص المؤثره الإثنين 5 أبريل - 13:22

م/حسن المصري


المدير العام


(((..
أخلعـــــي العبائــه والحجـــاب والنقـــاب الان ..)))

كانت تلك عبارتي لفتاه دار بيني وبينها نقاش فخرجت جملتي
هذه في وسط حديثي لها بغضب شديد...

نعــــــم قلتها لها وأنا بكامــــل قواي العقليــــة المسلمــــة ..
ربمــــا تتسألون أين إسلامـــــك هذا وانتي تقولين جملتك هذه ..؟؟!!

لا تتعجبــــــوا.. ولا تأخذكـــم الظنــــون بي لترحلوا بعيدا عن شاطئي..
بـــل تريثــــوا.. وتمهلــــوا.. فوالله إني لأغار على سترتي وعفافي
وكرامتي.. وما جملتي تلك الا صرخات كتمتها في السابق ..لكني وصلت إلى حد لا
أستطيع أن اصمت به أو اكتم

فقــــــط دعوني ألقـــــط أنفاسي قليلا.. وأجمع حروفي التي تناثرت مني..
واتمالك قلمي.. كي أسطر لكم قصة جملتي تلك ..وانتظر حكمكم.. فيما قلته هل
انا على صواب ام خطئ... فوالله إني اشعر إلى الآن بثورة غضبي لم تهدأ..




نعم قلتها وساقولها... لا تلوثـــي عباءتي ونقابي وحجابي بتصرفاتك..أيتها
المسلمة المقنعة المزيفة..


أه ليتك لم تكوني مسلمة.. لكن الأمر أهون علي ..ولقلت إنها مؤامرة لسلب مني
احترامي وحشمتي.. ولقلت إنها مؤامرة لتدنيس لباسي وسترتي..

ولقلت إنها مؤامرة من الكفار واليهود لتشويه عفتي وحيائي..
ولقت وقلت الكثير الكثير ..

لكــــــــن.. وأااااااااه من كلمة لكن.. أتتني منكن أنتن يا أخواااااتي في
الإسلام..


بالأمس ذهبت لجارتــــي "ام محمد" لكي أتحمد لها بالسلامة بعد ولادتها..
وهناك وجدت إحدى صديقاتها تدعي " ألاء ".. لا اعرفها جيدا.. لكني كنت
ألتقيها كثيراهناك.. وكان حواري معها دائما لا يتعدى عن السلام ومعرفة
الحال.. وقد عرفت من "ام محمد" أثناء جلوسنا بأنه صديقتها " ألاء " قد وصلت
منذ يومين من السفر فقد كانت في زيارة لأهلها في بلدها.. وقد أحضرت شريطا
مسجلا بالفيديو.. لأغلبية الأماكن التي زارتها هناك.. وكانوا على وشك ان
يضعوه لولا قدومي.. فاستأذنوني وبعد موافقتي وضعت " ألاء " الشريط كان
الشريط عاديا في بدايته.. من مناظر طبيعيه وجبال.. واسواق وبنايات ماشاء
الله..

وبعد ذلك كان هناك تصوير لاحدى الحفلات الغنائيه لإحدى الفنانين العرب على
إحدى المسارح..

فهالنــــي ما رأيت.. بل صعقـــت.. بل تجمدت أوصالي.. وأنا أرى فتيـــات
ونســــاء.. منهن من كانت محجبـــة ومنهن تلبس العبــــاءه.. والأدهي تلك
التي غطت وجهها بالنقــــاب.. وهن يتراقصن على أنغــــام الموسيقى.. وكأني
احضر عرسا نسائيــــا.. وليس حفله مختلطا به شبـــاب وشابـــات رجـــال
ونســــاء..

هـــــذه تصفق بحرارة.. وهـــــذه تصرخ... وهـــــذه تتمايل.. وهـــــذه قد
سقطت عبائتها فظهر لبسها الضيق المخزي.. وهـــــذه.. وهـــــذه الــــخ..

كل ذلك وهـــا انــــا كنت على وشك ان أسألهـــا عن تلك الفتيـــات ومـــا
يفعلونـــه من خـــزي وعــــار.. كــــي تقــــف حروفـــي وهـــي علـــى
وشك الخروج على طرف شفتي متجمـــده.. وأنــــا أرى صاحبة الشريط .. وهي
ترتـــدي الحجــــاب والعبــــاءه.. أخذهـــا الشيطان معهم لتنظم لقافلته
فأخذت ترقص يمينا ويسارا.. وكأنــــه سكرت هذه الأنغام قد أفقدتهــــا
صوابهــــا..

على الرغم إنه الاخت ألاء من بلد عربي عرف عنه انه متحضر ومتحرر إلى ابعد
الحدود.. لكني في كل مره كنت أراها في السابق..وإلا واراها متحجبة وترتدي
العباءة..

لكن من رايتها على الشاشة تختلف بتاتا عمن تجلس بقربي..!!


فأدرت وجهي إليها وأنا اشعر بضيق ما بعده ضيق.. وأنا أخاطبها بغضب لم
أستطيع أن ألجمه " لما أنتي متحجبة وتلبسين العباءة..؟؟ اخلعيهم ألان.. ان
كنتي متحررة..ألا تعتقدين بأنه لباسك هذا يعيقك عن الرقص "

فنظرت لي باستغراب.. فتجاهلت نظرتها لأكمل " من يرتدي ذلك الحجاب وهذه
العباءه عليه أن يحترمهما.. لا أن يلوثهما بتلك الرقصات الشيطانية.. "

فوقفت وأنــــا أهم بالخروج.. وبعـــد خطــــوات.. وإذ بها تناديني بصوت
عالي يغلب عليه الغضب قائله " قبل أن توجهي كلامك هذا لي وأنا فتاه عربيه..
عليكي أن توجهي حديثك لمن رايتيهن عبر الشريط وهن أغلبيتهن
خليجيات..منقبات .. ومحتشمات.. على ما اضن.. الأفضل إن يرمين هن أيضا
عباءتهم وحجابهن وغطاء وجوههن..ولست أنا فقط.. ألستن انتن أولى باحترام
عبائتكم قبلي أنا.؟؟!!

كنت على وشك أن امسك بمقبض الباب لأخرج لكن كلماتها استوقفتني.. فأنا لم
اعتاد تــــرك من يحادثني.. وايضا لم اعتاد ان اترك غضبي يتحكم بي..

نعـــــــم إلى الآن أنا غاضبه بل والله إني اشعر باختناق.. لكن علي أن
اكمل حواري معها..

عـــــدت أدراجي.. وآخذت اجمــــع أفكــــاري.. ثم جلست بمكاني دون أن انطق
بكلمه واحده.. دقائـــــق قضيتها في صمت.. وهي تنظر لي بــــــإستعجاب..
ثم بعد ذلك رفعت عيني ونظرت إليها.. وقلت لها " هل نفسك تقبل مني الحديث
الآن.. أم ارحل" فاجابتني " تفضلــــــي" فقمت من مكاني وجلست على الأريكة
التي بجانبها.. واسكنت عيني بمقلتها..

وقلت لها "إن وجدتي فتاه تضع يدها بالنار هل ستفعلين مثلها.. " فأجابتني
"بالتأكيـــــــد لااااا "

فأكملت " إن وجدتي فتاه تتبع الشيطان هل ستفعلين مثلها؟".. فكررت نفس
الاجابه
فاكلمت " وإن وجدتي فتاه تسلك طريق جهنم.. ليكون جسدها حطبا تلك النار هل
تتبعين نفس الخطى.. " فصمتت وكأنها استوعبت المغزي من اسئلتي

فاكملـــــت حديثـــــــي...

غاليتي..اللباس الإسلامي ليس حكرا على الفتيات الخليجيات.. بل هو لكل امراه
نطقت شفتاها بــ لا اله إلا الله ومحمد عليه الف الصلاة والسلام رسول
الله.. فأصبحت مسلمة..

فوجب عليها هذا اللباس.. سواء خليجيــــه.. عربيـــــه أو أجنبيــــة...


انــــه عيني تدمـــع وانا أراكن في الحفلات الغنائية إن كنتي متحجبة أو
منقبة ومحتشمة .. ترقصيـــن وتهلليـــن ..وتتمايليـــن أمـــــام شاشات
التلفـــــاز .. وحولك الكثير الكثير من الرجال ..ينظرون لكي بعيـــن
مريضـــه تفتــــرس كل مـــا يظهـــر منــــك ..

فأنت إن لم تحترمـــي حجابك .. وغيـــرك لم تحتـــرم عباءتهـــا او
نقابهــــا .. إذن مـــن سيحترمــــــه ... ؟؟؟؟!!!!

قلبي يعتصـــر ألمــــا وأنــــا أرى حجابـــي وعباءتـــي تتمايل مع
أنغـــام الموسيقـــى .. بــــدلا من أن أراها تستقيـــــــم وتنحنـــــــي
من اثر القيام والسجود


هل شاهدتــــي راهبـــة متعبدة لدى الغـــرب تدخل المراقص وترقص بلباسها
الديني هل رايتــــي ...؟؟

لما تلك الراهبة حافظة على ديانتها وهي مسيحية وأنتي يا فرد من أمة محمد
عليه الف الصلاة والسلام .. لم تفعلي مثل ما فعلت .. لما ؟؟

لما أنتي أصبحتي انـــــزل منها وأنتـــي من رفعـــك الاســـلام وقدرك ..
أي صورة سيعرفهــــا العالم عندما يراكي هكذا عبر شاشات التلفاز وقد أخذتك
السكرة بهذه الألحــــان المحرمـــة ..

أهكذا يكون حفاظك لدينــــك بعد ان اكرمك وحافظ عليك .. وحررك من
العبوديــــة

فبالأمـــــس كنت توأديــــــن ... وبالأمس كنتي جاريــــــــه .. وبالأمس
كنت في انـــــــزل مكانه ينظر عليك باحتقــــــار

والان بفضل دينك وإسلامك أصبحتي جوهـــــــر بل أغلى والله ..أصبحتي
كنــــز لا يقدر بأي ثمن .. أصبحتي دره يسعى الجميع لاقتنائهــــا ..
أصبحتي أختـــا مسلمـــة تشار لها بالبنان لشرفهـــا وعفتهــــا .. وعندما
تنجبيـــن الأبناء فتصبحين أمــــا تنزل الجنــــة تحت أقدامك ..

ابعـــــد كل هذا وذلك تنصاعــــي وراء هـــوى الشيطان .. فأجدك في الأسواق
متبرجــــة بتلك العباه الضيقة المشوهة ..أو ذلك الحجاب المصطنــــع


الا تعلمين بأنه عباءتـــــي كالمــــــاء الصافي لا رائحة فيه .. وأنتي
لوثتيهـــــا بعطــــورك الفرنسية والأمريكيـــة

الا تعلمين بأنه نقابـــــي كالحريــــــــر يتأثر بكل حبة غبار ..وأنتي
لوثتيه بمكياجك وتبرج عينيك

الا تعلمين انه حجابــــــي سد منيع لا يجتاحه أحد ..وأنتي قد تعبثتي بهذا
السد وفتحتي نوافذ كي تطل من خلاله خصلات شعرك الملونة



فأصبحت يــــــدا عونـــــا للشيطان تشوه بـــه منظره أخواتــــي المسلمات
.. وأصبحت خنجــــــرا يمزق هيبــــة عباءتــــي وحجابـــي وغطائــــي ...
فيمـــرغ به التــــراب بعد أن كان عاليا شامخــــا طاهــــرا نقيــــــا

اهتــــــــدي يــــا أختي اهتدي ...والله انه غيرتـــي على عباءتــــي قد
أشعلـــت النار فيني ولم تجعلنـــي اصمـــت .. وغيرتـــي عليك وآنا أرى تلك
العيــــون المفترسة تأكلك ..لم تريحني وأرقتنـــــــــي

فلماذا أنتي غافلــــة لاهيــــة مدبـــــره ...أفيقــــي أرجوكــــي
أفيقـــي ..فأعداء الإسلام يتربصون بنـــــا .. فلا تفتحي لهم المجال
ليهزمونــــــا

أرجوكـــــــــــــــي فلا تخيبي رجائــــي بكــــي .. فأنـــا اعلمـــــ
بأنـــــه هناك فـــــي داخلك مسلمــــة صغيــــره فأخرجيها واجعليها
تتنفــــــس الهــــواء النقــــي ..وسيــــري معها الي طريق الجنــــة ..

فأنا والله لا ارغب أن يكون جسدك وقــــــود للنـــــار .. أرجوكـــــــــي
قلتها مــــرارا وساقولها لكــي مــــرارا ..عــــودي إلينا عــــودي
كسابق عهـــدنا بــــك .. عودي وارفعـــي من شاننــــــا

ارمي تلك العبــــاءه المصنعــــة .. وقولي نحـــــن لنـــا عباءه واحده
وغيرها لاااااااا نريــــــــــد

نحـــــــــن لنا نقــــــاب واحــــــد وغيره لاااااااا نريـــــــــد

ونحـــــــن لنا حجــــــاب واحــــد وغيره لاااااااا نريـــــــــد

وكـــــل دخيل لنا من بـــــــــاب الموضــــــى والتحضــــر سنحاربـــــه
..سنمزقــــــه .. سندوس عليه بأقدامنـــــا ..فهو لا يستحق إلا أن
يـــــــداس بالأقـــــدام لا أن يلبس على أجسادنــــــا الطاهـــــــرة

أختــــــي إني أمد لكــــي يــــدي .. انتظــــر أن أرى يديكـــي ترافق
يـــــدي ..تشد من آزري .. لكي نصل معا إلى بر الأمان فتكوني رفيقتـــــي
في الدنيا وفـــي الآخر إن شاء الله .



انتهيت من حديثي .. وأنا أراها صامتــــه .. لم تجيبني بأي كلمه .. فأحسست
باني قد فعلت ما وجب علي أن افعلـــــه .. قد وجهت نصيحتـــــي
..وعليهــــا أن تقبلهــــا أو أن تتركهـــــا فذلك شانها وحدها ..

فوقفت واعتذرت منها على غضبي في بداية حديثي واستودعتهم الله .. فأدرت
بظهري لأهم بالخروج .. وبعد خطوات قليلـــة وإذ أجـــدها تعانقني بشده ...
ودموعها تتساقط كحبات المطر الطاهره .. أخــــذت تقبلني وهي تقول "والله
انكي أخت لي في الله منذ الآن .. فاعذريني إن خاطبتك بقسوة في بداية حديثي
معك ..لكن غفلتي وشيطاني أعماني عن الحق ..فسامحيني .. "


فابتسمت لها وأنا أقول "أما أنا فلا تشغلي بالك بي .. فأنا لا احمل في قلبي
لكي سوى كل الحب والخوف ..لكن عليك أن تطلبي المغفرة من ربك فهو غفور
رحيم" .



والحمد لله الذي ارجع لنا أختا مسلمة إلى طريقها .. لكن متى ستأتي البقية..


أختي في الله.. إسلامك وجب عليكي ان تحاولي في إصلاح كل أخت لكي تسير في
هذا الطريق ..لعل الله يكتب هدايتها بين يديك ..

أما أنتي أيتها الغافلة .. فقافلتنا تنتظر قدومك .. نعم كوني معنا وليس
ضدنا ..دعيكي من زيف الدنيا ..فوالله لا يساوي شيئا .. تذكري قبرك .. لن
تأخذي معك سوى عملك .. فاحرصي أن يكون عملا صالحا ينير لك وحشة قبرك ..

https://eioe.forum.st

32حلقات من القصص المؤثره - صفحة 2 Empty رد: حلقات من القصص المؤثره الإثنين 5 أبريل - 13:22

م/حسن المصري


المدير العام


شعلة نور في
جامعة أمريكية



‏قرأت اليوم قصة إسلام أستاذ جامعي أميركي ؛ هل تعرفون ما السبب المباشر
لإسلامه ؟ لقد كان السبب الأول لإسلامه حجاب طالبة أميركية مسلمة معتزة
بدينها ومعتزة بحجابها ، بل لقد أسلم معه ثلاثة دكاترة من أساتذة الجامعة
وأربعة من الطلبة . لقد كان السبب المباشر لإسلام هؤلاء السبعة والذين
صاروا دعاة إلى الإسلام ، هو هذا الحجاب . لن أطيل عليكم في التقديم وفي
التشويق لهذه القصة الرائعة التي سأنقلها لكم على لسان الدكتور الأميركي
الذي تسمى بإسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصار اسمه (محمد أكويا) ..
يحكي الدكتور محمد قصته فيقول :
قبل أربع سنوات ، ثارت عندنا بالجامعة زوبعة كبيرة ، حيث التحقت للدراسة
طالبة أميركية مسلمة ، وكانت محجبة وقد كان من بين مدرسيها رجل متعصب يبغض
الإسلام ويتصدى لكل من لا يهاجمه . فكيف بمن يعتنقه ويظهر شعائره للعيان ؟
كان يحاول استثارتها كلما وجد فرصة سانحة للنيل من الإسلام .
وشن حربا شعواء عليها ، و لما قابلت هي الموضوع بهدوء ازداد غيظه منها ،
فبدأ يحاربها عبر طريق آخر حيث الترصد لها بالدرجات وإلقاء المهام الصعبة
في الأبحاث والتشديد عليها بالنتائج ولما عجزت المسكينة أن تجد لها مخرجا
تقدمت بشكوى لمدير الجامعة مطالبة فيها النظر إلى موضوعها . و كان قرار
الإدارة أن يتم عقد بين الطرفين المذكورين الدكتور والطالبة لسماع وجهتي
نظرهما والبت في الشكوى .
و لما جاء الموعد المحدد . حضر أغلب أعضاء هيئة التدريس و كنا متحمسين جداً
لحضور هذه الجولة التي تعتبر الأولى من نوعها عندنا بالجامعة . بدأت
الجلسة التي ذكرت فيها الطالبة أن المدرس يبغض ديانتها . ولأجل هذا يهضم
حقوقها العلمية وذكرت أمثلة عديدة لهذا وطلبت الاستماع لرأي بعض الطلبة
الذين يدرسون معها وكان من بينهم من تعاطف معها وشهد لها ولم يمنعهم اختلاف
الديانة أن يدلوا بشهادة طيبة بحقها . حاول الدكتور على أثر هذا أن يدافع
عن نفسه واستمر بالحديث فخاض بسب دينها . فقامت تدافع عن الإسلام . أدلت
بمعلومات كثيرة عنه وكان لحديثها قدرة على جذبنا حتى أننا كنا نقاطعها
فنسألها عما يعترضنا من استفسارات فتجيب ، فلما رآنا الدكتور المعني
مشغولين بالاستماع والنقاش خرج من القاعة ، فقد تضايق من اهتمامنا وتفاعلنا
، فذهب هو ومن لا يرون أهمية للموضوع . بقينا نحن مجموعة من المهتمين
نتجاذب أطراف الحديث ، في نهايته قامت الطالبة بتوزيع ورقتين علينا كتب
فيها تحت عنوان (ماذا يعني لي الإسلام ؟) الدوافع التي دعتها لاعتناق هذا
الدين العظيم ، ثم بينت ما للحجاب من أهمية وأثر، و شرحت مشاعرها الفياضة
صوب هذا الجلباب وغطاء الرأس الذي ترتديه، الذي تسبب بكل هذه الزوبعة .
لقد كان موقفها عظيما ، ولأن الجلسة لم تنته بقرار لأي طرف ، فقد قالت أنها
تدافع عن حقها ، وتناضل من أجله ، ووعدت أن لم تظفر بنتيجة لصالحها أن
تبذل المزيد حتى لو اضطرت لمتابعة القضية وتأخير الدراسة نوعا ما ، لقد كان
موقفا قويا و لم نكن أعضاء هيئة التدريس نتوقع أن تكون الطالبة بهذا
المستوى من الثبات و من أجل المحافظة على مبدئها . وكم أذهلنا صمودها أمام
هذا العدد من المدرسين والطلبة وبقيت هذه القضية يدور حولها النقاش داخل
أروقة الجامعة .
أما أنا فقد بدأ الصراع يدور في نفسي من أجل تغيير الديانة ، فما عرفته عن
الإسلام حببني فيه كثيرا ، ورغبني في اعتناقه ، وبعد عدة أشهر أعلنت إسلامي
وتبعني دكتور ثان وثالث في نفس العام ، كما أن هناك أربعة طلاب أسلموا .
وهكذا في غضون فترة بسيطة أصبحنا مجموعة لنا جهود دعوية في التعريف
بالإسلام والدعوة إليه ، وهناك الآن عدد من الأشخاص في طور التفكير الجاد ،
وعما قريب إن شاء الله ينشر خبر إسلامهم داخل أروقة الجامعة ، والحمد لله
وحده .
عن مذكرات ذات خمار لمحمد رشيد العويد في جريدة الإتحاد الإماراتية
الإثنين 6 رمضان 1420هجرية

https://eioe.forum.st

33حلقات من القصص المؤثره - صفحة 2 Empty رد: حلقات من القصص المؤثره الإثنين 5 أبريل - 13:22

م/حسن المصري


المدير العام


لقد جاء الجزاء في الموعد المحدد :



"ذهب إلى السوق ليشتري خروف العيد وعاد به غير أن الخروف يشرد منه ويدخل
أحد البيوت ليقابله الأطفال بالفرح والتهليل ويقولوا ( لقد جاءنا خروف
العيد يا أمي). وتتنهد ألام وتقول بمرارة الأرملة (أن الذي سيشتري لكم خروف
العيد تحت التراب) ويلج الرجل الباب وينظر إلى الأطفال اليتامى فرحين وإلى
أمهم بعد ما سمع مقالها وهي حائرة لتبادره وتأمر الأطفال بأن يساعدوا
الرجل على إخراج خروفه من البيت. فيقف الرجل ثم يعود أدراجه ويقول للمرأة
أن الخروف قد وصل أهله وهو عيد للأطفال اليتامى.



وينصرف ويعود إلى بيته ليأخذ مبلغاً زهيداً متبقياً معه ليشتري به خروف عيد
بدل الأول ويذهب إلى السوق فيصل الباب مع وصول عربة شاحنة بها خرفان فيسأل
صاحب الخرفان ويقول له بكم هذا الخروف. فيرد عليه البائع بأن ينتظر دقائق
حتى يتم إنزال الخرفان من الشاحنة وتتم عملية إنزال الخرفان إلى الأرض. ثم
يتقدم الرجل إلى أحد الخرفان فيسأل عن ثمنه فيؤكد البائع على الرجل هل هذا
الخروف هو الذي يعجبك وتريد شراءه فيقول له الرجل قلي أولا بكم وبعدها نفكر
فيكرر البائع الأمر فيقول الرجل نعم هذا أريد شراءه بكم وهو غير واثق إنما
يريد أن يعرف الثمن. فيرد البائع على الرجل بأن يأخذ الخروف بدون ثمن فيقف
الرجل حائراً ويظنه يسخر منه غير أن البائع يؤكد للرجل على الأمر حيث أن
أبوه أوصاه بأن يهب أول خروف يتم اختياره من القطيع بدون ثمن صدقة لوجه
الله تعالى. وهكذا رزق الله العائلتين بعيدين والأجر للجميع ونسأله تعالى
أن يهب لنا مثلهم ويجعل لنا من كل ضيق مخرجاً

حدثت القصة في ليبيا خلال الأعوام القليلة الماضية

https://eioe.forum.st

34حلقات من القصص المؤثره - صفحة 2 Empty رد: حلقات من القصص المؤثره الإثنين 5 أبريل - 13:23

م/حسن المصري


المدير العام


قصة
من مجتمعنا الغريب:-
الساعة تقترب من الثامنة حينما استيقظت..- لقد تأخرت... قلتها.. وأنا أصر
أسناني غيظا، من المنبه.. الذي يخذلني في كل مرة... نفضت الشرشف عن جسمي،
وقفزت من فراشي. الربع ساعة التي أمضيها عادة في الاستعداد، أختصرتها إلى
خمس دقائق. ركبت السيارة وأنطلقت.. كل شئ إختصرته.. إلا السرعة، فإنها قد
تضاعفت. يجب أن أصل، ولو أدرك نصف الاجتماع. كان ذهني مشغولا بحساب عدد
التقاطعات المتبقية، حتى أصل إلى الطريق السريع، عندما دوى إرتطام، عنيف في
الجانب الأيمن من مؤخرة سيارتي، وعكس اتجاهها تماما . حينما استعدت
توازني، بعد مفآجأة الصدمة، كانت (أشلاء) سيارتي متناثرة أمامي، ولمحت من
بعد، السيارة التي صدمتني تلوذ بالفرار.. قلت في نفسي: سيارة فخمة.. لماذا
يهرب صاحبها، ورفرف من رفارفها يعادل قيمة سيارتي..؟

لم أحتج لتفكير طويل، لكي أقرر أن أطارده وأنسى الاجتماع . الصدمة قوية،
والتلفيات في سيارتـي كبيرة، وأنا لا أستطيع أن أتحمل خسائر بهذا الحجم..
الاجتماع يمكن أن يعوض. هكذا حدثت نفسي، وأنا أنطلق وراءه بنصف سيارة
تقريبا. كان مرتبكا، لذلك لحقته بسرعة، وبدأت مطاردة غير متكافئة بين
سيارته الفارهة، والـ (نصف) المتبقي من سيارتي . شعر أني مدركة.. لا
محاله.. فأنا صاحب حق، والوضع الذي آلت إليه سيارتي، لم يبق لي شيئا أخسره.
عند أحد المنعطفات خفض من سرعته كثيرا . لاحظت ذلك، من نور الكوابح الذي
ظل مضاء أطول من كل مرة . لقد استسلم .. قلت لنفسي، وبدأت آخذ وضع
الاستعداد للوقوف.. فجأة.. رأيت باب الراكب الذي بجانبه يفتح، ولاحظت أنه
يميل، ويدفع (شيئا) إلى الخارج.. ثم أعقب ذلك صريخ عال لعجلات سيارته يصم
الآذان، وهو ينطلق بسرعة عاليه، تاركا المكان ممتلئا برائحة إحتراق
الاطارات، إثر إحتكاكها الهائل بالارض. حينما فتح الباب.. وقذف بذلك
(الشئ)، كان أول ما سقط حقيبه.. ثم شيئا ملتفا بقماش أسود.. كأنه..- يا
إلهى.. إمرأة .. بل فتاة.. هكذا صرخت، وأنا أتقدم ببطء تجاه ذلك (الشئ)،
الذي قذف من السيارة. نهضت.. وأخذت تنفض الغبار الذي علق بعباءتها، وتتراجع
ملتصقة بالجدار. حينما اقتربت منها، أخذت تبكي، وهي تلملم أطراف (مريولها)
الذي تمزق، إثر سقوطها من السيارة.- طالبه.. قلتها، وأنا أنظر إلى
(مريولها)، وأغراضها المدرسية التي تناثرت من حقيبتها.. وقفت قريبا منها،
وصرت أسمع بكاءها، وحشرجة صوتها وهي تقول:- أرجوك.. أرجوك.. أستر علي، الله
يخليك.. لا تفضحني.. لم أدر ماذا أصنع. شعرت بإرتباك وحيرة شديدة.. وتعطلت
قدرتي على التفكير. الموقف يبعث على الريبة: أنا.. وفتاة.. على ناصية
الشارع. ثوبها ممزق، وأغراضها مبعثرة على الأرض.. قلت لها.. بعد تردد، دون
أن أحدد ما هي خطوتي التالية:- اركبي.. سأوصلك إلى بيت أهلك .. صاحت،
بهلع:- لا.. لا أريد بيت أهلي.. ستذبحني أمي.. أرجوك.. كان يجب أن أتصرف
بسرعة، خاصة وأن المشهد أصبح ملفتا للنظر. السيارات المارة، صار أصحابها
يحدقون بنا، وكاد فضول بعضهم يدفعه للتوقف.- اركبي الآن.. ونتفاهم فيما
بعد.. في المقعد الخلفي لو سمحت .. شرعت أجمع أغراضها، التي تناثرت من
حقيبتها المدرسية.. ثم عدت أدراجي إلى السيارة.. لم تكن قد ركبت..،- لماذا
لا تركبين..؟- الباب لا ينفتح..- تعالي إلى هذا الباب.. ألقيت نظرة إلى
داخل السيارة، كان حطام الزجاج يملأ المقاعد الخلفية..- أووف.. لا باس..
إركبي في المقعد الأمامي.. ركبت، وحينما أستوت على المقعد، أخذت تجمع
عباءتها، لتغطي بها (مريولها) الممزق، الذي أنشق عن ساقها إلى أعلى ركبتها
بقليل. لمحت كفها.. بيضاء صغيرة، خمنت أنها لا تزيد عن الخامسة عشرة.-
تدرسين..؟- نعم..- في أي صف؟- الثالث متوسط.. كان ظني في محله.. لون
(مريولها) يشبه لون مريول شقيقتي، التي تدرس في نفس المرحلة.- (وش) إسمك
..؟ - موضي... كنت أسير بالسيارة على غير هدى، وطاف في رأسي كثير من
الأفكار : أسلمها للهيئة.. ارجعها إلى بيت أهلها.. أعيدها للمدرسة.. أنا
قطعا لا أستطيع أن ابقيها معي.. سألتها:- موضي .. من هذا الذي كنت معه..؟
لم ترد على سؤالي.. ولا أدري تحديدا لم سألتها. كنت أريد أن اختلق حوارا،
لأصنع جوا من الثقة، يساعدني في فهم ملابسات أمرها.. ويمهد الطريق إلى
قلبها.. القلـوب المغلقة مثل دهاليز الاستخبارات.. مرتع خصب للخوف..
والتوجس.. والشك.. والريبه.. الساعة الآن تجاوزت التاسعة والنصف.. الوقت
يمضي، وأمامي أعمال كثيرة يجب أن أؤديها..، حين فشلت محاولتي لإستدراجها
للكلام، رأيت أن احسم الموضوع مباشرة.. قلت لها:- موضي يجب أن تختاري بين
أمرين.. أسلمك للهيئة، أو أوصلك لبيتكم.. بقاؤك معي غير ممكن.. كما أن أهلك
لابد أن يعرفوا عن سلوكك.. أنفجرت باكية، وبطريقة تنم عن سلوك طفولي
حقيقي، رفعت غطاء وجها، وهي تتوسل إلي بعينين دامعتين، أن لا أفعل..-
أرجوك... إذبحني.. لكن لا تسلمني للهيئة.. لا (توديني) لبيتنا.. والله هذي
أول مرة أطلع فيها مع رجال.. ضحكت علي البندري.. اشفقت على ذلك الوجه
الطفولي البرئ . قلت لها، وأنا أسحب يدي من يديها، وهي تحاول أن تجرها
لتقبلها، رجاء أن لا أسلمها للهيئة، أو لأهلها:- طيب .. طيب.. خلاص.. لن
أسلمك لأحد.. لكن ما العمل..؟- إذا جاء وقت طلوع الطالبات.. أنزلني عند
المدرسة..- متى..؟- الساعة الواحدة .. بعد صلاة الظهر..- بقي أكثر من ثلاث
ساعات.. وأنا مشغول.. أطرقت لحظات، تعاقب خلالها على وجهها إنفعالات من كل
نوع.. الرهبة.. القلق.. الخوف من المجهول. ثم نظرت إلي بعينين فارغتين
تماما من أي بريق.. وقالت:- نزلني عند المدرسة..- وبعدين..؟- أنتظر.. وإذا
طلعوا الطالبات.. أروح لبيت أهلي.. شعرت في أعماقي بحزن شديد لهذه البراءة
الساذجة. هي بالتأكيد ليست من ذوات السلوك المنحرف المتمرسات.. ولا تعي
خطورة الذي تقوم به.. ولا عاقبة تصرفاتها..- أنت صاحية .. تقعدين في الشارع
ثلاث ساعات..؟ لم ترد بشئ، لكن الفضول دفعني لأن أسألها عن مكان مدرستها،
لأستدل من ذلك على اسم الحي الذي يسكنه أهلها...- أين مدرستك يا موضي..؟-
في حي الأمل..، حي الأمل..؟ شعرت بمثل المسمار يخترق قلبي.. هذا من
المضحكات المبكيات. ما أكثر ما نسمي الأشياء بغير حقيقتها .. ما أكثر ما
نزيف المعاني.. والواقع.. والاحلام .. هذا أفقر أحياء الرياض .. لو سموه
(حي اليأس).. أو البؤس.. أو التعاسه. الأمل..؟ إن كان فيه للأمل بصيص ..
فوجود هذه (الزهرة) فيه .. هذا الكائن الطفولي الذي تتعرض البراءة فيه
للإغتيال.. تداعت إلى ذهني الصور والمعلومات التي لدي عن حي (الأمل)،
وحاولت أن أفهم العلاقة بين تلك السيارة الفخمة وحي (الأمل) ، حيث تقيم
موضي . لا يمكن أن يكون صاحب تلك السيارة يقيم في ذلك الحي .. لسبب بسيط هو
أن ثمنها يعادل قيمة خمسة من (جحور) ذلك الحي ، التي يطلق عليها مجازا ..
(منازل) .. كما أن سيارته ستجد صعوبة في إختراق زواريب ذلك الحي ، الذي لا
يتسع أحدها ، إلا لمرور سيارة واحدة صغيرة .. ولأن سكان ذلك الحي كذلك ..
غالبا ما يتسببون بإغلاق الشوارع ، بايقاف سياراتهم بطريقة خاطئة ، لا
تتحملها هذه الطرق ، الضيقة أصلا . ماذا يكون ...؟ إنه .. (أحدهم) .. إنه
فجور المترفين ، إذ يتربص بعوز المحرومين .. وحرمـان البؤساء ، ليطلق
غرائزه .. تفتك بإنسانية البسطاء .. وتفترس الشرف ، والكرامة .. أعرف هذا
الحي . جئته في أحد المساءات ، قبل عام تقريبا ، بصحبة صديق ملتزم ، من
الناشطين في الأعمال الخيرية التطوعية .. لتوزيع صدقات عينيه ومالية . لا
أدري كيف أقنعنـي عبدالكريم أن آتي معه . فأنا رغم تعاطفي مع حالات البؤس
الانساني ، إلا أنني سلبي جدا في التعاطي معها . أحتاج إلى وقت طويل ،
لأتفاعـل مع الحدث ، أو الحالة ، وأحتاج لوقت مثله ، لأترجم التفاعل إلى
فعل .. لم تكن المرة الأولى التي يعرض علي عبدالكريم فيها مرافقته ، للقيام
بمهمات من هذا النوع ، وكنت في كل مرة ، أتذرع بحجة مختلفة . لكني أتذكر ،
أنه في تلك المره استفزني .. وسخر من (الانسان) البليد ، الجامد في داخلي ،
كما قال : - هل تريد أن ترى البؤس يمشي على قدميه .. هل تريد أن تستعيد
شيئا .. شيئا فقط ، من إنسانيتك المهدره ، بين كلام مجرد عن المثل
والأخلاقيات ، التي لم تجد لها رحما تتخلق فيه .. لتولد .. وتشب .. وتكبر
.. وتمنح الحياة ، لكائنات لم تعرف معنى للحياة منذ خلقت .. وبين سلوك
استهلاكي بشع ، حولتك الرأسمالية المتوحشة من خلاله ، إلى (آلية) من آليات
السوق .. أنت في قوائم التحليل الاقتصادي ، عند (آدم سميث) ، وتلامذته ..
رقما .. آليه .. قدرة شرائية .. أنت بإختصار .. (لا إنسان) .. دع عنك
الهمهمة المعتادة : "الله لا يؤاخذنا صرفنا واجد اليوم" .. اليوم .. وكل
يوم .. أنت تفعل الشئ نفسه .. تتقمص نفس الدور المسخ .. (آليه) .. كأني بك
مسرورا، وهم ينادونك : MR. MARKET MECHANISM اليوم .. وكل يوم .. أنت تمارس
بسادية، وأد الانسان في داخلك. تعـال معي لتستعيد إنسانيتك ، حينما يفجرها
الألم .. لمشهد الحرمان.. الـذي يصنعـه الفقر .. تعال لترى الانسان عند
نقطة الصفر .. كيف هو.. أتعلم ماذا يكون الانسان عند نقطة الصفر..؟ تستلب
الحياة من كل شئ فيه.. إلا عينيه .. أتعلم ماذا يكون الانسان عند نقطة
الصفر ..؟ الكلمات في قاموسه ليس لها أضداد.. أنت تعرف السعادة .. وربما
سمعت عن الشقاء، هو لا يعرف الا الشقاء. أنت تعرف شيئا اسمه الحزن ..
والفرح، هو لا يعرف إلا الحزن .. أنت تعرف الشئ ونقيضه ، بدرجات متفاوته ..
هو يعرف الكلمة وحدها .. بمعناها السلبي فقط .. بدون أضدادها، وبأقصى
درجاتها قسوة .. البؤس .. والعجز.. والحرمان .. والألم .. والعري ..
والجوع..، استفزني عبدالكريم بكلامه ، واستثار التحدي عندي ، فقررت أن أذهب
معه .. لأرى هذه (البيئة) التي سوف تعيد خلق الانسان في داخلي، كما يقول،
ولأتاكد إذا ما كان ذلك (الانسان) الجامد البليد موجودا .. كنت اتنقل مع
عبدالكريم، من بيت إلى بيت .. كنت معه في سباق مع الألم .. في كل مرة يغرس
نصلا ..: - أترى هذا الطفل .. لا يملك إلا ثوبا واحدا .. إذا عاد من
المدرسة خلعه .. وخرج إلى الشارع ، يلعب بسروال فقط .. أتدري لماذا ؟ ..
ليس لغزا .. ولا رياضة ذهنية .. إنه لا يملك غيره .. ويجب أن يبقى نظيفا ..
حتى يستطيع أن يذهب به من الغد إلى المدرسة . لم ينتظر مني تعليقا .. في
بيت آخر .. - أرأيت هذه الطفلة .. تم سحبها من المدرسة بعد أن وصلت الصف
الرابع .. لا .. أهلها ليسوا ضد تعليم البنات .. لكنهم اضطروا لذلك ، لأن
شقيقها وصل سن الدراسة .. وليس لديهم القدرة على الصرف إلا على (دارس) واحد
.. فكان الولد .. من منزل لآخر .. حتى استغرقنا النصف الأول من الليل ..
كنت لا أسمع .. إلا : أرأيت .. أرأيت .. كان عبدالكريم ، وهو يتجول بي من
بيت لبيت .. يفتح أمامي أبواب الحزن والبؤس .. على مصاريعها .. ويوقفني على
مشاهد للحرمان.. ويسكب في عيني ألما .. - توصلني قريب من مدرستي .. لو
كلفت عليك..؟ أتى رجاؤها مخنوقا .. ممزوجا بالخوف ، ليقطع علي سلسلة الصور
التي تداعت إلى ذهني عن حي الأمل ، وما بقى من آثار تجربه إعادة اكتشاف
الانسان البليد الجامد، المغموس بالتفاهات ، الموجود في داخلي.. ، - لا ...
تبقين معي إلى وقت الخروج من المدرسة .. ثم أوصلك.. غمرها شعور بالسكينة..
لاحظت ذلك وأنا أرى صدرها يهبط .. ثم تطلق نفسا عميقا، دفع غطـاء وجهها
إلى الأمام .. أخذت أقلب الأفكار فيما أفعله ، لأخرج من هذا المأزق الذي
وقعت فيه . الواقع المزري لحي الأمل كان حاضرا ، وأنا أبحث عن حل يتجاوز ..
أن (أتخلص) أنا ، من (ورطة) موضي..


يتبعـــــــــ.........>>>

https://eioe.forum.st

35حلقات من القصص المؤثره - صفحة 2 Empty رد: حلقات من القصص المؤثره الإثنين 5 أبريل - 13:23

م/حسن المصري

م/حسن المصري
المدير العام


كنت
أريد حلا لها هي ، حتى لا تعود لنفس الطريق . من السهل أن (أرميها) ، كما
تقول ، قرب مدرستهـا ، لتذهب لبيت أهلها ، وسوف تجد إجابة تقنع بها أمها ،
عن سبب تمزق (مريولها) . أشعر أني غير قادر على الخروج بشيء ذي بال .. في
موضوعها . هل يملك (رجال الهيئة) حلا يعطي التجاوز فرصة ، ويوفر علاجا
جذريا .. لو أني لجأت إليهم ..؟ ماذا لو اتصلت عليهم لطلب الاستشارة فقط
..؟ مرت دقيقة أو أكثر ، والافكار تطوح بي يمينا وشمالا ، قبل أن يقطع
تفكيري صوت بكائها. توهمت في البداية أنها سمعتني ، وأنا أحدث نفسي حول
الاتصال بالهيئة . التفت إليها ، كانت قد وضعت وجهها بين كفيها وتنتحب ... -
ما بك يا موضي ..؟ قالت بصوت يقطعه البكاء .. - كيف أشكرك .. (وشلون)
أشكرك ..؟ لم يكن بكاؤها عن سبب ، كانت تفرغ شحنة عاطفية مكبوتة .. منذ
الصباح ، وهي تراكم هما .. وخوفا .. وإحباطا .. وعجزا .. وقلقا .. وتنتظر
أملا .. حين أقتربت من مقر عملي ، قلت لها : - موضي .. سأنزل هنا .. لدى
أمور سأنجزها .. قد يحتاج ذلك ساعة أو أقل . سأقف هنا .. المكان آمن ..
سأترك مكيف السيارة مفتوحا . أبق الأبواب والزجاج مغلقة .. لا تفتحي لأي
إنسان ، مهما كانت الاسباب .. ولا تغادري السيارة أبدا . سأترك جوالي معك
.. إتصلي على هذا الرقم عند أي طارئ .. ولا تردي على أي إتصال . ، كنت أهم
بالنزول ، عندما قالت : - خذ الجوال .. أنا لا أعرف كيف استخدم الجوال ..
هذه أول مرة في حياتي .. أرى فيها جوالا ... توقفت للحظة ، قبل أن آخذ منها
الجوال ، الذي بقى في يدها الممدودة .. وشعرت بمثل حد السكين يحز في
أعماقي .. وتداعت إلى ذهني قصة (ولد البسام) .. والصدى يجلجل في تلك
المساحات الفارغة ، في قطعة اللحم التي تدعي مجازا (قلبا) : "هذه .. أول
مرة .. في حياتي .. أرى فيها .. جوالا ..." .. يا لبلادة المترفين ...
ألتقطت منها الجوال ، والمرارة .. والشعور بالاحباط .. وغياب (الانسان) ،
ترغم شفتي على الانفراج ، لتصنعا شيئا يسمونه (إبتسامة) ... - ليه تضحك ..
ما أنت مصدقني..؟- مصدقك.. والله يا عمري .. - أجل ليه تضحك..؟ - أضحـك على
الإنســان البليد في داخلي.. الرقم .. العينة المسحية في أبحاث السوق .. -
ما فهمت ... - تفهمين بعدين ... أغلقت الباب ومضيت . حينما سرت بضع خطوات
سمعت نقرا على الزجاج .. التفت ، كانت تلوح بيدها .. تناديني .. رجعت ،
ولما فتحت الباب ، قالت : - أبغى أطلب منك طلب .. لكني خجلانه .. -
تفضلي..- أنا جايعة .. من أمس الظهر .. والله ما ذقت شئ .. أصل أمس ... خلص
الزيت ، وما قدرت أمي تطبخ .. وحنا .. بعد .. يعنى ... لم تستطع أن تكمل
عبارتها ، ولم تقدران تفصح عما كانت تريد قوله .. كانت تفرك كفيها ببعضهما،
مطأطئة رأسها..، حرت في مكاني لبضع ثواني .. ها هو الانسان البليد في
داخلي ، يتلقى صفعة ثانية .. - جائعة .. وأنا رائحة الشواء ، الذي أتخمت
منه البارحة ، حتى لم يبق مكانا لنسمـة هواء .. ما زالت خياشيمى.. هناك شئ
نفعله حينما يبلغ بنا الشعور بالمرارة والمهانة أقصاه ... نبصق على شئ ..
صورة المسئول في الجريدة .. مثلا .. أو على الارض بجانبنا .. وهو أقصى
إحتجاج نقدر عليه .. كنت أريد أن أبصق على خيالي ، الذي يعكسه الزجاج ..
على (شكل) الانسان الذي أدعي أنه موجود لدي .. كنت أهم بأن أفعل ذلك ، لكني
خشيت أن تفهم أنها هي المقصودة .. رفعت راسها ، وأنا مازلت واقفا . كانت
عيناها تلمعان من خلف غطاء وجهها . قالت ، وهي ما تزال تفرك كفيها ، لكن
بوتيرة أقل : - الظاهر أن طلبي ما كان في محله ... أو (شكلي) أحرجتك .. -
لا .. ابدا .. نمشي الآن ... كنت على وشك أن أغلق الباب حين لمحت بقعة دم
على ثوبها ، قريبا من موضع الركبة . انقبض قلبي بشدة ، وداهمني خاطر سئ ..
وشعور بالغضب ، لم أستطع أن أواريه ، فقلت لها بلهجة جافة .. لا تخلو من
إتهام : - موضي .. من وين الدم هذا ..؟ - انجرحت ركبتي .. يوم طحت من
السيارة .. عيناها مازالتا تلمعان من خلف الغطاء .. معلقتان بوجهي ، الذي
ارتسمت عليه علامة استفهام كبيرة .. أحست أن إجابتها لم تقنعني ، وأني لم
أصدق كلامها ، فأزاحت عباءتها ، ورفعت ثوبها عن موضع الاصابة ، دون أن
تتكلم ، أو ترفع رأسها . كان جرحا سطحيا ، تيبس الدم حوله . ليس عميقا ،
لكنه بدا ، بلونه الداكن ، وتشققاته ، التي أبرزها إهابها الأبيض الرقيق ،
مثيرا للألم والشفقة . أغلقت الباب ، وركبت من الناحية الأخرى . كانت ما
تزال مطأطئة راسها .. أعرف أني جرحت كرامتها .. كثيرا ما نوقع أذى بهذا
الحجم وأكثر ، بالآخرين .. وكثيرا ما يكون ذلك بدافع من الشعور بـ
(طهرانية) مبالغ فيها لذواتنا .. والشعور بـ (دنس) الآخر ، وقابليته
للخطيئة ، التي تحتاج إلى (مخلص) مثلنا .. لم يقف يوما في صف ، ويسمع ...
"من كان منكم بلا خطيئة .. فليرمها بحجر ..." .. وأحيانـا نمارس الأذى ،
ونوقعه بقسوة .. لا تعطي فرصة للتجاوز .. على من نحب .. بدعوى الحب .. كيف
يؤذي من يحب ...؟ حاولـت أن أغير الموضوع ، وألطف الموقف ، بسؤالها عن ماذا
تريد أن تأكل ، لكنها لم ترد. فكرت أن أشتري لها سندويتشات وعصير ، لكني
لا أعرف محلا قريبا ، يقدم هذا النوع من الفطائر ، وعملية البحث ستأخذ مني
وقتا . اتجهت إلى مطعم قريب ، يقدم وجبات سريعة . في الطريق إليه لمحت
صيدلية .. نزلت وأشتريت شاشا ومعقما ولاصقا . وصلنا المطعم .. قلت لها : -
انزلي ... - إلى أين ..؟ - إلى المطعم .. لتفطري ... نزلنا وفي قسم
العائلات ، أخذنا إحدى المقصورات . كانت تتلفت .. واضح أنها تدخل مطعما
لأول مرة .. قالت ببراءة : - آكل قدام الناس ... ما يشوفوني الرجال ..؟ -
لا .. أنت لوحدك هنا .. تيقنت أنها بريئة .. ولم تتمرس على الانحراف ..
تستحي أن يراها الرجال كاشفة وجهها وهي تأكل .. الحياء لا يتكلف ، ولا
يصطنع .. التظاهر في مثل هذه المواقف ، بغير الحقيقة ، يتطلب درجة عالية من
الخبث ، والتمرس على المكر .. لا يمكن أن تتقنه طفلة في هذا السن ..
وأوجعني قلبي مرة أخرى .. أن ظننت بها ظن السوء .. ، ، طلبت لها أكلا ،
وسألتها إن كانت تريد عصيرا بعينه ، قالت : - أبغي (كوتيل) .. - تقصدين
كوكتيل ...؟ - ما أدري .. أسمع البنات يقولون ، عصير (الكوتيل) حلو ... مرة
أخرى يبرح بي الألم .. تبدو لغة المحرومين .. ساذجة .. بريئة ، لكنها تدمي
القلب . يحق لك أن تزهو .. إبن الطبقة الوسطى ، أو فوقها بقليل .. تعرف
الكوكتيل .. والسكالوب .. والستيك .. ها أنت أمام كائن يشاركك نفس الكوكب
..ونفس الوطن .. بل على الطرف الثاني من المدينة .. ربما لم يعرف سائلا غير
الماء في حياته .. أو معلبات الكولا ، التي تعمل عمل الأسيد في قنوات
جهازه الهضمي . إنه (البرجوازي) البشع .. يتربع في داخلك .. كتمثـال من
البرونز .. منصوب في ميدان ، في عاصمة (رأسمالية) .. يأتيه العمال ،
والمهاجـرون المغتربون .. المسحوقون .. يتمسحون فيه .. ويطوفون حوله ..
يلتقطون الصور التذكارية .. ويصطنعون عنده (لقطات فرح) .. انتزعوها من
بقايا آدمية مطحونة .. في قيعان المناجم .. أو بين هدير ألات المصانع ..
يتفصدون دما .. وعرقا ، يصنع منه طلاء .. يحفظك من الصدأ .. ويبقيك لامعا
.. متوهجا .. ليؤموك مرة ، تلو أخرى .. صرت (ربا) صنما .. حولك .. (يولد)
فرح المسحوقين .. ومن عصارة أجسادهم تبقي لامعا .. لتسعدهم .. أي فخر أعظم
من هذا ...؟ جاء الأكل ، واستلمته من العامل ، ووضعته على الطاولة .. وقلت
لها : - أفطري .. بعد عشر دقائق أرجع لك .. - وين تروح ..؟ - أتركك ..
تأخذين راحتك .. ، ، ، - لا .. لا تتركني .. أنا راحتي معك .. انتفض قلبي
لعبارتها .. تملكني براءة الأنقياء .. وصدق المشاعر .. تذكرت الشاش والمعقم
الذي اشتريته ، فأخبرتها أني سأذهب لإحضار بعض الاغراض من السيارة . كنت
أريد أن أدعها لوحدها ، حتى تنتهي من إفطارها ، ولأحضر تلك الاغراض لتطهير
جرحها .. رغم أني تعمدت التأخير ، إلا أنني حينما عدت ، كانت ما تزال في
بداية وجبتها . شعرت بحرج ، لكنها نظرت إلى بعينين ساكنتين ، وقالت : - خفت
.. لما تأخرت علي .. جلست أرقبها تتناول الطعام . تتصرف بهدوء وعفوية ،
دون إحساس بالمكان حولها .. كانت جائعة فعلا ... طريقة إلتهامها للطعام ..
تلقائيتها في التصرف .. حينما نزعت غطاء وجهها ، الذي كان يتدلى على كتفيها
، ووضعته على الكرسي بجانبها .. تنقلها بين صنف وآخر من الطعام بدون أي
(إتيكيت) .. كأنما تتذوق (العالم) لأول مرة .. بل هي كذلك .. إنها الدهشة
التي تصيبنا ، حينما نصادف الاشياء للمرة الأولى ، فنتصرف مثل الاطفال ...
"أوووه أيها المترف" .. يلج نداء في داخلي .. "أصبحت تعلم المحرومين
الاتيكيت" .. أصبحت انت (الاستاذ) .. وغيرك حولتهم الدهشة إلى أطفال .. لم
لا تفهم ..؟ إنه الجوع ، والحرمان .. والبراءة التي ما تلوثت .. شعرت بفيض
من الحب يغمر قلبي تجاهها .. براءتها .. عفويتها .. تلقائيتها .. والشعور
بالامان الذي هبط عليها ، وهي معي .. فنسيت العالم من حولها . حينما يسكن
إنسان إليك ، تعتريك حالة من الاستسلام .. والحب اللانهائي .. تأمل حينما
يدفن طفل رأسه في حجرك .. ويغفو .. تنتابك حال من الاستسلام غريبة .. وتحس
أن قلبك تحول إلى مهد له .. لوحده .. وتتمنى لو توقف العالم كله من حولك ..
بساعاته .. وسياراته .. وضجيجة كله .. لكي لا يصحو .. ، ، هكذا كان شعوري
نحوها .. وأنا أنظر إليها .. تحيلني سكينتها .. وإطمئنانها إلي .. إلى
(إنسان) .. قال عنه عبدالكريم يوما ، إنه غير موجود .. وددت لو أخذتها إلي
.. وضممت رأسها إلى صدري .. ليذوب الجليد .. لأبكي .. لأستعيد إنسانيتي
المهدرة .. أليس شيئا هائلا أن تجد إنسانا يسكن إليك .. و .. تسكن إليه .. ؟
تذكرت صاحب السيارة الذي قذفها، فتداعى إلى ذهني مخزون هائل من اللعنات
... أي نفس سويه يسوغ لها أن تفتك ببراءة مثل هذه..؟ أي توحش قادر على أن
يغرس خنجر الغدر في هذا الطهر الفطري..؟ كنت ساهما .. أهلوس بمثل هذه
الأفكار .. وأتذكر كثيرات .. فتك بطهرن .. بسبب مثل هذه البراءة، والعفوية
.. جالسا قبالتها .. شاخصا .. صامتا، حين قالت، وهي ترفع خصلة شعر سقطت على
وجهها: - كثر الله خيرك .. دبت الحياة في محياها، بعد الجوع والعطش ، كما
نبت الحياء في أرض مجدبة .. غمرها الغيث .. وجهها عاد أكثر بشاشة .. جبينها
العريض صار أكثر ضياء .. عيناها، كأنما أوقدت فيهما قناديل فـرح .. امتد
وهجها إلى ثناياها، فازدادت ألقا .. لتصنع لها إبتسامة آسرة .. كلما افتر
ثغرها .. عندما أنهت ترتيب عباءتها، وشرعت تضع غطاء رأسها، ووجهها في مكانه
، قلت لها:- لابد أن أعقم الجرح، حتى لا يلتهب... هزت رأسها موافقة . رفعت
ثوبها إلى حدود الجزء الممزق، ليظهر الجرح، ولأتمكن من تنظيفه . أخبرتها
أن المادة المعقمة تحتوي على مادة قلوية، وستشعر نتيجة لذلك بألم، وعليها
أن تتحمل .، كنت قد أنهيت تنظيف الجرح، ووضعت الشاش واللاصق عليه، وأتهيأ
للنهوض، حين شعـرت بكفيها تطبقان على جانبي رأسي، وتأخذه إليها، ثم تنحني
وتطبع قبلة على جبيني ، وتقول: -...

يتبعـــــــ........>>>

https://eioe.forum.st

36حلقات من القصص المؤثره - صفحة 2 Empty رد: حلقات من القصص المؤثره الإثنين 5 أبريل - 13:24

م/حسن المصري

م/حسن المصري
المدير العام


وتقول
: - يا ليتك (أخوي) ... يا ليتك ... وسكتت .. رفعت رأسي ، ونظرت إلى وجهها
.. كان ينطق بكل اللغات .. إلا لغة الجسد .. لقد تلاشي الجسد ، كوسيلة
تعبير بيننا .. ولم يكن ثمت إلا أنا .. ودوائر من النور .. تلتمع في مساحات
وجههـا .. الـذي غدا أمامي كمحراب هائل .. طفقت أردد فيه الصلوات.. -
اعتبريني أخا لك ... قلتها وأنا أنهض ، وهي تتبعني بنظراتها .. وتغالب
دمعتين .. عقربا الساعة في سباق، الصغير يؤشر على الرقم 11، والكبير إلتحم
بالرقم 2 .. لا أدري أيهما سبق . لم يعد لتقسيم الفراغات في تلك الدائرة
التي يسمونها (ساعة) ، أي معنى لدي ... في لغة الوقت، التي أخترعوها ،
الساعة الآن هي الحادية عشرة وعشر دقائق .. أما الوقت لدي ، فقد اختزل إلى
بداية ونهاية .. كلاهما إسمه .. موضي .. الزمن فيه لا يحسب بالعقارب .. ولا
بفراغات الدائرة، وتقسيماتها ... إبتدأ بفتاة تقذف من سيارة، كنتيجة مبكرة
لعملية سوف تتم ، بالضرورة لاحقا ، وتحدث في كل لحظة، يدفع الطرف الأضعف
فيها .. دائما ، الثمن الباهض من شرفه .. وكرامته، وإنسانيته .. وحقه
المفترض في حياة كريمه .. لا تخضع لإبتزاز المال .. ونفوذ السلطة .. تأتي
المرأة ممثلا (مواظبا) للطرف الاضعف .. الممتهن .. المبتز .. المستهدف ..
المقذوف .. ليس من سيارة يمتلكها مترف، (قادر) .. بل من حقها .. أن يكون
لها كينونة .. في بعدها الانساني .. لها اعتبارها.. وكرامتها .. ضمن
القانون السرمدي : "وكرمنا بني آدم"..، ينتهي الوقت.. متى ينتهي..؟ عند
الساعة الواحدة .. حينما تدلف موضي، بخطوات متوجسة إلى بيت أهلها..؟ وقت
طويل .. لو كان الزمن يقاس بعذابات المحرومين وأوجاعهم .. وبأحلامهم التي
تنتهي تحت أقدام نزوات (القادرين) .. وصلت إلى مقر عملي .. ونزلت .. لم
يتبق وقت للعمل اليوم . تركتها في السيارة ، وذهبت لإنجاز بعض الأعمال
المعلقة ، ولأعتذر عن التأخير .. وعن بقية اليوم . بدوت أمام الزملاء
متوترا .. شارد البال .. غير قادر على التركيز .. وقعت اسمى في المكان غير
الصحيح أكثر من مرة .. وأختلف توقيعي عن الآخر أكثر من مرة .. ناديت أحد
الموظفين بغير اسمه .. ظروف عائلية ... كان هذا هو التبرير .. وانسحبت ..
جزء من الشرود والتوتر الذي انتابني في العمل ، كان بسبب الضغط النفسي الذي
فرضه التفكير المتواصل في أمرها .. لقد قررت أن لا أنزلها عند المدرسة ..
سيطر علي هم واحد : هـل أتركهــا تذهب بهذه البساطة .. دون أن تتعلم درسا ،
يمنعها من العودة لنفس السلوك ..؟ هل أدعها تعود لبيت أهلها .. لتعود بعد
ذلك لنفس الطريق .. عدت إلى السيارة بغير الوجه الذي ذهبت به .. مهمومـا ..
متجهما .. ومتوترا .. ضاقت على الأرض بمارحبت .. ركبت ، وسحبت الباب خلفي
بقوة .. ولم أكلمها .. كنت ، حينما خرجنا من المطعم ، قد ألنت لها القول ،
ولاطفتها ، وحدثتها حديث القلب للقلب عن خوفي عليها .. وقلقي على مستقبلها ،
ورجوتها أن تنتبه لنفسها .. وختمت ذلك بمزحة ، فقلت : - إن عاهدتني أن
تلتزمي بما قلت لك اشتريت لك أسكريم (كون زون) أو (باسكن روبنز) ، لكن
باسكن روبنز أمريكي ، وأنا مقاطع البضائع الأمريكية .. ضحكت ببراءة الآمن
في سرية ، وقالت بعفوية أخذت قلبي : - أبغى اكتب اسم الاسكريم .. حتى إذا
رحت للمدرسة أقول للبنات إني أكلته .. ثم أضافت : - أبلا نوره .. دائما
تنهي الحصة بتذكيرنا بمقاطعة البضائع الأمريكيــة .. لكن .. ثم سكتت قليلا
.. لتقول : .. البنات في الفسحة يعلقون على (أبلا) نورة ، ويقولون :
"الأبلا ساكنة في شمال الرياض .. وتحسب الناس كلهم مثلها ، يستطيعون أن
يشتروا بضائع أمريكية" . أندفع الدم إلى وجهي ، وشعرت كأنما لفحتني موجة
حارة .. إنها فوقية المترفين .. إنها (ماري أنطوانيت) ، التي تطالب
الجائعين ، الذين يتظاهرون من أجل الخبز .. أن يأكلوا (بسكويت) .. أوهي
(أبلا نورة) .. التي تطالب الجوعى والعراة .. أن لا يشتروا من (مكس) ، أو
(نكست) ، أو (فرساتشي) .. كيف لا تقرأ (أبلا نورة) هذا الوجع والبؤس ..
الساكن في كل قسمة من قسمات تلك الوجوه ، وهي تصافح عينيها كل صباح .. كيـف
تستطيـع أن تعيش في عالمين منفصلين ..؟ كيف يصنع الترف كل هذه الحجب
الغليظة من البلادة .. واللامبالاة بمعاناة الآخر .. ووجعه .. وبؤسه ..؟
كيف يهوي الانسان (في داخلنا) إلى تلك الاعماق السحيقة ، فلا يسمع منه زفرة
ألم .. ولا يتسلل من تلك اللجة الجليدية .. شئ من مشاعر .. صرخة واهية ..
تجاه الحرمان الذي : يخنق أحلام الصبايا .. يغتال الفرحة في عيون الأطفال
.. ويقتل الكبرياء في جباه الرجال ...؟ ، ، لست وحدك .. هناك ألافا مثلك ..
وألافا مثل نورة .. حينما استقريت على المعقد ، بتلك الحالة المتوترة ،
تطلب الأمر مني وقتا ، لأخرج المفتاح من جيبي .. ولاحظت ذلك .. عندما بدأت
أدير المفتاح ، لتشغيل السيارة ، صدحت اغنية من (الراديو) ، الذي يبدو أنها
قد عبثت به أثناء غيابي .. كان المغني يردد : "زمانك لو صفا لك يوم ...
زمانك ما صفا لك دوم وعينك لو أهتنت بالنوم ... ترى الأيام دواره ترى
الايام دواره .." للحظـة .. استسلمت لكلمات الأغنية ، التي فتقت جرحا جديدا
.. ثم أقفلت الراديو .. بانفعال . قالت ، وكأنها تريد أن تخفف من حدة
التوتر ، الذي لاحظته على ، حينما عدت : - الاغنية كلماتها حلوة .. صح ..؟
لم أرد عليها .... - ما تسمع أغاني ..؟ - لا .. - حرام ..؟ - نعم .. - أنت
كنت تسمع قبل (شوي) .. - أنت تحققين معي ..؟ - أنت زعلان .. أنا سألتك ..
لأن فيه معلمة عندنا تقول ، الذي يسمع أغاني كافر .. - لا .. ليس كفر ..
لكن حرام .. - ما فهمت .. - سماع الأغاني معصية .. ويفسد الأخلاق .. وأنت
ما أفسدك إلا سماع الأغاني . - يعني أنا فاسدة ..؟ ، ، ، - هذا الذي قمت به
.. ماذا تسمينه ..؟ - ...... ران الصمت بيننا .. بدأ الندم يأكل نفسي ..
لقد هدمت كل ما بنيت هذا الصباح .. بلحظة غضب . أشعر أني انتقم لنفسي منها
.. أن تورطت بها .. أضاعت وقتي .. وأوقعتني في حيرة .. وحملتني مسئولية
الحفاظ عليها .. أنا الذي لم أعش إلا لنفسي فقط .. وتحاشيت كثيرا أن أصيخ
سمعي لوجع الناس .. أو أجرح ناظري بمشاهد البؤس والحرمان .. مازالت الذاكرة
تكويني ، باسترجاع تلك المناظر التي رأيتها .. وبتذكر ذلك الأنين .. الذي
اجتاح هدوئي ، في (مغامرتي) اليتيمه في حي (الأمل) مع عبدالكريم .. كيف
أريد علاجها ، وأنا قد شرعت بإدانتها .. وتجريمها ..؟ قلت ، بعد أن أستعدت
هدوئي ، وبلهجة بالغت بأن أشعرها من خلالها بالمحبة والحنان : - موضي
حبيبتي .. أليس هذا الذي فعلتيه خطأ ..؟ - صح .. لكن خلني أسألك سؤال ..
أعطني فرصة .. أقول لك شيء .. - أنا الذي أريد أن أسألك سؤالا .. .. من هو
الشخص الذي كنت معه الصباح ..؟ - لا أعرفه .. - تركبين مع شخص لا تعرفينه
..؟ - والله العظيم لا أعرفه .. أصل الموضوع .. البندري .. وأخذت تبكي ..
وتوقفت عن الكلام .. - تكلمي يا موضي .. أرجوك .. - "أنا شفت إكسسوارات
حلوة على زميلتي البندري .. أعجبتني .. قالت لي : أعجبتك ..؟ قلت لها نعم
.. قالت قولي لأبوك يشتري لك مثلها .." هي تعرف أن الوالد غير موجود ..
لكنها .. وانخرطت بنوبة بكاء أشد مما سبق .. تركتها حتى سكنت ، وأنا أكثر
فضولا لمعرفة التفاصيل . ، ، شعرت أن المسألة أكبر من طيش مراهقة ، إلا
أنـي لم أجرؤ أن أطلب منها مواصلة الحديـث . لكنها ، حينما ألتفتت تطلب مني
منديلا تمسح به دموعها ، رأت اللهفة في وجهي ، لمعرفة تفاصيل الموضوع ،
ورأيت أنا في عينيها انكسارا يذيب الحجر الأصم .. استأنفت الحديث : -
البندري تعرف أن الوالد غير موجود .. لذلك ، قالت لي : "وإذا ما عندك أب ..
لازم يكون لك (صاحب) .. تطلعين معه .. يشتري لك اللي تبين .. ويؤكلك في
المطاعم" .. قلت للبندري : أنا ما أعرف أحد ، قالت : "ما يهمك .. أنا أعطيك
رقم واحد .. عنده سيارة (كشخه) .. تكلمينه .. "فعلا .. كلمته أكثر من مره
.. وسمعني كلام حلو .." أمس قال لي .. الصباح لا تمشين للمدرسة .. روحي
للشارع العام .. وأجـيء أخذك من هناك الساعة 7 " .. فعلا .. رحت للشارع
العام .. وجاء الشخص الذي رأيتني معه ، وركبت .. كان أول شيء قال لي : "أنا
أحبك يا موضي .. البندري كلمتني كثيرا عنك .. أنت تستأهلين كل خير .. أنت
بس تدللي .." . بعد ما مشينا بفترة بسيطة ، قال إن فيه (جمس) ، مثل سيارة
الهيئة يمشي خلفنا .. ثم أسرع .. وصدمنا فيك .. كنت أستمع إليها مذهولا ..
أحاول أن أكذب سمعي .. - ومصدقة انه يحبك ..؟ - لا .. طبعا .. كلام فاضي ..
- وأنت صدقتي البندري .. يمكن الذي اشترى لها الاكسسوارات أبوها .. ؟ - لا
.. أبوها غير موجود .. أمها مطلقة .. وهي ساكنة مع أمها .. وأبوها ساكن في
مدينة ثانية .. ولا يعترف فيهم ... شعرت برغبة حقيقية بالبكاء .. البندري
أيضا ضحية .. بيت ممزق .. وفقر .. ألعن من .. غير إبليس ..؟ ، ، - وأنت ..
الوالد أين هو ..؟ ترددت برهة من الوقت .. ثم قالت : - مسجون ... ثم أضافت ،
وقد استحال وجهها إلى الأصفر الشاحب : .. ولا عندنا أحد يصرف علينا .. في
هذه اللحظة لم أملك أن أمنع نفسي عن البكاء .. أوقفت السيارة على جانب
الطريق ، وبدأت أبكي بكاء صامتا .. بنفسي هذه الطفلة .. وألاف غيرها ..
ألعن من .. غير إبليس ..؟ جوفي كان يشتعل غيظا .. وعجزا .. وإحتقارا ، لذات
.. ظلت طويلا .. في منفاها الجليدي ، لا تحس بلهيب المعاناة لبشر ..
يتحالف الفقر ، والحرمان ، والأهمال .. مع (القوانين) المتخلفة ،
والبيروقراطية القبيحة .. المسخ ، في إذلالهم .. كنت منغمسا في لحظة وجع
حقيقي .. أغلق الدمع عيني ، فلم أعد أرى شيئا ، عندما سحبت يدي وقبلتها ،
وهي تقول بعينين دامعتين، ووجه صار مرتعا للألم فقط : - تبكي من أجلي .. يا
ليتك .. يا ليتك .. ثم خنقتها العبرة .. كنت قد عزمت على أمر بخصوصها ..
وأنا أعود إلى السيارة، بعد أن تركتها لأصلـي الظهر، في مسجد على الطريق ..
وقع في نفسي أن أمرها، يحتاج حلا جذريا .. بعد خروجي من المسجد، فوجئت
بعدم وجودها في السيارة .. شعرت كأنما يد قد اخترقت صدري .. وانتزعت قلبي
منه .. تساءلت ..: أين تكون ذهبت ..؟ .. هل هربت..؟ انتابني شعور مزيج من
القلق والسخط .. أشد شيء آلمني .. إحساسي أنني بعد كل الذي صنعته من أجلها
.. لم تثق بي . ليس أقسى من أن تفقد الثقة .. أو لا تكون محل ثقة .. لإنسان
تحبه. ، كنت على هذه الحال، إذ رأيتها تخرج من مصلى النساء .. فأشرق وجهي
.. وأحسست قلبي يعود إلى مكانه .. صرت أخاف عليها .. وفرحت أنها حريصة على
الصلاة .. تبقى الصلاة ذلك الرباط الوثيق، الذي يشد الانسان إلى الخير
والفضيلة، مهما إجتالته الشياطين .. يؤلمني كثيرا مشهد الانسان الذي لا
يصلي .. أشفق عليه من النهاية البائسة .. أحس أن الصلاة هي العتبة الأخيرة
.. التي يقف الإنسان عليها، قبل أن يهوي .. إذا ما تركها، إلى درك .. يكون
فيه، هو والحيوان سواء .. قالت وهي تفتح الباب لتركب :- خفت تطلع من المسجد
.. ولا تلقاني .. ثم تروح وتتركني .. فاستعجلت بصلاتي .. تنهدت، وقلت في
سري:- "أنا الذي خفت .. أنك رحتي وتركتيني .." صارت بالنسبة لي، حبلي
الوحيد إلى الحياة (الحقيقية) ... التحدي الحقيقي لاستعادة إنسانيتي
المهدرة.. الشمعة التي تتقد لتنثر الضوء، والدفء في صقيع أعماقي المظلمة..

يتبـــــــعــــــــ.....>>>

https://eioe.forum.st

37حلقات من القصص المؤثره - صفحة 2 Empty رد: حلقات من القصص المؤثره الإثنين 5 أبريل - 13:24

م/حسن المصري

م/حسن المصري
المدير العام


في الطريق إلى المدرسة قلت لها : - قبل أن أنزلك عند
المدرسة أريد أن نمر من عند بيتكم ، حتى أعرف مكانه .. ردت بتوجس ، وكأنها
شكت أني سأذهب بها إلى أهلها : - لماذا ...؟ - يمكن أزوركم الليلة .. -
والله ..؟ - إحتمال .. تعرفت على موقع البيت ، ثم توجهت بها إلى المدرسة ..
لم تكـن الطالبـات قد خرجن بعد .. فانتظرنا في السيارة في شارع مجاور ..
كانت أسراب الطالبات قد بدأت بالخروج من بوابة المدرسة عندما بادرتني قائلة
: - ما قلت لي إسمك .. - محمد .. نزلت .. وأغلقت الباب .. وبعد بضع خطوات
ألتفتت نحوي ولوحت بأطراف أنا ملها .. خرجت من حي (الأمل) .. أحمل قلبا ..
و(أملا) .. وإنسانية مستعادة .. عند إحدى الاشارات ، نبهني سائق السيارة
الذي بجواري ، إلى أن الباب لم يغلق جيدا .. التفت لأغلقة ، فوجدت قصاصة
ورقة .. كانت قد كتبتها .. وتعمدت أن تتركها لأجدها.. قرأتها .. ثم دسستها
في جيبي .. وتأكدت مرة أخرى أن البراءة لو تمثلت إنسانا ، وسارت على الأرض ،
ومشت بين الناس .. لكانت هي .. صليت العشاء في نفس المسجد .. ثم أنطلقت
باتجاه بيتهم .. كنت قد عرفت منها عدد إخوانها وأخواتها ، واتفقت معها أن
تذكر لأمها أن إحدى المعلمات تجمع معلومات عن الأسر المحتاجة ، وأنها قد
استدعتها وطلبت منها معلومات عن بيتهم وأسرتهم .. وصلت .. وقرعت الباب ..
كنت مرتبكا قليلا . أخذت ، وأنا انتظر الرد ، أقلب طرفي فيما حولي .. لفت
نظري أن كل بيت لا يكاد يخلو من طبق من أطباق الاستقبال الفضائية
التلفزيونية (الدش) .. بل إن بعضها يتربع على سطحه أكثر من واحد .. تساءلت
في نفسي .. : أي واقع إجتماعي سيتشكل ، عندما يجتمع في هذه البيوت .. الفقر
.. والظلم الاجتماعي والمشاكل الأسرية .. وإنخفاض مستوى التعليم ..
وفضائيات تصب العنف ، والجنس ، والرذيلة .. في عقول ساكنيها ..؟ هل يمكن أن
يستغرب المرء سلوكا مثل الذي وقع من البندري .. وموضي ..؟ من أين جاء
مفهوم (الصاحب) .. الذي يوفر ما عجز عن القيام به (الأب الغائب) .. مسجونا
كان .. أو مطلقا .. أو ميتا .. أو حتى عاجزا .. متخليا عن دوره ..؟ من
المسئول عن نشوء مثل هذا (العجز) .. في ظل الغياب القسري للأب ..؟ من
(الطرف) الآخر الذي (تخلى) عن دوره .. فسقط مثل هؤلاء (الضحايا) ..؟ فتح
الباب ، وأطل طفل لا يتجاوز التاسعة . حسب توصيف موضي ، هذا شقيقها محمد .
هناك بنت تكبره .. نوف، أصغر من موضي ، في الصف السادس الابتدائي .. وأصغر
منه بنت في الصف الأول .. أظن أن إسمها إبتسام، ثم عبد الاله في حدود
الخامسة . سألته : - اين الوالدة ..؟ - من أنت ؟ - مشرف إجتماعي .. من
الجمعية الخيرية .. غاب قليلا ثم عاد .. وسحب الباب خلفه، وأبقاه نصف
مفتوح، ثم قال : - الوالدة خلف الباب .. ألقيت عليها السلام ، وذكرت لها
أنني عضو في مجموعة خيرية، تقوم بحصر الأسر المحتاجة، من خلال التعاون مع
بعض المعلمات، ليتم ترتيب شيئا لها ، يساعدها في مواجهة تكاليف الحياة ..
كان يوم سبت، أخبرتها أن هذه الزيارة استقصائية، لمعرفة أوضاع الأسرة
بالتفصيل، وأنه سيعقبها زيارات أخرى .. طلبت مني الدخول إلى غرفة تفتح على
الممر المؤدي إلى داخل المنزل، يبدو أنها (المجلس) المعد لإستقبال الضيوف.
جلست على فرش (موكيت) متآكل .. قد ذهب لونه . كان هناك مسندتان للظهر .. أو
ثلاث .. ولا شئ غير ذلك .. في السقف يوجد مروحة عتيقة، ولمبة (فلورسنت) 2.
شمعة، أطرافها معتمة لطول الاستخدام. على الجدران المدهونة، بلون أبيض
مطفي، يوجد خربشات أطفال .. لفت نظري أحدها، يقول : "الدهر يومان .. يوم
لك، ويوم عليك" .. ثم رسمة لقلب، قد إخترقه سهم، وينزف، وقد كتب تحته : "
أحبك لو تكون ظالم" .. لاحظت أن مثل هذه (الشعارات) مشترك (ثقافي)، بين
الاغنياء والفقراء .. لكن .. كيف يفهم كل فريق (اليومين) .. اليوم الذي له
.. واليوم الذي عليه..؟ ،،، ما هو مفهوم كل طرف للحب .. وكيف هو مفهوم
الظلم في الحب .. وفي غيره، عند كل منهما ..؟ كيف فهمت موضي (الحب) .. لما
سألتني إن كنت افعل الذي أفعله من أجلها .. لأني أحبها .. وتبرعت بالتفسير،
على ضوء ما تعتقد أنه القانون السائد، الذي يحكم العلاقات بين الناس ..
فقالت: "الشخص لا يخدم شخصا آخر إلا إذا كان يحبه .. أو ينتظر منه شيئا ..
مقابل ما يقدمه له" .. موضي علمت يقينا أنني لا أنتظر منها (شيئا) .. مثل
ذلك الذي كان يريده منها صاحب السيارة .. وهي غير متأكدة أنني أحبها ..
لروحها .. وذاتها .. إذ هي .. رغم صغر سنها ، تدرك ، أن حبا من هذا النوع ،
لا يمكن أن يتخلق في إتصال هاتفي .. أو لقاء عابر .. لذلك .. هي عاجزة أن
تفسر موقفي منها .. لأنها غير قادرة على أن تبني علاقة بين متغيرين ...
"الخدمة .. مقابل .. ماذا..؟ " وهو ما دأب المعطى الثقافي السائد، على
تقديمهما ضمن (تراتيبية) معينة .. عندما أخذت مكاني في المجلس، جلست هي
خارجة، في الممر، عند الباب، تسمعني، ولا أراها. سألتها بالتفصيل عن
أحوالهم المادية ومصاريفهم اليومية والشهرية .. عرفت منها أن زوجها مسجون
في قضية مخدرات، وأن محكوميته طويلة، وأنهم منذ سنتين تقريبا لم يروه ..
لأسباب لم تذكرها . لا أقارب لصيقين لهم في الرياض .. أهلها .. وأهل زوجها
يعيشون في مناطق بعيدة .. وليسوا بأحسن حال منهم .. أنتهى اللقاء ..
ووعدتها بزيارة قريبة .. ،،، كنت قبل أن آتيهم، مررت على محل لبيع الوجبات
السريعة، وأشتريت لهم فطائر (هامبورقر) ومشروبات غازية .. وتعمدت أن يكون
عدد الفطائر غير مطابق لعددهم .. حتى لا تشك بأن لدي معلومات سابقة عنهم .
كانت فرحة الأطفال لا توصف .. بكيت في داخلي، وأنا أراهم يتقافزون فرحا ..
ويردد عبدالإلة الصغير : "زي اللي في التلفزيون" .. عالم لا يرونه إلا في
التلفزيون .. وحياة أخرى .. بعضها تافة وسخيف .. ونمارسها نحن بعشوائية ،
وتلقائية .. لا يسمعون عنها إلا في التلفزيون .. إنها (قصة) التلفزيون ..
قصة (الاكسسوارات)، و(الصاحب) .. و(الحياة) التي لا تنال .. إلا بأثمان
باهضة أدناها الكرامة .. وأحدها الشرف .. وأحيانا كثيرة .. لا تنال .. مررت
مساء الاثنين في زيارة سريعة، وأنزلت اغراضا، استشفيت من لقائي الأول أن
هناك حاجة ماسة لها .. اشتريت كذلك وجبات (هامبرقر) .. في هذه المرة لفت
نظري شيئا .. عندمـا كانت تساعد في إدخال الاغراض لاحظت أنها شابة .. كانت
أصغر مما توقعت بكثير. كنت أظن أنها على مشارف الاربعين .. ظننت ذلك بناء
على عملية حسابية، أضفت فيها عمر موضي، إلى سن الزواج المعتاد للنساء ..
وتأخر في الحمل، سنة أو سنتين، إضافة إلى أشهر الحمل .. هي في أول
ثلاثينياتها قطعا .. وربما لا تزيد على الثلاث والثلاثين. تألمت أن تواجه
إمرأة شابة، في قمة نضجها البدني والعقلي .. هذا الواقع البائس .. وحدة ..
ووحشة .. وبؤس .. وحرمان .. في مثل هذه المواقف، يخطر على بالي هاجس ساذج،
اشبه بتصورات الاطفال .. تتملكني حالة من الأسى، فتشف روحي .. وأبلغ درجة
من التسامي والشفافية، حتى أنني أود لو أكون أبا لكل يتيم .. وزوجا، أو أخا
لكل أرملة، أو مطلقة .. أو أنثى .. تواجه بؤس الواقع لوحدها .. وتتحسى سم
الظلم .. والقهر، صباح .. مساء.. ، ، .. ولأنهـا (خواطر طفلية) .. فإن عجز
الاطفال يعتريني، فأعمد إلى البكـاء .. الصامت . أبكي .. حتى يذوب قلبي من
كمد .. وتذوي نفسي، حتى يرى ذلك في عيني .. اللتان تتحولان إلى بئر هائلة
العمق .. لا ترى إلا لجتها السوداء .. ابتلعت الدمع .. والضوء .. وغاض منها
بريق الحياة .. هكذا هي الحالة التي تلبستني حينما رأيت أم موضي .. أو أم
محمد، كما هي كنيتها .. ما أقسى الألم .. حينما يكون إمرأة .. وما أتعس
قلبا .. لا يرى العالم .. إلا من خلال إمرأة .. كأن العناء الذي أثارته
موضي لا يكفي .. ذكرت لها أني سآتي عصر الخميس، لآخذ الاطفال إلى مركز
ترفيهي، ليتسلوا ببعض الالعاب . حينما جئت يوم الخميس، كانـوا بانتظاري ..
محمد وإبتسام وعبدالالة . سألتهم عن نوف، فقالوا إن والدتهم لم تسمح لها،
وقالت لها، أنت كبيرة .. لا يجوز أن تخالطي الرجال . بقدر ما أسفت أنها لن
تفرح مثل بقية الاطفال، في سنها، إلا أنني ثمنت الموقف التربوي لوالدتها،
وحرصها على أخلاقها . أخذتهم إلى مركز ألعاب، وأطلقتهم يلعبون كما يشاؤون
.. كنت أطرب حينما يأتي أحدهم، ويقول : "عمي لو سمحت .. خلني ألعب في هذي
اللعبة .." .. كان قلبي يرقص معهم .. وفرحت كما لم أفرح من قبل في حياتي ..
وحينما ركبت معهم في إحدى الالعاب، ومالت بنا .. وظنوا أنهم سيسقطون،
ألتصقوا بي كالافراخ، إذ تلوذ بأمها .. في تلك اللحظة شعرت أني كلي صرت
قلبا، يهتز فقط .. ليمنحهم الحياة .. ولما طوقتني سواعدهم في إحدى المرات
.. شعرت أني أعلو، وأن روحي تتحلل من ربقة الجسد .. فأنا محض روح .. خرجنا
من مركز الالعاب، وكان قد بقى على صلاة المغرب ما يقرب من ساعة .. أقترحت
عليهم أن نأكل شيئا .. فضجوا، فرحا وابتهاجا . دخلنا مطعم وجبات سريعة،
وأكلنا، وطلبت أكلا للذين بقوا في البيت .، كان وقت صلاة المغرب قد حـان،
عندما غادرنا المطعم . صليت أنا ومحمد في مسجد قريب، ثم أنطلقنا إلى البيت .
عند الباب كانت في استقبالنا .. كان للأطفال صراخ، وضحكات متقطعة، وضجيج
.. فتح الباب بعد طرق لم يتعد ثواني .. من خلف الباب سمعتها تلهج لي
بالدعاء .. طلبت مني أن أدخل لأتناول كأسة شاهي .. فاعتذرت لإنشغالي
بارتباط .. جاء صوتها ترجوني : - لن نؤخرك .. إشرب شاهينا .. حتى لو إنه ..
(ماهو قد المقام) .. - أشرب شاهيكم يا أم محمد .. ولا تقولي هذا الكلام
مرة أخرى .. فإنه يؤذيني .. جلست في نفس المكان، وبعد لحظات جاء الشاهي في
صينية معدن متثلمة، وعليها ثلاث كأسات شاهي، كل واحدة من صنف مختلف . جلست
أمامي القرفصاء ملتفة بعباءتها .. وبجانبها عبدالاله . وصبت كأسة شاي
وناولتني إياها، بأطراف أصابعها، وكفها مازالت ممسكة بعباءتها .. محاولة أن
تكسر جمود الصمت بيننا .. قالت:- كلفنا عليك .. في ميزانك .. إن شاء الله .
- ليس أجمل من ضحكة طفل.. إلا شعوره بالامتنان تجاهك .. لقد ضمتني إبتسام
.. دون أن تتكلم .. لو تدرين يا أم محمد .. تطحننا الحياة أحيانا .. بلا
رفق، بإيقاعها السريع .. ونحتاج إلى ضمة كهذه .. لتبتل قلوبنا التي قتلها
العطش .. خرجت من عندهم، ووعدت بزيارة في مطلع الاسبوع القادم دون أن أحدد
وقتا معينا .. انشغلت يوم السبت، لكنني جئت في الموعد نفسه مساء الأحد .
طرقت الباب وأنا أحمل طعاما، وبعض الحلويات .. تأخر الرد هذه المرة .. ثم
حينما فتح الباب، ظهر محمد مترددا .. ناولته الأغراض، بعد أن سلمت عليه،
وداعبته .. لكنه لم يستجب لدعابتي .. قلت .. ربما أغضبه أحد .. لكنه أيضا،
لم يستلم الأغراض مني .. وتراجع، وقال، وهو يشرع في إغلاق الباب : - أمي
تقول .. لا نريد منك شيئا .. ولا نريد أن نراك ثانية .. وقفت مشدوها أمام
الباب .. ما الذي حدث .. خاطبت نفسي..؟ تركت الأغراض في مكانها، وعدت إلى
سيارتي أجر خطواتي جرا .. شعرت أني مكلوم الفؤاد .. مثل عاص طرد من الرحمة
.. ركبت سيارتي، لكني عجزت عن تشغيلها .. عدت إلى الباب ثانية وطرقته ..
وألححت في الطرق .. فجاءني صوتها من وراء الباب: - أرجوك أن تدعنا
وشأننا..- لن تريني ثانية .. خذي الأغراض التي عند الباب .. إنها للأطفال
.. أرجوك .. لم أنم تلك الليلة .. قلبني الهم والوجع ..وتعذبت .. شعرت
كأنما دخلت التيه من جديد .. كطفل فقد أمه في زحام .. فارغ القلب .. فارغ
العينين .. يصرخ .. وصوته ضائع في الضجيج .. سيطر علي إحساس أن الأمر له
علاقة بموضي .. في الصباح الباكر إنطلقت، قبل أن يبدأ الطلاب والطالبات
الخروج إلى المدارس .. جلست أرقب البيت من بعيد .. كلهم خرجوا إلا هي .. من
الغد.. صباح الثلاثاء، فعلت الشئ نفسه .. لم تخرج موضي .. بعد المغرب كنت
عند الباب.

يتبـــعــــــ.......>>>

https://eioe.forum.st

38حلقات من القصص المؤثره - صفحة 2 Empty رد: حلقات من القصص المؤثره الإثنين 5 أبريل - 13:25

م/حسن المصري

م/حسن المصري
المدير العام


طرقت .. جاء الرد بأسرع مما توقعت .. كانت إبتسام هي التي
فتحت ، يضيء وجهها بابتسامة، شعرت بوهجها يلمع في عيني .. - ماما .. محمد
عند الباب ... سمعت الصوت يأتي من الداخل ... - أغلقي الباب ... يا بنت ..
كان معي في جيبي حلاوة، فأخرجتها، ولوحت بها لإبتسام .. فجاءت تركض نحوي ..
طبعـت على جبينها قبلة، وأعطيتها الحلاوة .. وأخذت أمازحها .. استبطأت
أمها عودتها ، فجاءت إلى حيث الباب، فرأتها معي .. صرخت : - تعالي يا بنت
.. ثم وجهت الكلام لي : - لم لا تكفينا شرك ..؟ - أم محمد .. أنا سأذهب ..
لكن ، ليس قبل أن أعرف السبب .. - أما تخاف الله .. تستغل حاجتنا .. وضعفنا
.. وقلة حيلتنا لتخدع فتاة بريئة .. أحسست كأنما دق في صدري وتد هائل ..
انقبض قلبي وزادت دقاته .. وعجزت أن اتنفس .. وشعرت بحاجة للجلوس ..
فارتميت على عتبة الباب .. وخانني الدمع .. فتفجرت عيناي .. رفعت وجهي
إليها، الذي غدا، والدمع يملؤه، كغدير ماء ضحل خاضت فيه السنابك .. - إتق
الله .. فأنا لا أتحمل مثل هذا الكلام .. ولن أغادر عتبة بابك حتى أعرف
القصة كاملة .. كأنما شكت فيما لديها، مما تعتقد أنه (حقائق)، وهي ترى
الألم .. والذهول .. والصدمة .. تتصبب من قسمات وجهي صبا .. أو هكذا ظننت
.. - تفضل .. دخلت وأخذت مكاني المعتاد في المجلس .غابت عني دقائق ثم عادت
ومعها موضي .. ووقفت أمامي .. ثم قالت ، وهي تشير إلى موضي بصوت مملوء
بالغضب .. - ما قصة هذه الملعونة ..؟ ثم لطمتها لطمة أطارت غطاء وجهها ..
كان مشهدا صدع قلبي .. ذلك الوجه اللؤلؤي البديع غدا كقطعة كهرمان .. من
الكدمات السود التي انتشرت فيه، نتيجة لتعرضه لضرب قاس وعنيف .. إلتقطت
موضي غطاء وجهها، ولحظتني بطرف كسير .. أتى على البقية الباقية من نفسي ..
ثم قبعت عند الباب .. كما أمرتها أمها .. حكيت لها قصتي مع موضي كلها .. ثم
قلت: - أريد أن أحدثك حديثا خاصا .. قبل أن أمشي .. أشارت إلى موضي
بالانصراف .. - البنت طفلة بريئة .. ضحية ظروف كثيرة، لا تستحق هذه القسوة
.. والقسوة لا تحل مشكلة .. إن كانت موجودة .. هي قد ارتكبت خطأ .. نعم ..
لكن تم تداركه والحمد لله .. - محمد .. هكذا نادتني .. باسمي مجردا ..
والبكاء يغلبها .. إنها لحظة الضعف البشري .. التي تنسى كل (البروتوكلات)
.. لحظة .. يتحول الانسان كله إلى ما يشبه (يد) غريق .. تمتد من خلال الموج
.. لتتمسك بأي قشه .. - أنت لا تعرف أي شئ مثلت لي خلال هذا الأسبوع ، قبل
أن أكتشف قصة موضي.. زوجي مات في السجن .. وهو قبل أن يموت فعلا .. كان
بالنسبة لنا ، فـي عداد الاموات .. تورط في تعاطي المخدرات ، ثم ترويجها ..
وانتهى النهاية المتوقعة لسلوك مثل هذا .. وأنا إمرأة ضعيفة .. أم بنات ..
مشلولة الارادة .. مستهدفة .. أعيش حالة من الذل مستمرة .. إن ذهبت
للبقالة .. لا يخلو خطاب العامل الهندي لي من تلميحات .. إن سرت في الشارع
.. كل الرجال يعتقدون أني مستعدة لتقديم شيء .. قبل أن أتوقف عن الذهاب إلى
(الذل الجماعي) الذي يسمونه (الضمان الاجتماعي) .. كنت أعاني العذابين ..
لو لم يكن فيه من بلاء إلا مكانه .. لكان يكفي .. في ذلك البناء المتهالك
في (الغرابي) .. حيث طوابير العمال .. نظراتهم الجائعة .. تنهش جسدي ..
أتعثر مرة .. وأقوم أخرى .. لأعود بفتات تافه حقير .. لا يكفي دفاتر ،
ومراسم لهؤلاء الاطفال .. ثم وصلـت إلى لحظة من الضعف .. فبدأت تبكي
كالاطفال .. وحاولت أن تتكلم ، فلم تقدر.. شعرت أن جوارحها كلها تصرخ ..
وتتدافع إلى حنجرتها ،لتأخذ دورها في الشكوى .. ثم قالت ، وهى تنتزع آهة من
أعماقها .. وبصوت يشبه العويل : - لا يمر أسبوع إلا وتمر علي (أم سعد) ..
تغريني كثيرا .. وتهددني بخطـف بناتي أحيانا .. - من هي أم سعد ..؟ - قواده
.. وحاولت أن تستمر ، لكن غلبها البكاء .. فتوقفت .. وأخذت تنشج ، حتى
ابتل غطاء وجهها .. استأنفت الحديث ، بعد أن تمالكت نفسها : - قواده ..
تقول لي .. مـرة في الاسبـوع .. أربعـة ألاف ريال في الشهر .. ومصروف جيب
للأولاد .. و "تحبين يدك مقلوبة" .. بسرعة ترى شبابك ينقص كل شهر .. وليس
كل سنة .. حقيقة .. لم استطع أن أتكلم .. أو أعقب ، واستمرت هي في الكلام
.. - في كل مرة تجيء بسيارة أحسن من التي قبلها .. آخر مره قالت لي :
"إسمعي نصيحتي يا ساره ، إذا أنت مبسوطة من عيشة النكد والفقر التي أنت
فيها .. (حرام) تحرمين موضي من فرصتها .. موضي بنية حلوة .. وكثيرون سوف
يدفعون .. لقد كاد أن يصيبني الجنون ، عندما اكتشفت قصة موضي بالصدفة ..
قلت .. أكيد صادتها (أم سعد) .. أنا أعيش كابوس اسمه (أم سعد) .. الله يلعن
القوادات .. أنا من يفكني منها ..؟ من يفكني ..؟ تلومني يا محمد إذا طردتك
..؟ تلومني إذا (كفرت) بالبنت .. وضربتها بهذا الشكل ..؟ في البداية ..
قلت ، أنت نازل علي من السماء .. ثم لما غلطت موضي ، وقالت لإخوانها أنها
أكلت في مطعم .. حسبت أنك .. حاشاك .. من (كلاب) أم سعد .. استمرت تتكلم
وأنا مطرق رأسي .. عقدت لساني الصدمة .. وأخرسني الألم .. وأخذت أشعر أني
أتضاءل أمام معاناتها .. تتشبث بي .. وأنا أفكر بالفرار .. لا أستطيع أن
أتحمل معاناتها .. وأشعر بالعجز حيال ما تواجهه .. كيف (أفكها) من أم سعد
..؟ كيف أساعدها ..؟ كيف استطيع أن أقف معها ..؟ وإلى متى ..؟ بين كل عبارة
وأخرى تكرر .. "حنا محتاجينك" .. وأنا قد سيطر علي تفكير واحد .. أن أنسحب
.. أن أهرب .. إلى عالمي (الأناني) .. البليد .. أفكر بربطها بإحدى
المبرات الخيرية .. وأخرج من عالمها .. وأرتاح .. قلت .. وأنا أنهض : -
أستأذن يا أم محمد .. - ستتركنا ..؟ - سأسعى لوضع ترتيب لكم مع إحدى
الجمعيات الخيرية .. - نحن لا نحتاج خبزا وزيتا .. ثم أضافت والعبرة تخنقها
.. نحتاج إنسانا يقف بجانبنا ، ويحمينا ... نحتاجك .. وأجهشت بالبكاء .. -
أنا شخص مشغول .. وأنتم بحاجة إلى جهة تلتزم تجاهكم بكل شئ .. - ستتركنا
..؟ انتزعت الكلمة هذه المرة ، من أعماقها ، والدمع يكاد يشرقها .. - من
الأفضل لك أن أبتعد .. ترددي عليكم قد يثير حولك أقوال .. أنت بغنى عنها ..
قلتها ، وأنا قد امتلأت بالدمع حتى فاض ، أو كاد أن يفيض .. من عيني .. -
لكننا نريدك .. ثم أضافت .. : - كل الناس حولي هنا لا يسلمون من كلام مثل
هذا .. قدر المحرومين ، والبؤساء أن يحرموا حتى من السمعة الطيبة .. لكن ،
أنت شيء مختلف .. - ..... لم أرد .. وكنت ما أزال واقفا .. حينما ألقت علي
عرضا مثل القنبلة : - أزوجك موضي .. فاجأني كلامها .. فلم أدر ما أقول ..
ولم تعطني فرصة للتفكير .. فأضافت : - أنا أعرف ماذا يدور في ذهنك .. صحيح
نحن لسنا (قبائل) .. كما يقولون .. لكن الحمد لله .. محافظون على أخلاقنا
.. وديننا .. ثم .. إذا لم نكن (قبائل) .. وهذا قدرنا .. ماذا نفعل ..؟
ونحن .. كذلك .. لم ننزل من القمر .. أحسست بالدوار ، والغثيان .. والمقت ،
وتذكرت صديقا لي ، دائما ما يفخر بقبيلته ، ويتحدث عن (أمجادها) العريقة
.. وكثيرا ما يستهجن موقفي المتميع ، كما يقول ، من قضية الخضيري والقبيلي .
قال مره ، وقد جمعنا مجلس : "فلان تزوج خضيرية .. الله يخلف على الأصول"
.. صاحبي هذا .. (الاصيل) .. شقيقه متزوج من أمريكية .. قلت له : - نايـف
.. أنا مللت هذه الاسطوانة القبيحة .. التي لا تفتأ ترددها علينا باستمرار
.. أنت تعلم ، من واقع معرفتك بالمجتمع الامريكي ، أن كل فتاة أمريكية ..
إلا في القليل النادر ، لابـد أن تكـون لها علاقات جنسية قبل الزواج ..
وربما عاشرت أكثر من شخص .. وتعلم كذلك أن هناك نسبة من الامريكيين يولدون
سفاحا ، إما نتيجة علاقات جنسية قبل الزواج ، حيث لا يتم الزواج بين
والديهم إلا بعد ولادة الطفل الأول .. أو الثاني .. أو يولدون من علاقات
عابرة .. وما أكثر حمل المراهقات في المجتمع الامريكي .. أين (الأصالة) ..
التي تتحدث عنها .. أو يتحدث عنها أولئك الذين يجوبون مدن العالم يلتقطون
النساء من حاراتها الخلفية .. يتزوجونهن .. لا يعرفون لهن أصلا .. ولا فصلا
، ولا نسبا (عريقا) .. .. وإذا ما تربعوا في المجالس تحدثوا عن الشريفات
.. العفيفات : "هذه خضيرية .. ليست أصيلة .." . أذكر أنه غضب مني .. وخرج
من المجلس ، ولم يعد يحدثني بعدها .. لكنني كنت مرتاح الضمـير .. لأنني
شفيت صـدري .. من واحدة من أكثر تناقضات مجتمعنا ، قبحا .. وغباء .. لم يكن
لدي شيء اقوله لها .. وأستدرت خارجا .. قبل أن أصل الباب الخارجي سمعت صوت
عبدالإله خلفي .. يناديني : - محمد .. محمد .. وهو دائما يناديني هكذا ،
باسمـي مجردا من أي لقب .. ألتفت إليه .. فالتقـت عينانا ، أنا بما بقى لي
من نظرة واهية كسيرة .. خضبها الدمع .. وأضناها الألم .. وهو بنظرة اختزلت
ذل اليتم .. والعجز .. والحاجة .. ونقاء الطفولة .. إذ يشرع القلب لها
أبوابة .. بلا مقاومة .. قال : - صحيح .. أنت قلت أنك سوف تخرج بنا إلى
البر .. نلعب كوره ..؟ - صحيح يا حبيبي .. - متى ..؟ عند هذه اللحظة كان
العناء .. والألم ، والصراع النفسي ، قد بلغ لدي درجة ، صرت أشعر فيها أنني
قد تحولت إلى كتلة من الدمع والأنفس الحرى .. وأنني أحتاج إلى صدر لأدفن
فيه رأسي .. وأبكي .. ثم أبكي .. ثم أبكي .. قلت له : - الآن يا حبيبي ..
أقتربت منه .. وجلست أمامه وأخذته إلى صدري .. وضممته .. ثم وضعت رأسي على
كتفه .. وبكيت .. لا أدري كم بكيت .. لكنه استسلم لي .. ومنحني كفا .. مسح
بها رأسي .. وعبث بها شعري .. وسلمني كتفه لأبكي عليه .. حينما أفقت من
سكرة الألم هذه .. ورفعت رأسي .. كانت إبتسام واقفة قريبا منا ، في عينيها
دمعتان .. وألقيت نظرة على وجه عبدالاله.. كان الوجه الصغـير مخضلا
بالدموع.. من داخل البيت كان صوت جهاز التسجيل يأتي، محملا بكلمات أغنية..
تقول: أحبك.. لو تكون ظالم... أحبك .. لو تكون هاجر... أحبك.. لو تكون
غادر.. وأمشي معاك.. للأخر... أنا أمشي معاك.. للآخر.. لم يكن قلبي بحاجة
لمثل هذا الكلام.. كان ينزف.. قلت لإبتسام:- من الذي يشغل المسجل..؟ -
موضي.. عرفت أنها توجه لي رسالة.. - قولي لها تغلقه.. أنا لا أحب سماع
الأغاني.. قبل أن أنهي عبارتي كانت قد انطلقت إلى داخل البيت.. تصرخ في
موضي، تطلب منها إغلاق المسجل.. لأنني "ما أحب سماع الأغاني".. ثم أضافت من
عندها..: " وإلا ترى ما نأخذك معنا للبر..". ركبنا السيارة جميعنا.. ومررت
على أحد المطاعم، وطلبت لنا عشاء .. ثم توجهت إلى الدائري الشرقي .. في
منطقة بين مخرج (9) و(8).. وأخذنا مكانا منعزلا.. أخرجت بساطا، أحمله معي
في السيارة، وفرشته لهم.. وأعطيتهم الأكل، بعد أن أخذت نصيبي.. مشيت
مبتعدا.. وأنا أسمع ضحكاتهم تدوي في أذني.. وتهديدات إبتسام، بأن الذي لا
يسمع الكلام "لن يخرج معنا مرة ثانية". كنت قد ابتعدت، غابت الأصوات .. ولم
يبق إلا كلمات الأغنية.. تتردد في ذهني.. ودقات قلبي.. الذي ما زال ينزف..


د محمد الحضيف
قصة وصلتني بالبريد

https://eioe.forum.st

39حلقات من القصص المؤثره - صفحة 2 Empty رد: حلقات من القصص المؤثره الإثنين 5 أبريل - 13:25

م/حسن المصري

م/حسن المصري
المدير العام


كلمات عربيه على علبه حلوى تهدي فتاه
صغيره للاسلام




الخليج/ دبي - محمد عبيد: في حين يصر الغرب على استخدام كلمة “الارهاب”
مرادفاً للإسلام زوراً وبهتاناً، يقدم ما حصل مع الطفلة الانجليزية جورجيا
رسالة الى العالم جوهرها المحبة والسلام.

الطفلة جورجيا التي أصبح اسمها الآن “جميلة” أثار انتباهها الخط العربي
الذي تجاور الى جانب خطوط للغات أخرى على غلاف علبة الشوكولاتة التي تحبها
فسألت والدتها ببراءة عن هذه الكتابة، فأجابتها بأنها لغة العرب والمسلمين
ويتحدث بها من ينفذون عمليات “ارهابية” ضد “المسالمين”.

تلك الكلمات لم تحقق هدفها في تخويف الابنة التي زادت اسئلتها عن معنى كلمة
“إسلام”، رافضة تأكيد الأم انه مرادف “للعنف”، فقالت الطفلة بعفوية ادهشت
الجميع: “أنا مسلمة”.

لم يمر الموقف وينتهي كما كان يأمل ذوو “جميلة” فقد فوجئوا بإلحاحها على
اقتناء القرآن الكريم، وبعد بضعة اشهر، وعندما اكملت سنواتها الست، سألتها
الأم عن الهدية التي ترغب فيها فأجابتها بإصرار لا يخلو من رجاء: “اريد
المصحف” فاستجابت الأم لرغبة طفلتها التي طبعت قبلة حارة على وجنتي أمها،
وهي تبتسم.

هكذا كان رد فعل الطفلة على الهدية التي أصبحت الآن بين يديها. لا أحد من
أفراد الأسرة، أو حتى “جورجيا” نفسها، يمتلك تفسيرا لهذه الفرحة، ومن قبل
ذلك الاصرار على أن يكون المصحف الشريف هدية عيد ميلادها السادس.

وعلى مدى ستة اشهر كانت “جميلة” تفتح المصحف من وقت لآخر لتحصل على متعة
خاصة من رؤيتها لشكل الأحرف الذي كتبت به آياته، ثم تتركه على طاولة خاصة
بها وسط دهشة ذويها.

ثم كان الحدث الذي كان له وقع كبير في النفوس، حين اشتعل في البيت حريق أتى
على كل ما فيه، عدا المصحف الشريف. وكان ذلك في تلك المدينة الهادئة
القريبة من لندن. وكان وقع الموقف مختلفاً، ومن ذلك اليوم أعلن الجد حمايته
لحفيدته طالباً من الجميع ان يكفوا عن مضايقتها وعدم توبيخها إذا لم تذهب
الى الكنيسة، كما هي عادة أفراد الأسرة كل أحد.

ما حدث دفع الأم لأن تتساءل عن الاسلام والقرآن الكريم وماهية الدين الذي
اعتنقته ابنتها بطريقة عفوية. ومن دون اعلان بدأت الأم تقرأ بعض الكتب التي
اوصلتها الى النطق بالشهادتين، وغيّرت اسمها من “سام” إلى “سميرة”، بعدما
اشهرت اسلامها.

وفي لندن وجدت “سميرة” دعما كبيرا من الدكتور منصور احمد مالك الذي دعاها
الى المسجد المركزي في العاصمة البريطانية وأمدها بالكثير من الكتب عن
الاسلام. وعندما طلبت منه زيارة “بلاد المسلمين” كما سمتها بعدما رأت
مناسك الحج عبر التلفزيون. قال لها إن بلاد المسلمين كثيرة، لكن الذهاب الى
السعودية تحديداً بحاجة الى شروط أخرى، كوجود “مَحْرم” مثلا، لكنه عرض
عليها ان تأتي الى الامارات حيث يقيم ابنه الذي يستطيع ترتيب زيارات لها
للمساجد، وأن ترى مسلمين من جميع الجنسيات. وهكذا حضرت مع ابنتها إلى دبي
التي ستغادرانها الاسبوع المقبل.

ملامح الطفلة التي بلغت الآن الثامنة من عمرها، تعطي إحساساً بألفة يصعب
تفسير مصدرها. وتدهش بمخارج الكلمات وهي تنطق بالعربية “البسملة”
والشهادتين، بشكل لا يقترب مطلقا من اللكنة الانجليزية.

ملاحظة/ وردتني هذه القصة الجميلة على البريد الالكتروني الخاص

https://eioe.forum.st

40حلقات من القصص المؤثره - صفحة 2 Empty رد: حلقات من القصص المؤثره الإثنين 5 أبريل - 13:25

م/حسن المصري

م/حسن المصري
المدير العام


علي رضي الله عنه يوم النهاية :


بعد أن طعن علي رضي الله عنه قال : ما فعل بضاربي ؟ قالوا : أخذناه. قال :
أطعموه من طعامي واسقوه من شرابي، فإن أنا عشت رأيت فيه رأيي، وإن أنا مت
فاضربوه ضربة واحدة لا تزيدوه عليها. ثم أوصى الحسن أن يغسله وقال : لا
تغالي في الكفن فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لا تغالوا
في الكفن فإنه يسلب سلبا سريعا. وأوصى : إمشوا بي بين المشيتين لا تسرعوا
بي ولا تبطئوا، فإن كان خيرا عجلتموني إليه وإن كان شراً ألقيتموني عن
أكتافكم.

https://eioe.forum.st

41حلقات من القصص المؤثره - صفحة 2 Empty رد: حلقات من القصص المؤثره الإثنين 5 أبريل - 13:25

م/حسن المصري

م/حسن المصري
المدير العام


إمرأة تركية
في الحرم المكي :

إمرأة تركية .. بكت وأبكتني !! كنت في الحرم المكي فإذا بمن يطرق على كتفي
..
حاجة !!! بلكنة أعجمية
إلتفت فإذا امرأة متوسطة السن غلب على ظني أنها تركية
سلمت علي .. ووقعت في قلبي محبتها ! سبحان الله الأرواح جند مجندة
كانت تريد أن تقول شيئا .. وتحاول إستجماع كلماتها
أشارت إلى المصحف الذي كنت أحمله قالت بعربية مكسرة ولكنها مفهومة ( إنت
تقرأ في قرآن )

قلت : نعم ! وإذا بالمرأة ..... يحمر وجهها ............. اغرورقت عيناها
بالدموع إقتربت منها .. وقد هالني منظرها بدأت في البكاء !! والله إنها
لتبكي كأن مصيبة حلت بها
قلت لها : مابك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ قالت بصوت مخنوق حسبت أنها ستموت بين يدي قالت
وهي تنظر إلي نظر عجيبة .. وكأنها خجلانة !
قالت : أنا ما أقرأ قرآن !
قلت لها : لماذا ؟؟ قالت : لا أستطيع .... ومع انتهاء حرف العين .. انفجرت
باكية ظللت أربت على كتفيها وأهديء من روعها ( أنت الآن في بيت الله ....
إسأليه أن يعلمك .. إسأليه أن يعينك على قراءة القرآن ) كفكفت دموعها وفي
مشهد لن أنساه ما حييت رفعت المرأة يديها تدعو الله قائلة : ( اللهم افتح
ذهني .. اللهم افتح ذهني أقرأ قرآن .. اللهم افتح ذهني أقرأ قرآن )
قالت لي : أنا هموت وما قرأت قرآن .. قلت لها : لا ... إن شاء الله سوف
تقرأينه كاملا وتختميه مرات ومرات قبل أن تموتي .
سألتها : هل تقرأين الفاتحة ؟ قالت : نعم .. الحمد لله رب العالمين -
الفاتحة -و.. جلست تعدد صغار السور
كنت متعجبة من عربيتها الجيدة إلى حد بعيد .. والسر كما قالت لي أنها تعرفت
على بعض الفتيات العربيات المقيمات قريبا منها
وعلمت أنها بذلت محاولات مضنية لتتعلم قراءة القرآن ... ولكن الأمر شاق
عليها إلى حد بعيد
قالت لي : إذا أنا أموت ما قرأت قرآن .. أنا في نار !! إستطردت : أنا أسمع
شريط .. دايما .. بس لازم في قراءة !!! هذا كلام الله .... كلام الله
العظيم ! ^^^^ ولم أتمالك نفسي من البكاء ! إمرأة أعجمية .. في بلاد
علمانية .. تخشى أن تلقى الله ولم تقرأ كتابه .. منتهى أملها في الحياة أن
تختم القرآن ضاقت عليها الأرض بما رحبت وضاقت عليها نفسها لأنها لا تستطيع
تلاوة كتاب الله ..
فمابالنا ؟؟؟ ما بالنا قد هجرناه ؟ مابالنا قد أوتيناه فنسيناه ؟ ما بالنا
والسبل ميسرة لحفظه وتلاوته وفهمه .. فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟
ولم نعكف عليه ؟
لقد كانت دموعها الحارة أبلغ من كل موعظة ودعاؤها الصادق كالسياط تذكر من
أعطي النعمة فأباها وانشغل عنها ..
فسبحان مقلب القلوب ومصرفها !
هذه همها أن تختم القرآن ... فما بال هممنا قد سقطت على أم رأسها ! على أي
شيء تحترق قلوبنا ؟ وما الذي يثير مدامعنا ويهيج أحزاننا ؟
اللهم أبرم لنا أمر رشد
وسبحان من ساق إلي هذه المرأة المسلمة التي ... ذكرتني ووعظتني اللهم إفتح
ذهنها ويسر لها تلاوة كتابك يارب اللهم كما أحبت كلامك فأحببها وارفع
درجتها واكتبها عندك من الذاكرات
نقل

https://eioe.forum.st

42حلقات من القصص المؤثره - صفحة 2 Empty رد: حلقات من القصص المؤثره الإثنين 5 أبريل - 13:26

م/حسن المصري

م/حسن المصري
المدير العام


رجل لم تحرقه النار :



قال بعض الصالحين : دخلت إلى مصر
فوجدت حداداً يخرج الحديد بيده من النار!!!
ويقلبه على السندال .. ولا يجد لذلك ألماً ..!!
فقلت في نفسي (( هذا عبدُ صالح لاتعدو عليه النار)) فدنوت منه وسلمت عليه
فرد علي السلام فقلت له :: (( ياسيدي بالذي منّ عليك بهذه الكرامة
إلا مادعوت لي فبكى وقال :: (( والله ياأخي ماأنا كما ضننت
فقلت له :: ياأخي أن هذا الذي تفعله لايقدر عليه إلا الصحالون
فقال أن لهذا الأمر حديثا عجيبا
فقلت له :: أن رأيت أن تعرفني به فاأفعل
قال :: نعم
كنت يوماً من الأيام جالساً في هذا الدكان وكنت كثير التخليط
إذ وقفت عليّ أمراءة لم أرا قط أحسن منها وجهاً
فقالت :: ياأخي هل عندك شيئاً لله ..!!
فلما نظرت إليها فتنت بها وقلت لها
هل لكِ أن تمضي معي إلى البيت وأدفع لكِ مايكفيك
فنظرت إليّ زماناً طويلاً فذهبت فغابت عني طويلاً
ثم رجعت وقالت :: ياأخي لقد أحوجتني الضرورة إلى ماذكرت
قال : فقفلت الدكان
ومضيت بها إلى البيت ..
فقالت لي :: ياهذا
أن لي أطفالاً وقد تركتهم على فااقة شديدة !!!
فإن رأيت تعطيني شيئاً أذهب به إليهم
وأرجع إليك فاأفعل
قال :: فاأخذت عليها العهود والمواثيق
ودفعت لها بعضا من الدراهم
فمضيت وغابت ساعة
ثم رجعت .. فدخلت بها إلى البيت وأغلقت الباب ..
فقالت :: لمَ فعلتَ هذا ؟؟
فقلت لها :: خوفاً من الناس
فقالت :: ولمَ لاتخاف من رب الناس
فقلت لها :: أنه غفور رحيم
ثم تقدمت إليها
فوجدتها تظطرب كما تظطرب السعفه يوم ريح عاصف ..!!
ودموعها تنحدر على خديها
فقلت لها :: مما أظطرابك وبكاؤك ؟؟؟؟!!ّ
فقالت :: خوفاً من الله عزوجل
ثم قالت لي :: ياهذا أن تركتني لله
ضمنت لك أن الله لايعذبك بالنــــار
لافي الدنيا ولافي الآخرة ..
قال :: فقمت وعطيتها جميع ماكان عندي
وقلت لها :: ياهذه قد تركتك خوفاً من الله عزوجل
قال : فلمَ فارقتني غلبتني عيني فنمت ..
فرأيت امراءة لم أرا قط أحسن منها وجهاً
وعلى رأسها تاج من الياقوت الأحمر ..
فقالت لي :: جزاك الله عنا خيراً
قلت لها :: ومن أنتِ ؟؟
قالت :: أنا أم الصبية التي أتتك وتركتها خوفاً من الله عزوجل
لاأحرقك الله بالنار لافي الدنيا ولافي الآخرة
فقلت لها :: عرفيني بها ؟؟ ومن أي نسل هي يرمحكِ الله ؟؟!!ّ
فقالت :: هي من نسل رسول الله صلى الله عليه وسلم
فتذكرت قول الله عزوجل :: أنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيرا ))
ثم أفقت من منامي ومن ذلك الوقت
لم تعدو عليّ النار

وأرجو أن لاتعدو عليّ في الآخرة ..



(( اوردها أبن الجوزي ص220 في المواعظ والمجالس ))

حلقات من القصص المؤثره - صفحة 2 32724245-EQRAA2

https://eioe.forum.st

43حلقات من القصص المؤثره - صفحة 2 Empty رد: حلقات من القصص المؤثره الإثنين 5 أبريل - 13:26

م/حسن المصري

م/حسن المصري
المدير العام


توبة شاب ..
معاكس

حدثت هذه القصة في أسواق العويس بالرياض . يقول أحــــــد الصالحين : كنت
أمشي في سيارتي بجانب السوق فإذا شـــــاب يعاكس فتاة , يقول فترددت هل
أنصحه أم لا ؟ ثم عزمت علــى أن أنصحه , فلما نزلت من السيارة هربت الفتاة
والشاب خـاف توقعوا أني من الهيئة ,فسلمت على الشاب وقلت : أنا لســــت من
الهيئة ولا من الشرطة وإنما أخٌ أحببت لك الخير فأحببـــت أن أنصحك . ثم
جلسنا وبدأت أذكره بالله حتى ذرفت عيناه ثــم تفرقنا وأخذت تلفونه وأخذ
تلفوني وبعد أسبوعين كنت أفتــش في جيبي وجدت رقم الشاب فقلت: أتصل به وكان
وقت الصباح فأتصلت به قلت : السلام عليكم فلان هل عرفتني , قال وكيــف لا
أعرف الصوت الذي سمعت به كلمات الهداية وأبصرت النور وطريق الحق . فضربنا
موعد اللقاء بعد العصر, وقــدّر الله أن يأتيني ضيوف, فتأخرت على صاحبي
حوالي الساعة ثم ترددت هل أذهب له أو لا . فقلت أفي بوعدي ولو متأخراً,
وعندمــــــا طرقت الباب فتح لي والده . فقلت السلام عليكم قال
وعليكــــــم السلام , قلت فلان موجود , فأخذ ينظر إلي , قلت فلان موجـود
وهو ينظر إلي باستغراب قال يا ولدي هذا تراب قبره قد دفنــاه قبل قليل .
قلت يا والد قد كلمني الصباح , قال صلى الظــهر ثم جلس في المسجد يقرأ
القرآن وعاد إلى البيت ونام القيلولـــــة فلما أردنا إيقاظه للغداء فإذا
روحه قد فاضت إلى الله . يقــــول الأب :ولقد كان أبني من الذين يجاهرون
بالمعصية لكنه قبــــل أسبوعين تغيرت حاله وأصبح هو الذي يوقظنا لصلاة
الفجــــر بعد أن كان يرفض القيام للصلاة ويجاهرنا بالمعصية في عقــر دارنا
, ثم منّ الله عليه بالهداية .
ثم قال الرجل : متى عرفت ولدي يا بني ؟
قلت : منذ أسبوعين . فقال : أنت الذي نصحته ؟ قلت : نعم
قال : دعني أقبّل رأساً أنقذ أبني من النار

https://eioe.forum.st

44حلقات من القصص المؤثره - صفحة 2 Empty رد: حلقات من القصص المؤثره الإثنين 5 أبريل - 13:26

م/حسن المصري

م/حسن المصري
المدير العام


مثل ما تعامل والديك تجازى من
أبنائك!!


" .. كانت أم جالسه مع أطفالها تساعدهم في واجباتهم المدرسيه وكان من بين
أبنائها طفلها الذي لم يدخل المدرسه بعد .. بعد الانتهاء من الواجبات
الدراسيه قامت الأم لتحضير الغداء لأب زوجها (المسن) الذي كانت له غرفه
منعزلة في الخارج في حديقة المنزل .. ذهبت اليه وقدمت له الغداء واطمأنت
عليه وتأكدت أنه لا يريد شيء آخر ..

أثناء عودتها الى المنزل أصابها الفضول فيما كان يفعله ابنها الطفل ..
لاحظت الأم قبل احضار الطعام لأب زوجها أن ابنها كان ممسكا بقلم أحد اخوته
ويرسم مربعات ودواوير على ورقه فتجاهلت الأمر .. لكنها تفاجئت أنها وبعد
انتهاء عملها وعودتها من عند أب زوجها(عمها) أن ابنها لايزال ممسكا بالقلم
ويرسم .. فتقربت الأم شيئا فشيئا الى ابنها وهي تسأله : ماذا يرسم الحبيب ؟
فقال لها أرسم بيت المستقبل الذي سأسكنه أنا وزوجتي وأطفالي.. فرحت الأم
لما سمعته ولكنها لاحظت أن ابنها رسم مربع منعزل خارج المنزل .. فسألته:
لما هذا المربع هنا ومنعزل عن باقي المربعات والممرات ف المنزل .. فكان
الجواب كالصاعقه للأم التى لم تتوقعه من ابنها .. والتي حمدت الله على سؤال
ابنها قبل فوات الأوان .. كان جواب الابن البريئ : هذي ماما ستكون غرفتك
عندما تكبرين .. فسألته :وهل ستجعلني في غرفة لوحدي ولا أحد يؤنسني .. فقال
لها : لا سأزورك ولكنني سأجعلك في غرفة منعزلة مثل غرفة جدي.. ما أن سمعت
الأم هذا الجواب من ابنها حتى فاظت عينيها بالدموع فقررت تبديل غرفة الجلوس
في البيت بغرفة عمها (أب زوجها) ونقل غرفة الجلوس الى الخارج .. وأثناء
عودة الزوج من عمله استغرب لما يحصل في المنزل من تغييرات فذهب الى زوجته
وسألها ما الذي يحصل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ولما هذه التغييرات ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فأجابته :
تأثرت بكلام ابني الذي رسم بيت المستقبل وغرفتنا أنا وانت المنعزله عن
المنزل فلا أريد أن يرى أبنائي جدهم منعزل ويقوموا بفعل نفس الشئ بنا أنا
وانت .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. كاد الزوج أن يطير من الفرحة لما
قررته زوجته .. وبارك لها جهودها .......... وما أن دخل العم الى المنزل
حتى تفاجأ الابن لما يراه فغير رسم بيت المستقبل وأضاف غرفة والديه (المربع
المنعزل) الى بيته ...................

فهذه يا أحبتي قصه من بين آلاف القصص .. فأردت أن يعرف الآباء والأمهات أن
حسن معاملة الوالدين مهمة .. لأنها ستحظى بنفس المعاملة من الأبناء ..


حلقات من القصص المؤثره - صفحة 2 32724245-EQRAA2

https://eioe.forum.st

45حلقات من القصص المؤثره - صفحة 2 Empty رد: حلقات من القصص المؤثره الإثنين 5 أبريل - 13:27

م/حسن المصري

م/حسن المصري
المدير العام


العاشق والصليب




كاد يجنُّ من الفرح، و يطير من فرط السعادة؛ ولم تسعه ثيابه كما يقال؛
عندما سمع نبأ قبوله في البعثة الخارجية إلى فرنسا. كان يشعر أنه سيمتلك
الدنيا ويصبح حديث مجالس قومه؛ وكلما اقترب موعد السفر، كلما شعر أنه أقبل
على أبواب العصر الحديث التي ستفتح له آفاقاً يفوق بها أقرانه وأصحابه..


شيءٌ واحدٌ كان يؤرقه.. ويقضُ مضجعه.. كيف أترك مكة! سنين طوالاً وقد شغف
بها فؤادي وترعرعت بين أوديتها، وشربت من مائها الحبيب من زمزم العذب، ما
أنشز عظامي وكساها لحماً!؛ وأمي..أمي الغالية من سيرعاها في غيابي.. إخوتي
يحبونها.. لكن ليس كحبي لها.. من سيوصلها من الحرم لتصلي فيه كل يوم
كعادتها؟!.. أسئلة كثيرة.. لا جواب عليها. أزف الرحيل.. وحزم الحقائبَ؛
وحمل بيده التذاكرَ.. وودع أمَّـه وقبلَّ رأسها ويديها.. وودع إخوته
وأخواته.. واشتبكت الدموعُ في الخدود.. وودع مكة المكرمة والمسجد الحرام..
وسافر والأسى يقطّع قلبه …


قدم إلى فرنسا بلادٍ لا عهد له بها.. صُعق عندما رأى النساء العاريات يملأن
الشوارع بلا حياء.. وشعر بتفاهة المرأة لديهم.. وحقارتها وعاوده حنينٌ
شديد إلى أرض الطهر والإيمان.. والستر والعفاف..

انتظم في دراسته.. وكانت الطامة الأخرى!! يقعد معه على مقاعد الدراسة..
بناتٌ مراهقاتٌ قد سترن نصف أجسادهن.. وأبحن النصف الآخر للناظرين!؛ كان
يدخل قاعة الدرس ورأسه بين قدميه حياءً وخجلاً!! ولكنهم قديماً قالوا:
كثرةُ الإمساس تُفقد الإحساس.. مرَّ زمنٌ عليه.. فإذا به يجد نفسه تألف تلك
المناظر القذرة.. بل ويطلق لعينيه العنان ينظر إليهن.. فالتهب فؤاده..
وأصبح شغله الشاغل هو كيف سيحصل على ما يطفي نار شهوته.. وما أسرع ما كان!.


أتقن اللغة الفرنسية في أشهر يسيرة!! وكان مما شجعه على إتقانها رغبته في
التحدث إليهن.. مرت الأشهر ثقيلةً عليه.. وشيئاً فشيئاً..وإذا به يقع في
أسر إحداهن من ذوات الأعين الزرقاء! والعرب قالوا قديماً: زرقة العين قد
تدل على الخبث...

ملكت عليه مشاعره في بلد الغربة.. فانساق وراءها وعشقها عشقاً جعله لا يعقل
شيئاً.. ولا يشغله شيءٌ سواها.. فاستفاق ليلة على آخر قطرة نزلت من إيمانه
على أعقاب تلك الفتاة.. فكاد يذهب عقله.. وتملكه البكاء حتى كاد يحرق
جوفه.. ترأى له في أفق غرفته.. مكةُ.. والكعبةُ.. وأمُّه.. وبلاده الطيبة!
احتقر نفسه وازدراها حتى همَّ بالانتحار! لكن الشيطانة لم تدعه.. رغم
اعترافه لها بأنه مسلمٌ وأن هذا أمرٌ حرمه الإسلام؛ وهو نادمٌ على ما فعل..
إلاَّ أنها أوغلت في استدارجه إلى سهرة منتنةٍ أخرى.. فأخذته إلى منزلها..
وهناك رأى من هي أجمل منها من أخواتها أمام مرأى ومسمع من أبيها وأمها!
لكنهم أناسٌ ليس في قاموسهم كلمة (العِرض) ولا يوجد تعريف لها عندهم.. لم
يعد همُّه همَّ واحدٍ.. بل تشعبت به الطرق.. وتاهت به المسالك.. فتردى في
مهاوي الردى.. وانزلقت قدمه إلى أوعر المهالك! ما استغاث بالله فما صرف
الله عنه كيدهن؛ فصبا إليهن وكان من الجاهلين؛ تشبثن به يوماً.. ورجونه أن
يرى معهن عبادتهن في الكنيسة في يوم (الأحد).. وليرى اعترافات المذنبين
أمام القسيسين والرهبان!! وليسمع الغفران الذي يوزعه رهبانهم بالمجان! فذهب
معهن كالمسحور..وقف على باب الكنيسة متردداً فجاءته إشارة ٌمن إحداهن.. أن
افعل مثلما نفعل!! فنظر فإذا هن يُشرن إلى صدورهن بأيديهن في هيئة
صليبٍ!.. فرفع يده وفعل التصليب! ثم دخل!!. رأى في الكنيسة ما يعلم الجاهل
أنه باطل.. ولكن سبحان مقلب القلوب! أغرته سخافاتُ الرهبان، ومنحُهم لصكوك
الغفران.. ولأنه فَقَدَ لذة الإيمان كما قال - صلى الله عليه وسلم - "إذا
زنى العبد خرج منه الإيمان فكان على رأسه كالظُّلّة؛ فإذا أقلع رجع
إليه
[*]".. فقدْ أطلق أيضاً لخياله العنان.. وصدق ما يعتاده من توهمِ؛
فكانت القاضية.. جاءته إحداهن تمشي على استعلاء! تحمل بيدها علبة فاخرة من
الكرستال؛ مطرزة بالذهب أو هكذا يبدو له.. فابتسمت له ابتسامة الليث
الهزبر؛ الذي حذر من ابتسامته المتنبي فيما مضى..


إذا رأيت نيوب الليث بارزةً فلا تظنن أن الليث يبتسم


فلم يفهم!.. وأتبعتها بقُبلةٍ فاجرةٍ.. ثم قدّمت له تلك الهدية الفاخرة
التي لم تكون سوى صليبٍ من الذهب الخالص!! وقبل أن يتفوه بكلمة واحدة؛
أحاطت به بيدها فربطت الصليب في عنقه وأسدلته على صدره وأسدلت الستار على
آخر فصل من فصول التغيير الذي بدأ بشهوةٍ قذرة؛ وانتهى بِردّةٍ وكفرٍ؛ نسأل
الله السلامة والعافية!.


عاش سنين كئيبة.. حتى كلامه مع أهله في الهاتف فَقَدَ..أدبَه وروحانيته
واحترامه الذي كانوا يعهدونه منه.. اقتربت الدراسة من نهايتها.. وحان موعد
الرجوع.. الرجوع إلى مكة.. ويا لهول المصيبة.. أيخرج منها مسلماً ويعود
إليها نصرانياً؟! وقد كان.. نزل في مطار جدة.. بلبس لم يعهده أهله ...
وقلبٍ (أسود مرباداً كالكوز مجخياً.. لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً)
.... عانق أمَّه ببرودٍ عجيبٍ.. رغم دموعِها.. وفرحةِ إخوته وأخواته..
إلاَّ أنه أصبح في وادٍ؛ وهم في وادٍ آخر.. أصبح بعد عودته منزوياً كئيباً
حزيناً.. إما أنه يحادثُ فتياته بالهاتف أو يخرج لوحده في سيارته إلى حيث
لا يعلم به أحدٌ.. لاحظ أهله عليه أنه لم يذهب إلى الحرم أبداً طيلة أيامه
التي مكثها بعد عودته؛ ولفت أنظارهم عدم أدائه للصلاة.. فحدثوه برفق فثار
في وجوههم وقال لهم:"كل واحد حر في تصرفاته.. الصلاة ليست بالقوة".. أما
أمُّه فكانت تواري دموعها عنه وعن إخوته كثيراً وتعتزل في غرفتها تصلي
وتدعو له بالهداية وتبكي حتى يُسمع نشيجُها من وراء الباب!!؛ دخلت أخته
الصغرى عليه يوماً في غرفته..- وكان يحبها بشدة -.. وكانت تصغره بسنوات
قليلة؛ وبينما كان مستلقياً على قفاه؛ مغمضاً عينيه؛ يسمع أغنيةً أعجميةً
مزعجةً.. وقعت عيناها على سلسالٍ من ذهبٍ على صدره.. فأرادت مداعبته..
فقبضت بيدها عليه.. فصعقت عندما رأت في نهاية هذا السلسال صليب النصارى!!
فصاحت وانفجرت بالبكاء.. فقفز وأغلق الباب.. وجلس معها مهدداً أياها.. إن
هي أخبرت أحداً.. أنه سيفعل ويفعل! فأصبح في البيت كالبعير الأجرب.. كلٌ
يتجنبه.

في يوم.. دخلت أمه عليه.. وقالت له:-

قم أوصلني بسيارتك! وكان لا يرد لها طلباً! فقام.. فلما ركبا في السيارة..
قال لها:- إلى أين!

قالت: إلى الحرم أصلي العشاء!؛ فيبست يداه على مقود السيارة.. وحاول
الاعتذار وقد جف ريقُه في حلقه فألحّت عليه بشدة.. فذهب بها وكأنه يمشي على
جمرٍ.. فلما وصل إلى الحرم.. قال لها بلهجة حادة.. انزلي أنت وصلّي.. وأنا
سأنتظرك هنا!؛ فأخذت الأمُّ الحبيبة ترجوه وتتودد إليه ودموعها تتساقط على
خدها..:-

"يا ولدي.. انزل معي.. واذكر الله.. عسى الله يهديك ويردك لدينك.. يا
وليدي.. كلها دقائق تكسب فيها الأجر".. دون جدوى.. أصر على موقفه بعنادٍ
عجيب.

فنزلت الأم.. وهي تبكي.. وقبع هو في السيارة.. أغلق زجاج الأبواب.. وأدخل
شريطاً غنائياً (فرنسياً) في جهاز التسجيل.. وخفض من صوته.. وألقى برأسه
إلى الخلف يستمع إليه.. قال:-

فما فجأني إلا صوتٌ عظيمٌ يشق سماءَ مكة وتردده جبالها.. إنه الأذان العذب
الجميل؛ بصوت الشيخ / علي ملا.. الله أكبر.. الله أكبر.. أشهد ألا إله إلا
الله...

… فدخلني الرعبُ.. فأطفأت (المسجل) وذهلت.. وأنا أستمع إلى نداءٍ؛ كان آخرُ
عهدي بسماعة قبل سنوات طويلة جداً؛ فوالله وبلا شعورٍ مني سالت دموعي على
خديّ.. وامتدت يدي إلى صدري فقبضت على الصليب القذر؛ فانتزعته وقطعت سلساله
بعنفٍ وحنق وتملكتني موجةٌ عارمة من البكاء لفت أنظار كل من مر بجواري في
طريقه إلى الحرم. فنزلت من السيارة.. وركضت مسرعاً إلى (دورات المياه)
فنزعت ثيابي واغتسلت.. ودخلت الحرم بعد غياب سبع سنواتٍ عنه وعن الإسلام!.
فلما رأيت الكعبة سقطت على ركبتيّ من هول المنظر؛ ومن إجلال هذه الجموع
الغفيرة الخاشعة التي تؤم المسجد الحرام؛ ومن رعب الموقف.. وأدركت مع
الإمام ما بقي من الصلاة وأزعجت ببكائي كل من حولي.. وبعد الصلاة.. أخذ
شابٌ بجواري يذكرني بالله ويهدّأ من روعي.. وأن الله يغفر الذنوب جميعاً
ويتوب على من تاب.. شكرته ودعوت له بصوت مخنوق؛ وخرجت من الحرم ولا تكاد
تحملني قدماي.. وصلت إلى سيارتي فوجدت أمي الحبيبة تنتظرني بجوارها
وسجادتها بيدها.. فانهرت على أقدامها أقبلها وأبكي.. وهي تبكي وتمسح على
رأسي بيدها الحنون برفق.. رفعت يديها إلى السماء.. وسمعتها تقول:_"يا رب لك
الحمد.. يا رب لك الحمد.. يا رب ما خيبت دعاي.. ورجاي.. الحمد لله.. الحمد
لله".. فتحت لها بابها وأدخلتها السيارة وانطلقنا إلى المنزل ولم أستطع أن
أتحدث معها من كثرة البكاء.. إلاَّ أنني سمعتها تقول لي:_"يا وليدي..
والله ما جيت إلى الحرم إلاّ علشان أدعي لك.. يا وليدي.. والله ما نسيتك من
دعاي ولا ليلة.. تكفى ! وأنا أمك لا تترك الصلاة علشان الله يوفقك في
حياتي ويرحمك"

نظرت إليها وحاولت الرد فخنقتني العبرة فأوقفت سيارتي على جانب الطريق..
ووضعت يديّ على وجهي ورفعت صوتي بالبكاء وهي تهدؤني.. وتطمئنني.. حتى شعرت
أنني أخرجت كل ما في صدري من همًّ وضيقٍ وكفرٍ!.. بعد عودتي إلى المنزل
أحرقت كل ما لدي من كتب وأشرطة وهدايا وصورٍ للفاجرات.. ومزقت كل شيء
يذكرني بتلك الأيام السوداء وهنا دخلت في صراعٍ مرير مع عذاب الضمير.. كيف
رضيت لنفسك أن تزني؟ كيف استسلمت للنصرانيات الفاجرات؟ كيف دخلت الكنيسة؟
كيف سمحت لنفسك أن تكذّب الله وتلبس الصليب؟ والله يقول:_(وَمَا صَلَبُوهُ
وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) كيف؟ وكيف؟! أسئلة كثيرة أزعجتني.. لولا أن الله -
تعالى - قيّض لي من يأخذ بيدي.. شيخاً جليل القدر.. من الشباب المخلصين؛
لازمني حتى أتممت حفظ ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم في فترة قصيرة ولا
يدعني ليلاً ولا نهاراً.. وأكثر ما جذبني إليه حسن خلقه وأدبه العظيم..
جزاه الله عني خيراً.. اللهم اقبلني فقد عدت إليك وقد قلت ياربنا في كتابك
الكريم (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا
قَدْ سَلَف)..وأنا يا رب انتهيت فاغفر لي ما قد سلف.. وقلت:_ (قُلْ يَا
عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ
رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ
الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).. وأنا يا رب قد أسرفت على نفسي في الذنوب كثيراً
كثيراً.. ولا يغفر الذنوب إلاَّ أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك
أنت الغفور الرحيم....


وبعد.. فالله - تعالى - يمهل عبده ولا يهمله؛ وربما بلغ بالعبدِ البُعْدُ
عن ربه بُعداً لا يُرجى منه رجوعٌ؛ ولكن الله - جل وتعالى - عليمٌ حكيم ٌ؛
غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذو الطول؛ لا إله إلا هو إليه المصير..


ما أجمل الرجوع إلى الله؛ وما ألذّ التوبة الصادقة؛ وما أحلم الله - تعالى
-.. وما أحرانا معاشر الدعاة بتلمس أدواء الناس؛ ومحاولة إخراجهم من
الظلمات إلى النور بإذن ربهم.. وبالحكمة والموعظة الحسنة والصبر العظيم
وعدم ازدراء الناس؛ أو الشماتة بهم؛ أو استبعاد هدايتهم؛ فالله - سبحانه و
تعالى - هو مقلب القلوب ومصرفها كما جاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه
سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إن قلوب بني آدم كلها بين
أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء) وكان من دعاء الرسول
الله - صلى الله عليه وسلم -:

(اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك) رواه مسلم.. آمين..

حلقات من القصص المؤثره - صفحة 2 82582247-THEKR
حلقات من القصص المؤثره - صفحة 2 72770316-w6w
حلقات من القصص المؤثره - صفحة 2 62804231-554
حلقات من القصص المؤثره - صفحة 2 62804231-qolob_001












اللهم اشغلني بما خلقتني له ...
ولا تشغلني بما خلقته
لي ...

https://eioe.forum.st

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 2 من اصل 2]

انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى